مقارنة بين أسواق الأسهم و أسواق الفوركس
دائما ما يواجه المستثمرين حيرة عند اتخاذ قرار المضاربة في الأسواق المالية ، فهل يضارب في أسواق الأسهم بغض النظر إن كانت محلية أو عالمية؟ أم يضارب في أسواق العملات؟ و بالرغم من احتواء السوقين على مخاطرة إلا أننا نجد المستثمرين ينقسمون إلى قسم يفضل التعامل مع الأسهم وقسم يفضل تحقيق المكاسب من خلال تجارة العملات، وهناك من يفضل تنويع استثماراته بينهم.
خلال هذه المقالة سنتناول أوجه التشابه و الاختلاف بين كل من أسواق الأسهم و أسواق تبادل العملات أو الفوركس، وقد نساعدك عزيزي القارئ على اختيار الاستثمار الأمثل بالنسبة لك في حالة اتخذت قرارك بالمضاربة في الأسواق المالية.
نبدأ بتعريف كل من السوقين حتى يتثنى لنا معرفة الاختلاف بينهم:
أسواق الأسهم: تأخذ أسواق الأسهم العديد من المسميات مثل البورصة أو سوق الأوراق المالية " Stock Exchange " ولكنها في طبيعتها تختلف عن الأسواق العادية التي تباع و تشترى فيها السلع و المنتجات المختلفة مقابل النقد أو طرق السداد المختلفة. فالبضائع التي يتم تداولها في أسواق الأوراق المالية ليست أصول حقيقية و لكنها أوراق مالية أو أسهم و سندات، حيث يعبر كل سهم أو سند على امتلاك صاحبه لجزء في الشركة المصدرة للسهم بقيمة هذا السهم.
البورصة هي سوق مبني على قواعد قانونية و فنية تحكم أدائها و تحكم عمليات اختيار الأوراق المالية للتداول عليها و توقيت التصرف فيها، و قد يواجه المستثمر الغير رشيد خسائر كبرى إذا اشترى أو باع في البورصة بدون الاستناد على استنتاجات صحيحة مبنية على معلومات وبيانات دقيقة عن وضع السهم أو السند المالي الذي يتداول عليه.
يشار إلى مستوى سوق الأسهم بما يسمى النقطة ويتم احتساب نقاط الخسارة و المكسب في مؤشرات الأسهم بشكل يومي من خلال ما يسمى بسعر الإغلاق، حيث يتم مقارنة سعر الإغلاق لليوم مع اليوم السابق له وفي حالة ارتفاعه يدل هذا زيادة عدد النقاط أي تحقيق المؤشر لمكاسب في هذا اليوم و العكس صحيح.
يعتمد المستثمرين في البورصة على نوعين رئيسيين من التحليل المالي للسهم محل التداول: النوع الأول هو التحليل الفني و الذي يعتمد على توقع تحركات السهم و اتجاهه في الأسواق اعتمادا على التحركات التاريخية للسعر و باستخدام الرسوم البيانية التي تحدد وقت بيع أو شراء أو الاحتفاظ بالسهم، ويتم استخدام برامج مختصة في تحويل تغيرات الأسعار إلى مخططات بيانية تربط السعر بالزمن.
النوع الثاني هو التحليل الأساسي وهي عملية فحص للقوائم المالية الخاصة بالشركات التي يتم التداول على أسهمها وذلك بغرض الوصول إلى القيمة الحقيقية للسهم. فالتحليل الأساسي يساعد على الوصول إلى الأسهم ذات الخلل السعري أي التي تكون مسعرة بأقل أو بأعلى من قيمة السهم الحقيقية، كما يهتم التحليل الأساسي أيضا بالمناخ الاقتصادي العام في الدولة و مراقبة القرارات المالية التي تصدر عن الحكومة و معرفة مدى أثر هذا على حركة الشركات و بالتالي انعكاس هذا على أسعار الأسهم في البورصة.
