الفضة: ماذا بعد الزلزال؟

في فترة وجيزة فقدت الفضة أكثر من 30% من قيمتها بحركة تراجعية سريعة تستحق النظر واثارة تساؤلات مشروعة:
أهي محض صدفة أن تعمد ادارة ال CME Group البورصة الاكبر عالميا لعقود الفيوتشر والاوبشن الى رفع قيمة الهامش لديها، ولأكثر من مرة واحدة في أيام قليلة، وفي وقت كان سعر الفضة قد حقق ارتفاعا غير اعتيادي وتحدى ال 50$ للاونصة وكان على وشك قهره؟
أهي محض صدفة ان تتخذ مثل هذه القرارات وتبقى مفتوحة على امكانية زيادات قادمة ايضا؟
أهي إرادة مبيتة بهدف مبيت صدر من جهة ما بهدف الحاق الضرر بجهة ما؟ أو توفير الافادة لجهة ما؟
الاسئلة مبررة ومشروعة وبالطبع لا جواب قاطعا عليها الان ولو ان المستقبل كفيل بتوفير الايضاحات لها.
*
المهم في الامر هو ان سعر الفضة بلغ محطة مهمة جدا على ال 33.80$ وأثبت يوم الجمعة الماضي بانها قادرة على الثبات نظرا لاقفال السوق فوقها. ان اقفالا ثانيا على الصعيد اليومي فوق هذه المحطة سيوفر ايجابية داعمة للنظرية القائلة بان ما حدث قد حدث وما كُتب قد تمّ...
*
بالطبع ان التراجع حقّ تسميته انهيارا. المعدن الابيض أزاح الاصفر وتربع مكانه على عناوين الصفحات. ان كل من اعتمد الفضة كخيار للوذ به كمعدن آمن حماية من الدولار الضعيف قد وجد نفسه فجأة على المقلب البارد من الكون حيث لا شمس يمكنه تلمس دفئها. إن احدا لم يتنبأ او يتوقع بأن التراجعات ستكون بهذا المقدار.
*
ولكن هل ان المسؤولية تقع على ال CME Group فقط؟
بالطبع لا.
البورصة المذكورة أطلقت الحركة بقراراتها فقط. ما تبقى فعله السوق طبعا. فعلته الستوبات الالكترونية التي تفعلت في السوق بالتتالي. فعله الخوف الهائل الذي يتمكن بالمستثمرين في مثل هذه الحالات. فعله جشع المضاربين الذين قفزوا الى القطار بمخاطرات مرتفعة وزادوا من حدة الارتفاع.
فعله كل ذلك... ولكن أيضا فعله المستثمر الاميركي المعروف " جورج سوروس " اذ يقال انه قرر التخلي عما كدسه في محفظته من المعدن الابيض في الاشهر الماضية.
*
والان ماذا؟
*
عندما بلغ السوق نهاية ابريل ال 50$ لطم الكثيرون وجوههم قائلين ولماذا لم نشترِ يوم كان السوق على ال 30 او ال 35 $؟
ها هو السعر عاد الى حيث تمنى الكثيرون لو انهم اشتروا. هل يتحلون الان بالشجاعة ويشترون؟ ام تراهم يخشون كسر ال 30$ نزولا؟
ما يمكن قوله الان ان الاسعار باتت جذابة بالنسبة للنظرة البعيدة المدى. المعطيات الاساسية لا زالت ايجابية. ما ضغط على الاسعار ذات طابع مؤقت فقط.*لا يمكن لاحد بالطبع الجزم بان ال 28$ لن نراها... الايام القادمة ستكون طبعا تقريرية بالنسبة للوجهة القادمة...
​