الصين تمهد عملتها للعولمة برفع قيمة اليوان

أسباب وراء رفع قيمة اليوان
القرار تهدف به الصين في المقام الأول تحقيق الاستقرار في الأسواق المالية في الوقت الذي يشهد تزايد التوترات المالية داخل الصين وخارجها، فالغرض الرئيسي من رفع قيمة اليوان هو الحصول على أسواق مالية مستقرة.
أيضا نجد انه بهذا الإجراء تحاول الصين أن تحمي نفسها من التأثير السلبي للإجراءات التحفيزية التي تتخذها حالياً على العملة، فكما رأينا في كل من أوروبا واليابان انخفضت العملة المحلية بشكل كبير من جراء لجوء البنوك المركزية إلى زيادة البرامج التحفيزية.
بالرغم من كون انخفاض اليوان قد يعتبره البعض ميزة تنافسية كبيرة للمنتجات الصينية، ولكن الانخفاض الكبير الذي قد ينتج من البرامج التحفيزية قد يدفع الأمور أن تتطور إلى الأسوأ بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية التي تطالب برفع قيمة اليوان الصيني.
رفع قيمة اليوان الصيني يأتي قبل بدأ برنامج ربط بورصة شنغهاي وهونج كونج الذي سيبدأ يوم الاثنين المقبل، والذي سيسمح لأسهم الشركات الصينية المدرجة في بورصة شنغهاي بأن تتداول بشكل عالمي من خلال بورصة هونج كونج.
مثل هذا البرنامج يعمل على تدويل وعولمة اليوان بشكل كبير، لأن المستثمر العالمي سيقوم بشراء العملة الصينية للتداول على أسهم الشركات الصينية الواعدة، ومن هذا المنطلق فإن قرار رفع قيمة اليوان جاء في وقت مناسب.
ومن سبل عولمة اليوان أيضاً نجد أن الصين قد توصلت إلى اتفاقية تجارة حرة مع كوريا الجنوبية بعد مداولات دامت لعامين، من أجل العمل على فتح أسواق جديدة لمنتجاتها في ظل تدهور الطلب العالمي بشكل كبير.
رفع قيمة اليوان يلبي جزء من المطالبات الأمريكية
الإدارة الأمريكية مستمرة منذ زمن في مطالبة الصين بضرورة رفع قيمة عملتها، وتوجه الانتقادات بأنها تستمد ميزة اقتصادية غير عادلة نتيجة الحفاظ على سعر العملة منخفضة.
تقرير وزارة الخزانة الأمريكية الشهر الماضي أشار أن الإصلاحات المالية التي اتخذتها الصين بالنسبة لرفع قيمة عملاتها غير مكتملة، وأن الصين يجب أن تسمح للأسواق بلعب دور أكبر في تحديد قيمة اليوان.
هذا وقد أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس خلال كلمته في افتتاح المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) إلى ضرورة العمل على تحرير سعر صرف اليوان، وأن مصلحة الولايات المتحدة في أن تزدهر الصين.
ومرة أخرى نجد أن القرار الصيني برفع قيمة اليوان جاء في الوقت المناسب قبل اجتماع الرئيسين الأمريكي والصيني غداً على هامش القمة الأسيوية.
الخلاصة: الصين تهيأ نفسها وتهيأ عملتها لتحرير أسواقها المالية وفتح الباب أمام تدويل وعولمة أسواق الأسهم وعملتها المحلية، وفي سبيل هذا تلجأ إلى رفع قيمة العملة حتى تتناسب مع الطلب العالمي المتوقع عليها.