أسواق العملات: حالة اللاقرار تسيطر على المعاملات وعملات الملاذ الآمن

عملات الملاذ الآمن كانت الأكثر استفادة في مستهل معاملات هذا الأسبوع على الرغم من حالة الترقب التي تسيطر على أسواق العملات لاسيما في ظل التوتر السياسي على الصعيد الروسي- الاوكراني والذي انتقل بدوره إلى توتر على الصعيد العالمي بين أوروبا والولايات المتحدة امام روسيا. البرلمان الروسي خول لرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوة العسكرية و التدخل في أوكرانيا بينما اعتبرت أوكرانيا ان ذلك اعلانا للحرب ، فيما أن الأمر الواقع يفرض نفسه بعد سيطرة قوات عسكرية روسية على منطقة شبه جزية القرم ذات الاكثيرة المنحدرة من أصول روسية. بينما يتصاعد الامر على المستوى العالمي بعد انعقاد مجلس الأمن الدولي وحلف الناتو لاجتماعات طارئة لمباحثة الأمر، هذا فضلا عن استياء المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكي والتي تحذر روسيا من التدخل العسكري في البلاد مع إمكانية فرض دول مجموعة الثمانية الصناعية عقوبات على روسيا. في المقابل أعلنت الحكومة الأوكرانية حالة التأهب القصوى واستدعاء قوات الاحتياط لمواجهة نزاع عسكري محتمل في المنطقة. التوتر السياسي يضيف إلى البيانات السلبية بشأن المخاوف المتعلقة بتراجع وتيرة النمو الاقتصاد العالمي بعد ان أظهرت البيانات تباطؤ وتيرة الأنشطة الصناعية في الصين إلى ادنى مستوى منذ ثمانية اشهر في فبراير شباط السابق. الين الياباني والفرنك السويسري كانا اكبر المستفيدين من تلك التخوفات في الوقت الراهن، هذا وإن كان حالة الانتظار والترقب تفرض نفسها على التداولات في أسواق العملات. الفرنك السويسري ارتفع أمام اليورو إلى أعلى مستوى منذ يناير 2013 واصبح مقتربا من السقف الذي وضعه البنك السويسري لحماية الفرنك من الارتفاع عند مستويات 1.20. زوج اليورو امام الفرنك سجل مستويات 1.2102 في المعاملات المبكرة قبل ان يرتد ساعة كتابة التقرير ليتداول حول مستويات 1.2134 . اما بالنسبة لزوج الدولار امام الين الياباني فقد افتتح اليوم على فجوة سعرية للاسفل ليعبر عن مدى الاقبال على الين مع بدء معاملات الأسبوع، الزوج افتتح عند مستويات 101.45 بعد ان اغلق يوم الجمعة عند مستويات 101.82 . فيما انخفض الزوج إلى 101.19 ومسجلا ادنى مستوى في أربعة أسابيع قبل ان يترد ليتداول حول مستويات 101.45 ساعة كتابة التقرير ومتأثراً بالبيانات الإيجابية التي صدرت عن الولايات المتحدة الأمريكية. حيث ارتفع مستوى الدخل الشخصي في يناير السابق بنسبة 0.3% من 0.0% للقراءة السابقة، بينما ارتفع الانفاق الشخصي بنسبة 0.4% في نفس الفترة من 0.1% للقراءة السابقة. اليورو ارتفع في نهاية معاملات الجمعة التي تزامنت مع آواخر جلسات شهر فبراير إلى اعلى مستوى منذ ثلاثة اشهر بعد ان أظهرت البيانات ارتفاع التضخم لأعلى من المتوقع في الشهر السابق وإن كان لايزال بعيدا عن المستوى المستهدف، لكن ذلك قلل من التكهنات بأن قد يتجه إلى التوسع في السياسة النقدية في اجتماع الأسبوع الجاري. زوج اليورو/دولار افتتح أيضا على فجوة سعرية مع بدء معاملات الأسبوع مسجلا مستويات 1.3774 بعد ان حقق الأعلى اليوم عند 1.3791 فيما أن البيانات الامريكية ساهمت في ارتداد الزوج قليلا. ننتظر بعد قليل الإعلان عن أداء القطاع الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية وسط توقعات بأن يظهر تباطؤ في فبراير إلى 57.5 من 60.5 .