العوامل المؤثرة على سوق النفط الخام

العوامل المؤثرة على سوق النفط الخام

كما هو الحال بالنسبة لجميع السلع التي يتم توريدها من عدة دول، يمكن لتوريد النفط الخام أن يجنح إلى الزيادة أو النقصان. عندما يكون هناك نقص في التوريد، يرتفع سعر الطلب إلى أعلى سعر يمكن للسوق احتماله. وعندما يكون التوريد مفرطاً، تغرق الأسعار إلى أدنى سعر يمكن للمنتجين القبول به. ولا يوجد هناك حل وسطي يرضي الجميع. هذا هو السبب الكامن وراء تقلبات أسعار السلع (ليس فقط النفط، بل الكاكاو والمعادن وغيرها)، وهو السبب أيضاً في سهولة خسارة كل ما تملكه عند التداول بالسلع.
وإلى جانب المشاكل الاقتصادية التقليدية المتعلقة بالعرض والطلب، هناك أيضاً الدافع الهائل للتلاعب بسوق سلعة ما. فمثلاً، في كل مرة يجتمع فيها أعضاء منظمة أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) لمناقشة تخفيض الإنتاج، ترتفع أسعار النفط. وإن استمرت إيران في سعيها للحصول على القنبلة النووية وأعلنت عن كل خطوة في برنامجها؛ سترتفع الأسعار. ويبدو تأثير ذلك في المنتجات التي يدخل النفط والنحاس أو الفضة في صناعتها والتي تصبح أغلى، حيث يعمل المصنعون على تمرير الكلفة العالية التي يدفعونها ضمن الأسعار المعدلة للبضائع والخدمات التي يقدمونها، وهكذا تستمر الحياة.

النفط الخام الامريكي

هناك مستويات عدة للنفط الخام المتداول به محلياً وعالمياً، يخدم كلٌ منها حاجات متنوعة للسوق الحقيقية. وتفضل مصافي النفط النفطَ الخفيف والحلو بسبب قلة محتواها الكبريتي وإنتاجها المرتفع نسبياً من المواد عالية القيمة مثل البنزين والمازوت وزيوت التدفئة ووقود الطائرات.
يعتبر النفط الخام واحداً من أكثر السلع تداولاً، ويمثل فرع بورصة نيويورك للعقود الآجلة للنفط الخام بنوعيه الخفيف والحلو أكبر ملتقىً لتداول النفط الخام في العالم، من حيث السيولة ومن حيث كونه يتمتع بأكبر أحجام التداول للعقود الآجلة التي يتم تداولها في السلع الحقيقية. ونظراً للسيولة الممتازة وشفافية الأسعار التي يتمتع بها، يتم استخدام عقوده كمعيار عالمي عند التسعير. تتداول العقود بوحدات تتألف من 1,000 برميل، ونقطة التسليم هي كوشينغ في أوكلاهوما، التي يسهل الوصول إليها من الأسواق العالمية المعنية با