إنقلاب وشيك في سوق العملات؟

*
ألإنقلاب هنا هو بمعنى التحوّل في الوجهة طبعا، وثمة مؤشرات حيّة تشي به، وتوحي الى أرجحية حدوثه.
*
السرّ الأكبر يكمن في سوق السلع الأولية الذي شهد موجة ارتفاع طال أمدها، وهي*ترافقت مع التسابق على الشراء بعد نهضة الاقتصاد العالمي وبدء تعافيه من حالة الكساد التي ألمّت به قبل عامين.
في العامين المنصرمين تولدت على المستوى العالمي ثقة بكون النشاط الاقتصادي العالمي الناشئ مستدام، وأن الخروج من حالة الانكماش مؤكد ونهائي. نتيجة هذا الاعتقاد لوحظ طلب مستمر على السلع الأولية، ولاسيما المعادن، كما على العملات العالية الفائدة، وعلى رأسها الدولار الاسترالين وبعده الراند الجنوب أفريقي ،وال رايال البرازيلي. البلدان الثلاثة المذكورة أفادت بقوة من ارتفاع أسعار السلع، ما حتم رفع الفائدة على عملاتها.
*
حاليا لا يبدو ان الاعتقاد الذي ساد بكون النهضة الاقتصادية العالمية ثابتة ودائمة. الحركة الصعودية في النمو العالمي تبدو انها تعثرت، ومعها حركة التسابق الى الاستثمار اعتمادا على مخاطرات، بهدف تحقيق المزيد من الربح. ايضا أزمة الديون الاوروبية تتحول شيئا فشيئا الى مصدر تهديد وإزعاج للنمو الاقتصادي العالمي، ما يدفع الى المزيد من الهروب من المخاطراتن والبحث عن المراكز الأكثر أمانا.
نتيجة هذا التحول ستكون: ارتفاع قيمة الفرنك باستمرار( وثمة قلق سويسري من تعادل بين اليورو والفرنك). ارتفاع قيمة الين الياباني مجددا( كنتيجة لركود عمليات ال كاري ترايد وعودة القروض الى العملة اليابانية ). تراجع اليورو مقابل الدولار خاصة ان تتابعت الحدة في ازمة الديون.
*
الجدير ملاحظته أيضا على هذا الصعيد تحرك العملات العالية الفائدة في الاشهر القليلة الماضية أفقيا مقابل الدولار. بعضها - كالليرة التركية - سجلت تراجعا. مقابل اليورو معظم هذه العملات سجلت تراجعا.
إن المستثمرين المسرفين في الرهانات على ارتفاع عملات المعادن والعملات العالية الفائدة عامة مدعوون للحذر - جني بعض الربح او توفير الحماية لاستثماراتهم - تحسبا لتراجعات حادة ترافق النكسة في نهضة الاقتصاد العالمي. إن صحت التوقعات وحدثت...
​