وول ستريت والنفط في وجهتين متناقضتين

نحن في أسبوع عطلة عيد الميلاد. الاسواق ستكون مقفلة كليا يوم الخميس وجزئيا يوم الاربعاء.

النفط بات مسألة شاغلة للأسواق ومقلقة لأطراف عدة. البعض غاضب ومطلق للاتهامات، البعض شامت ولعله في قرارة نفسه على رضى، البعض حذر ومتيقظ. اتهامات للسعودية بكونها تستعمل سلاح النفط لتحقيق مكاسب سياسية. الرياض تنفي وتؤكد من جديد انها لن تخفض الانتاج بهدف رفع الاسعار . الكويت تحذو حذوها وتقول انه على الاسواق ان تحدد السعر المناسب للمستهلكين وللمنتجين، وان هذا سيحدث، ولو بعد حين. .
بالامس القريب كان الكلام عن 75$ للبرميل ثم عن ال 50. الآن ثمة كلام يُسمع بان المساحة التي سيعمل فيها النفط في العام القادم قد تكون بين ال 20 وال 50 $ للبرميل.
وزير النفط السعودي قال ان بلاده غير راضية عن الاسعار الحالية التي ستنتهي الى ارتفاع جديد، ولكن لا يمكن تحديد الوقت حاليا. امين عام اوبك قال ان هذا الموعد قد يكون في منتصف العام القادم.

بالمقابل ما الذي يجري في وول ستريت؟
في وقت ما - بداية الاسبوع الماضي - ظُنّ أن تراجع النفط سينعكس سلبا على أسواق الأسهم . نهاية الاسبوع كانت كفيلة بتبديد هذه الهمسات. المؤشرات في وول ستريت عاودت مقاس القمة السابقة وسجلت نقاطا قليلة إضافية في رالي الساعة الأخيرة من الأسبوع الماضي. خلفية هذا الانقلاب هي التأكيدات المتكررة - خاصة من أعضاء في الفدرالي - بكون النفط الرخيص سينعكس ايجابا على الاقتصاد الاميركي ويُترجم نموا جيدا. أيضا تصريحات رئيسة الفدرالي " جانيت يللين " يوم الاربعاء الماضي صبّت في خانة التعاكس بالوجهة بين النفط والأسهم. هي ايضا أكدت ان انخفاض اسعار الطاقة ستفيد الاقتصاد وتساعد على تقوية نشاطه.
هذا ما يطيب لسادة الفدرالي تأكيده، ولكن ثمة من يخشى ألا يكون مردّ تراجع أسعار النفط فقط الى وفرة الانتاج، بل الى ضعف الطلب. هذا سيعني ان برودة اقتصادية عالمية ( بما فيها الاميركية ) لن تتاخر انباؤها عن الصدور.
ولا يجب أن ننسى احتمالات تاثير تراجع أسعار الروبل، وتراجع النشاط الاقتصادي في معظم البلدان المصدرة للنفط على الاقتصاد العالمي، كما على استقرار النظام المالي. اليوم حذرت جمعية الصناعيين الالمان من مصير محزن تواجهه الشركات الالمانية العاملة في روسيا.
حتى يوم الثلاثاء الماضي كان الاتفاق في الوجهة بين أسعار النفط ومؤشر اس اند بي 500 يبلغ نسبة ال 0.97 . هذا يعني رفقة طيبة وتعايش مريح. منذ يوم الخميس تراجعت هذه النسبة الى 0.42.
وبالتدقيق في واقع الامر؟ الى أية نتيجة نصل؟
بالطبع استوعب السوق الضرر الذي لحق بقطاع شركات النفط وتراجع أسعار أسهمها، وهو يراهن الان على التعويض من خلال أسهم الشركات المنتجة التي ستشتري النفط الرخيص وتعزز أرباحها.
ان نتائج شركات الطاقة للفصل الرابع من هذا العام ستتراجع 19.2% قياسا على نفس المرحلة من العام 2013. في أول أوكتوبر الماضي كانت التوقعات مختلفة تماما بحيث انها رأت ارتفاعا لها بنسبة 6.6% . ما يعني؟
ان مؤشر " اس اند بي 500 " سيكون امام ضغوط ترجيحية في مدى منظور تحت تأثير هذه الارقام السيئة المرتقبة، ولكنه أمام حظ الانتعاش مجددا في الفصول التالية حيث يكون السوق قد تعايش مع الواقع الجديد وشدد على نتائج الشركات المستفيدة من تراجع فاتورة الطاقة.
وماذا تقول التجربة التاريخية؟
في الماضي كانت أسواق الأسهم تتعرض للضغوط في الأوقات التي تشهد فيها أسواق النفط تراجعات حادة.
والنصيحة؟
في فرنكفورت، كما في وول ستريت ثمة مراجعات سلبية لأرباح الشركات في الأشهر ال 12 القادمة. نعمل على اساس ان الأسعار باتت تستوعب كل الايجابيات المحتملة. ارتفاعات اضافية ان حدثت ستكون نتيجة مضاربات يصعب تقدير مداها ، ولكنها في كل حال لن تعمر باعتقادنا ( boursa.info ) طويلا. النصيحة هي تأمين الارباح لمن يتواجد في السوق حاليا.
وعن استثنائية هذا الأسبوع؟
اللاعبون الكبار سيكونون بمعظمهم غائبين عن السوق. التداولات تجري عادة في مثل هذه الأوقات بأحجام ضعيفة. ما يعني ان التحسب لشوطات صعودية غير مبررة أساسيا واجب. أحجام تداول ضعيفة تعني عادة فوضى وتقلبات غير مفهومة.





على صعيد البيانات الاقتصادية سنكون أمام موعد الناتج المحلي الاجمالي بالقراءة النهائية للفصل الثالث ، إضافة الى مؤشرات سوق البناء يومي الاثنين والثلاثاء . وطلبيات السلع المعمرة يوم الثلاثاء .

يوم الثلاثاء سنكون مع عطلة في السوق الياباني . من بريطانيا ومن كندا نتبلغ بيان الناتج المحلي الاجمالي.
































​