الحرب لم تعكر صفاء الاسواق طويلا

جملة من المؤثرات كان من الممكن ان تكون ضاغطة على الاسواق الاوروبية ولكنها لم تفعل، فانهت يومها على ارباح ملفتة لم تكن متوقعة.

مؤشر " اي ف و " الالماني حقق تراجعه الخامس على التوالي بالغا مستوى لم يقسه منذ ابريل العام 2013 . الاسواق لم تتفاعل مع الحدث الا وجيزا، ولعل تدخل رئيس المركزي الاوروبي " ماريو دراجي " في تصريحات مكررة ساهمت في صمود الاسواق كما شهدنا. دراجي اكد مجددا وتكرارا عزمه على متابعة مسار السياسة النقدية الميسرة، والى ان يبلغ التضخم ال 2.0%.

الضربات المستمرة في سوريا كانت ايضا لتقلق الاسواق وتثير حالة من التردد والابتعاد عن التزامات خطرة، ولكنها لم تفعل ايضا .

اميركيا ارتاحت الاسواق الى نتائج بيان مبيعات البيوت الجديدة التي جاوزت ال 500 الف وحدة، مثيرة موجة من التفاؤل بامكانية سماع انباء جيدة من سوق العمل بداية الشهر القادم.

وول ستريت تجاهل كل السلبيات وقاد الاسواق العالمية الى المزيد من الانتصارات المشفوعة ايضا بانباء واردة من الصين نشرتها " وول ستريت جورنال " وكان مفادها ان تغييرا وشيكا في رئاسة البنك المركزي الصيني قد يستتبعه الاعلان عن تغيير في السياسة النقدية واعتماد نفس النهج الغربي الياباني القائم على المزيد من الدعم الاقتصادي. هذا اثار موجة من التفاؤل بقدوم سيولة جديدة الى الاسواق فعوّضت المؤشرات الثلاثة خسائر الامس بسهولة وسرعة فائقة.

اليورو فقد ال 1.2800 محققا تراجعا جديدا مقابل الدولار الذي نعم بانباء المبيعات الملفتة للبيوت الاميركية ولم يتاثر ابدا بما يجري في الشرق الاوسط - وهو لن يفعل على الارجح ما لم ترسل الولايات المتحدة جنودا الى الارض السورية والعراقية..

التراجع هذا لم يلق اوروبيا ما يمنعه سواء من البيان الالماني او من تاكيدات ماريو دراجي بعزمه على متابعة سياسته النقدية ولفترة مديدة.

الانظار الان الى اجتماع المركزي الاوروبي الاسبوع القادم والخشية من سماع انباء سلبية جديدة محدودة جدا .

اميركيا ننظر اليوم الى بيان طلبات اعانة البطالة، ويوم الجمعة الى بيان الناتج المحلي الاجمالي للفصل الثاني.

*

*

*

*

*

*

*

*

*