الاسترليني عملة قوية مجددا وهي تنافس الدولار في ذلك

شهد شهر يونيو تقدما ملموسا للجنيه الاسترليني وعاود تقاسم اهتمام المتداولين مع الدولار على اساس انهما العملتين الوحيدتين المؤهلتين لتلقي رفعا للفائدة في المدى المنظور.

في الاشهر القليلة الماضية وفي اجواء الانتخابات البرلمانية التي اضعفت العملة المحلية البريطانية شهد التضخم تراجعا مقلقا وبرزت ايضا معطيات اقتصادية توحي ببرودة طارئة كان لها الاثر في عر مسيرة صعودية للاسترليني راهن الكثيرون عليها في بدايات العام الحالي. الملف اليوناني والمخاوف من تاثير ازمة اوروبية قد تنشأ من جراء خروج اليونان من المنطقة كان له الاثر السلبي ايضا ولا يزال.

ولكن.. مع بداية شهر يونيو الجاري عاود الاسترليني اكتساب انتعاشا مفقودا وتأثلر مجددا بمعطيات اقتصادية مشجعة صدرت من خلال بيانات جديدة ان من سوق العمل او من خلال الارتفاع المفاجئ للاسعار او من النشاط العام للبيئة الاقتصادية البريطانية التي عكستها الارتفاعات المفاجئة لمبيعات القطاعات المعتمدة على التصدير.

لا ننسى ايضا ان التفاؤل الاوروبي العام الناشئ من الايجابيات البيانية الجديدة اوحى للاسواق بان الملف اليوناني لن يكون هو المؤثر الابرز في المرحلة القادمة ولو انه انتهى الى خروج البلد المشاغب من منطقة اليورو. النهضة الاقتصادية الاوروبية تعني تقليديا انتعاشا اقتصاديا ملموسا في المملكة المتحدة. هذا ما يمكن استنتاجه من التجارب الماضية ووجهة تعامل الاسواق مع حدث من هذا القبيل، اذ ان بنك انكلترا يتحرك مجددا في مثل هذه الظروف ويبدأ التخطيط لتشديد سياسته النقدية التي لا تزال في اقصى درجات التيسير..

شراء الاسترليني برهان على رفع الفائدة بالمدى المتوسط يُنصح به ان يكون مقابل العملات الضعيفة من مثل الين الياباني او الدولار الكندي او الفرنك السويسري وبنسبة قليلة مقابل الدولار المؤهل ايضا لاجتذاب بعض الطلب نتيجة الرهانات على رفع الفائدة ولو بعد بعض التاخير.