- المشاركات
- 82,629
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
ألأنظار الى سويسرا مع الإستفتاء المقرر يوم الأحد حول مبادرة " أنقذوا ذهب سويسرا " الداعية الى زيادة احتياط المركزي السويسري بالمعدن الأصفر.
*
البعض من المراقبين يعتقدون ويعملون على أساس أن الاسعار ستطير فرحا بنجاح الدعاة الى الإستفتاء، إن هم حققوا النصر وبلغوا مأربهم.
*
باعتقادنا ( بورصة انفو ) * إن ما سيعقب الإعلان عن نتائج الإستفتاء هذا سيكون شبيها جدا بما أعقب الإعلان عن نتائج الاستفتاء في اسكتلندا حول الاستقلال في سبتمبر الماضي. نعتقد ان الحدث قد يؤدي الى زيادة التطير نسبيا بالمدى القريب، ولن يكون في وضع يسمح له بفرض التوجه المستقبلي للأسعار.
*
ما تجب معرفته عن الحدث:
*
المركزي السويسري يملك حاليا 1040 طن من الذهب بما تقارب قيمته 39.40 مليون فرنك سويسري . هذا يمثل جزءا لا يتعدى ال 7.5% من احتياطيه بينما يتجاوز احتياطي العملات ال 90%.
*
ان نجح الاستفتاء بفرض شراء الذهب فهذا سيعني اضطرار المركزي لشراء 1650 طن على مدى سنوات خمس قادمة.
*
ماذا عن الطلب والعرض العالمي؟
بحسب مجلس الذهب العالمي، فان انتاج الذهب ارتفع الى 3115 طن بين شهر سبتمبر العام 2013* والفصل الثالث من هذا العام. العرض المستند الى الانتاج يرتفع منذ العام 2011 بينما يفقد الذهب 36% من قيمته في هذه المرحلة.
ما يهمنا في هذا العرض هو معرفة ان ما سيشتريه البنك المركزي - ان اضطر الى ذلك - يمثل نسبة 53% تقريبا من الانتاج السنوي للذهب. بالطبع للوهلة الاولى تمثل هذه النسبة صدمة ايجابية للمراهنين على ارتفاع الاسعار.. ولكن!
نحن نتحدث عن 1650 طن على مدى سنوات خمس. ما يعني : 10% تقريبا من الانتاج السنوي . اي 7% من العرض العام في السوق على المعدن الاصفر.
ان نسبة كهذه ستكون قادرة على التأثير جزئيا ودعم الاسعار بتشكيل حصانة مرحلية بوجه المضاربين الضاغطين على الاسعار لدفعها للتراجع. هي لن تكون صاحبة الكلمة الفصل في دفع السوق الى مستويات عالية مجددا.
حتى تكون الاسعار مجددا في طريقها الى تحقيق انتصارات جديدة على غرار ما تم تحقيقه بين الاعوام 2009 وال 2012 لا بد من اثارة شهية المستثمرين للتنطلع مجددا الى المعدن الاصفر. هذا لن يحدث حتما طالما ان آفاق التضخم العالمي معدومة، والبنوك المركزية تبحث عن وسائل مبتكرة ( هي نفسها غير واثقة من حتمية نجاحها )*لوقف تراجعه.
*
الى ذلك لا يمكن ان ننسى الارتباط السلبي *الوثيق تاريخيا بين وجهة الدولار ووجهة اسعار الذهب. ارتفاع الدولار يعني دوما صعوبة الوجهة الصعودية للذهب، والعكس صحيح. ان الرهانات الحالية المتزايدة على رفع الفائدة الاميركية تبقى عامل دعم للورقة الخضراء، وبالتالي عامل ضغط على المعدن الاصفر.
*
وتبقى الاشارة الى أمر بالغ الأهمية يتعلق بكيفية شراء المركزي السويسري للذهب ان هو أجبر على ذلك. هو سيكون قادرا على شراء كميات من الاطنان المطلوبة عبر السنوات الخمس بصفقات ثنائية خارج السوق ولن يكون لها اي تاثير على الاسعار المتداولة.
*
الخلاصة: ان افترضنا نجاح ال " نعم " في الاستفتاء فان هذا سيكون ذات تاثير قريب المدى بفعل تدخل المضاربين ودفعهم بالسوق الى الاعلى بحجة شراء المركزي السويسري للذهب. المضاربون انفسهم سيعمدون الى السرعة بجني ارباحهم ، ما يعني تراجعات مرجحة لن تتأخر. هنا نشير الى اهمية المقاومة على ال 1240$ للاونصة والتي قد يكون من الصعب اختراقها.. نقول: " قد " .
*
نتذكر دوما ما حققه الاسترليني بعد الاعلان عن نتيجة استفتاء اسكتلندا.
نركز اكثر فأكثر على مسيرة الدولار المستقبلية كما على وجهة التضخم العالمي لتحديد مستقبل اسعار الذهب.