الجنيه الإسترليني يفقد مكاسبه وسط حالة من عدم اليقين تسود مستقبل بريطانيا الاقتصادي ا

حاول سعر صرف الجنيه الإسترليني الارتفاع يوم أمس، لكن الارتفاع بقي محدوداً وعاد سعر صرف الجنيه الإسترليني ليفقد كامل مكاسبه التي تحققت أمس ويعود ويتداول في مستويات ما دون سعر 1.4300 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، وقد واجه عمليات بيع رافقت حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية.

أكد رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” هذا اليوم بأن ما زال هنالك إمكانية لأن يتم التوصّل إلى تفاق مع الاتحاد الأوروبي لتبقى بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، لكن هذا في حال حصلت الممكلة المتحدة على ما تريد من ظروف اقتصادية وسياسية مستقلّة. المفاوضات مستمرّة بين الطرفين، إلا أن بريطانيا تود الحصول على متطلبات عديدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

كذلك، تقف بريطانيا على أعتاب تصويت تجاه بقاءها أو خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يقلق العديد من المتداولين، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يفقد الاقتصاد الملكي الكثير، رغم أن هنالك محاسن لذلك لدعم قوّة القطاعات المصرفية البريطانية والاستقلالية الاقتصادية البريطانية، إلا أن خروج بريطانيا من منطقة اليورو ضار للتبادلات التجارية.

من جهة أخرى، صدرت بيانات مبيعات التجزئة البريطانية هذا اليوم مشيرة إلى نمو فاق التوقعات في مبيعات التجزئة، حيث أظهرت البيانات نمو مبيعات التجزئة بأضعاف ما كان متوقعاً، محققاً القطاع نمواً مقداره 2.3% خلال شهر يناير بعد انكماش مقداره -1.4% في شهر ديسمبر 2015، ورغم أن هذه البيانات بدت إيجابية، إلا أنها غير كافية لإثبات انتهاء التباطؤ الاقتصادي البريطاني الذي يعتبر انعكاس واضح عن حالة التباطؤ الاقتصادي الدولي.

بعد أن لامس سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي الأعلى له هذا اليوم عند سعر 1.4344، انخفض من جديد ليحقق الأدنى عند سعر 1.4263 قبل أن يعود للتداول حول مستوى 1.4285 في هذه اللحظات ( الساعة 12:42 مساءً بتوقيت غرينتش ).

مقابل اليورو، انخفض الجنيه الإسترليني أيضاً هذا اليوم، حيث ارتفع سعر صرف اليورو أمام الجنيه لحقق الأعلى عند سعر 0.7889 جنيه لليورو الواحد، مقارنة في الأدنى الذي حققه اليورو أمام الجنيه الإسترليني عند 0.7724.

الضغط السلبي على الجنيه الإسترليني مستمر منذ منتصف عام 2015، والضغط السلبي العام من المحتمل أن يستمر في ظل القلق تجاه تباطؤ الاقتصاد البريطاني إلى جانب القلق من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن على المدى الأقرب، نجد بأن مستويات دعم نفسية عديدة أمام الزوج، اهمها مستويات 1.4000 و 1.4100، لكن بعد تأكيد فشل تداول سعر صرف الجنيه مقابل الدولار فوق الحاجز النفسي في الأعلى عند 1.4500، فالضغط السلبي ربما يستمر في ظل تفاقم حالة القلق تجاه الاقتصاد البريطاني.