أسواق تبادل العملات: أو الفوركس وهي كلمة تشير إلى سوق العملات الأجنبية أو البورصة العالمية للعملات الأجنبية وهي اختصار المصطلح الاقتصادي من اللغة الإنجليزية " Foreign Exchange Market " ، وهو سوق يمتد في جميع أنحاء العالم حيث يتم صرف العملات من خلال عدة مشاركون على رأسهم البنوك المركزية بالإضافة إلى البنوك العالمية و المؤسسات الدولية و الأسواق المالية و المتداولون الأفراد.
يتم شراء و بيع العملات المختلفة مقابل الدولار الأمريكي الذي يعتبر العملة الرئيسية فيما يعرف بأزواج العملات، وقد يكون الزوج هو عملة معينة مقابل الدولار الأمريكي أو عملة مقابل عملة أخرى فيما يعرف بالعملات التقاطعية. و يتم التداول عن طريق شراء و بيع العملات الأساسية التي تحوز علي الحصة الأساسية من العمليات في سوق الفوركس وهي الدولار الأمريكي (USD) العملة الأساسية، و اليورو الأوروبي (EUR) والجنيه الإسترليني (GBP) والفرنك السويسري (CHF) والين الياباني (JPY) والدولار الأسترالي (AUD) والدولار الكندي CAD)) وعملات أخرى عربية وأجنبية.
الجدير بالذكر أن سوق الفوركس يعتمد على التقنية الحديثة في وسائل الاتصالات و الانترنت و هي التي تطورت بشكل واسع مؤخرا، الأمر الذي دفع هذا السوق إلى استقطاب أعداد كبيرة من المستثمرين خلال السنوات الماضية. هذا إلى جانب سهولة التعامل مع برامج التداول فبمجرد امتلاكك لجهاز كمبيوتر متصل بالانترنت فأنت مهيأ لتتداول في أسواق الفوركس، حتى إن كنت تجهل التعامل مع الانترنت أو الكمبيوتر فيمكنك التداول عبر المكالمات الهاتفية لشركات الوساطة المالية.
و الفوركس تتبع لبورصات التبادل عبر شبكات الاتصال (OTC) (Over The Counter) فهي أسواق يتم فيها بيع وشراء السلع دون أن يكون لها مكان مركزي محدد بل تتم عمليات البيع والشراء بين الشركات والبنوك والأفراد عن طريق شبكات الاتصال والكمبيوتر في وقت واحد بين مئات البنوك حول العالم. وهذا هو السبب لضخامة سوق العملات، فهنالك مئات الملايين من الدولارات تباع و تشتري كل بضع ثوان. وبورصات العملات تتميز أيضاً بالمؤشرات المختلفة والتحليل الفني والتحليل الإخباري و سرعة الحصول علي الأرباح.
تتشابه طرق التحليل المتبعة في أسواق العملات مع مثيلاتها في أسواق الأسهم وإن اختلف مضمونها: التحليل الفني في الفوركس يعتمد أيضا على التحركات التاريخية للعملة ومحاولة التنبؤ باتجاهه المستقبلي عن طريق استخدام البرامج المختصة بذلك. ومنذ كون التداول العملات يصاحبه حجم ضخم من التداولات وسيولة نقدية أكثر كثيرا من تلك المتواجدة في أسواق الأسهم، فنجد أيضا أن فنيات التحليل الفني و الأنماط التقنية التي تتخذها العملة قد تشهد تحقيق أهداف أعلى من تلك التي تحققها الأسهم مدعومة بالسيولة المرتفعة.
أما عن التحليل الأساسي فهو في حالة العملات لا يعتمد على دراسة القوائم المالية و معرف القيمة الحقيقية للسهم، بل هو يعتمد على دراسة المؤشرات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاديات العالمية ولاسيما الدول التي تتداول عملاتها في أسواق الفوركس. إلى جانب هذا يتم مراعاة التغيرات السياسية التي من شأنها أن تؤثر على المناخ الاقتصادي لهذه الدول وهو الأمر الذي يجعل التحليل الأساسي الخاص بالعملات هو أكبر و أشمل من مثيله في حالة أسواق الأسهم.
خلال الجدول التالي سنجد بعض الاختلافات الهامة بين كل من الفوركس و أسواق الأسهم
