أهم الدوافع التى أثرت على المسار الصعودى للدولار الأمريكى

[Dr yara Mahmoud]

   

 

 

حقق الدولار الأمريكي ارتفاعات قوية خلال تداولات يوم الثلاثاء، مستفيدا من بعض الدوافع الهامة التي أثرت على مساره الصعودي، أهمها تنامي جهود السلطات الأمريكية لإيجاد حلول بشأن قضية سقف الدين، مع ترقب صدور بيانات التضخم الأمريكية غدا الأربعاء، وهو ما سيساهم في الحصول على مؤشرات أكثر وضوحا حول تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقبلة فيما يتعلق برفع الفائدة.

وعند النظر لتداولات اليوم، نلاحظ بأن مؤشر الدولار الأمريكي ، والذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية أخرى، سجل ارتفاعا بنسبة 0.31% ليتم تداوله قرب المستوى 101.69 نقطة.

وتتمثل أهم أسباب ارتفاع الدولار الأمريكي بتداولات اليوم فيما يلي:

1.تطورات قضية سقف الدين بالولايات المتحدة

ساهم اجتماع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن مع المتحدث باسم النواب الجمهوري كيفن مكارثي وقادة آخرين من الكونجرس في البيت الأبيض اليوم لإجراء محادثات مغلقة بين الطرفين مع اقتراب موعد التخلف عن السداد الكارثي المحتمل في يونيو، في تعزيز الزخم الصعودي لتداولات الدولار اليوم، حيث أثارت تلك الخطوة توقعات الأسواق بأن الولايات المتحدة على وشك التوصب لحلول فعالة بشأن قضية سقف الدين، وهو ما سيجنب أكبر قوة اقتصادية عالمية احتمالية التخلف عن سداد ديونها، بما انعكس إيجابا على تحركات الدولار الأمريكي بنهاية الأمر.

2. تأكيد الولايات المتحدة على قوة نظامها المالي

عززت تصريحات وزير الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس الاثنين، تحركات الدولار الأمريكي الصعودية؛ إذ أفادت المسؤول بأن النظام المصرفي بالولايات المتحدة لديه إمكانية توفير السيولة اللازمة فضلا عن استعداد المنظمون لاستخدام نفس الأدوات المستخدمة سابقا، إذا واجه الاقتصاد أية ضغوط أخرى يمكن أن تعزز انتشار عدوى انهيارات البنوك، بما قدم دعما قويا لتوقعات الأسواق حول قوة ومرونة النظام المالي الأمريكي، وبالتبعية تزاحم الطلب على الدولار بتعاملات اليوم.

3. ضعف شهية المخاطرة

خيّم ضعف شهية المخاطرة على تداولات اليوم، بما قدم دعما لتحركات الدولار الأمريكي؛ حيث ينظر للعملة الخضراء في كثير من الأحيان على أنها أصل آمن تتجه إليه التدفقات النقدية للمستثمرين بأوقات تراجع معنويات المخاطرة.

4. تنامي توقعات الأسواق بعدم قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة هذا العام

مع صدور بيانات سوق التوظيف الأمريكية والتي كشفت عن ارتفاع الأجور، بجانب تحسن الأوضاع داخل سوق العمل بشكل عام خلال أبريل الماضي، بما قد يغذي الضغوط التضخمية المستقبلية لمستويات الأسعار، الأمر الذي أثار احتمالات ألا يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة خلال العام الجاري، بما قدم دعما قويا لتحركات الدولار اليوم، خصوصا أن البنك الاستثماري العملاق جولدمان ساكس قد أشار إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيكون أقل عدوانية فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة هذا العام مقارنة بتوقعات الأسواق.
​