عن اجتماع ساركوزي ميركل: توقعات وأوهام

بعد تعرض فرنسا لضربة عنيفة في خضم اضطرابات الاسواق العالمية الاسبوع الماضي. وبعد كثرة التحديات التي أحاطت بها ،*وبعد الضغوط على البنوك الفرنسية التي نتجت عن بيع *المستثمرين لأسهمها ذات التعرض الى الديون الايطالية، مع تردد شائعات - نفتها وكالات التصنيف الائتماني - بأن تصنيف فرنسا الممتاز aaa ربما يكون على المحك. بعد كل هذا عجلت المانيا وفرنسا في موعد القمة التي كانت مقررة بينهما في محاولة لطمأنة الاسواق وسحب منسوب القلق منها.
*
هذا ويتعرض*المسؤولان الكبيران*لضغوط كي يظهرا للاسواق المالية أنهما متفقان على بذل المزيد لدعم الوحدة النقدية التي تمر بأزمة أو مواجهة خطر تفكك منطقة اليورو فكيف يمكنهما ذلك؟. *السبيل الوحيد الذي يمكن ان يؤدي الى مثل هذه النتيجة يكمن في*توفير التمويل بتكلفة تكون في المتناول لدول الكتلة الاشد تأزما من الناحية المالية هو اصدار سندات مشتركة لمنطقة اليورو.
هذا الحل لا يبدو حاليا سهل المنال فقد حاول المسؤولون في باريس وبرلين خفض سقف التوقعات بشأن المحادثات التي تبدأ في الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش والمؤتمر الصحفي الذي يعقد الساعة 16:00 بتوقيت جرينتش قائلين ان فكرة سندات منطقة اليورو ليست على جدول الاعمال وحذر محللون كثيرون من المبالغة في التوقعات.
والملفت على هذا الصعيد قول خبير الاقتصاد السياسي الفرنسي الان مينك لاذاعة أوروبا 1 "لن يخرج (ساركوزي) من القبعة ثلاثة أرانب رائعة تطمئن الاسواق العالمية."
*
الى كل ذلك فلا بد من الوقوف امام بيان النمو الالماني الذي صدر اليوم على تراجع حاد فاق التوقعات بكثير، ما يطرح شكوكا كبيرة حول امكانية موافقة الالمان على تحمل المزيد من الأعباء من اجل اوروبا، في وقت تتلاشى بسرعة أوهام استمرار أكبر اقتصاد اوروبي بالنمو مخالفا وجهة سير الاقتصاد العالمي المهدد بركود اقتصادي خطير....
المهم في ما تقدم هو رصد مستوى اقتناع الاسواق بما يمكن ان يصدر من تصريحات عقب القمة. عدم ثقة الاسواق ستعني حتما بيعا لليورو ولجوءا الى السندات الآمنة - الالمانية على رأسها - التي ستشهد ارتفاعا لاسعارها وتراجعا لفوائدها..
​