خطوة إلى الأمام تعقبها اثنتين إلى الوراء

الحالة في سوق السندات الاوروبي تبقى متوترة جدا. فقط تدخلات البنك المركزي الأوروبي تمنع التطورات الكارثية حتى الان...
التراجع الصباحي يوم أمس ظُنّ لفترة أنه سينجح في فرض حالة تهدئة ولو مرحلية، ولكن سرعان ما تبين ان التراجع كان بفضل تدخلات البنك المركزي، وان الرياح لا تجري في الوجهة المرغوبة بالرغم من بعض الايجابيات التي ظهرت على صعيد الحكومات الجديدة في كل من اليونان وايطاليا.
*
البرتغال بدا يوم أمس من خلال اصدارها للسندات الجديدة انها تقترب من فوهة البركان. كان على هذا البلد الاوروبي الفقير نسبيا ان يدفع لفئة الثلاثة أشهر فائدة قاربت ال 5.0%.
*
فرنسا لم تشهد الفرج بعد. هامش سنداتها يتسع قياسا على السندات الالمانية يوميا. هو بلغ يوم امس 195 نقطة وهو مستوى قياسي في فترة اعتماد اليورو حيث ان الفائدة بلغت *الى 3.7350% لفئة العشر سنوات.
المانيا من جهتها تقترض باسعار بخسة جدا. فائدة العشر سنوات أنهت يومها امس على ال 1.81%. بينما فائدة الستة اشهر قريبة جدا من الصفر وسجلت على ال 0.08%. بالطبع تستفيد المانيا حاليا من وضعها الاقتصادي والمالي الصلب لتتحول سنداتها الى ملاذ آمن بامتياز.
*
اميركيا فقد توترت أجواء ال وول ستريت قبيل نهاية التداول ليوم أمس إثر إنذار سُمع من وكالة فيتش للتصنيف الإئتماني من الضرر الهائل الذي سيصيب البنوك الأميركية جراء استمرار وتصاعد الأزمة المالية الأوروبية. الداو جونز فقد مكتسبات حققها في الساعات السابقة واستمر على تراجعه في سوق الفيوتشر بعد اقفال وول ستريت عند ال 21:00 جمت.
*
اليورو انتكس مجددا بدوره بفعل هذه التطورات، وعاود التراجع باتجاه 1.3400. أيضا إعلان وكالة موديز عن تخفيضها لدرجة تصنيف عشرة بنوك المانية محلية انعكس سلبا على العملة الموحدة التي لا تلبث ان تتقدم خطوة حتى تتراجع خطوتين.. كلها معطيات سلبية تتلاحق في وقت لم يُسمع بعد ولو صدىً واحد لإنجاز إيجابي تم تحقيقه على أرض الواقع...
​