السوق لا يزال في العتمة. لا جديد يغذي الثقة المعمول لها

لقاء ساركوزي ميركل انتهى... عمليا الى لا شيء. الكثير من التطمينات... الكثير من الاقتراحات والوعود... محاولات لزرع الثقة حركت السوق بردة فعله الاولى، ولكن مفاعيلها سرعان ما تبددت...
*
تبددت مفاعيل الكلام المعسول عندما أوضحت المستشارة الالمانية موقفها من السندات الاوروبية. المرحلة الحالية ليست مناسبة لاصدار مثل هذه السندات. الرئيس الفرنسي اعتبر ايضا انها ستكون بمثابة المكافأة للكسالى والمشاغبين من بين دول منطقة اليورو، وبمثابة القصاص للعاملين الجديين بينها. السندات الاوروبية مشروع مستقبلي يمكن تطبيقه حال الخروج من الأزمة. السوق لم يرحب بهذا الكلام. اليورو عاود التخلي عما حققه في الدقائق الاولى لبدء المؤتمر الصحافي المشترك.
*
اميركيا قررت وكالة فيتش الابقاء على درجة تصنيف الولايات المتحدة على ال aaa الطيبة الذكر. السوق ارتاح في البدء للامر، كما ارتاح لارتفاع الانتاج الصناعي، فتقدمت المؤشرات في ال وول ستريت عند بداية التداول، ولكنها عاودت الاقفال على تراجع بعد خيبة الامل الاوروبية الطارئة.
*
ومن الصين ثمة ما يلفت الانظار. منذ سنوات عديدة والاميركيون يضغطون من أجل رفع قيمة اليوان الصيني وفك ارتباطه الوثيق بالدولار. المقاومة الصينية لهذ الضغط الغربي كانت دوما واضحة. اليوم وبعد ان بدأ تصنيف ائتمان الولايات المتحدة بالانخفاض يبدو ان السلطات النقدية الصينية اقتنعت بوجوب التحرك. اليوان يرتفع باستمرار وبوتيرة لم يعتد السوق عليها. أمس الثلاثاء اقفل على 6.3854 يوان للدولار الواحد وهو مستوى قياسي غير مسبوق.صحيفة صينية مرموقة تحدثت عن المزيد من الارتفاعات. حاكم البنك المركزي الصيني السابق طالب بتحرير اليوان كليا من الارتباط بالدولار.
تعليل القرار الصيني يتعلق بصعوبة التحول بالاحتياط من الدولار الى العملات الاخرى بالاسعار الحالية التي يتواجد عليها اليوان. ( من المعلوم ان الصين تمتلك 3000 مليار دولار احتياط وهي موظفة بالسندات الاميركية ).
*
اوروبيا، وكما أشرنا سابقا ، ثمة غياب للثقة بنتائج اجتماع ميركل ساركوزي. اليورو ترجم هذا الواقع ترددا في الارتفاع من جديد في ساعات المساء. الحق يقال بكون محفزات الارتفاع غائبة حتى الساعة.
​