هل هناك ما يبرر تراجع أسعار النفط الخام؟!

هل هناك ما يبرر تراجع أسعار النفط الخام؟!
تضافرت العديد من العوامل لتمنع أسعار النفط الخام من الارتفاع، وذلك في ظل تراجع عالمي لأسعار المواد الخام والسلع الأولية وعند التعرض لهذه العوامل يمكننا التوقع أن أسعار النفط الخام قد تخيب ظن الكثيرين مما يظنون أن الارتفاع قادم.

أسعار النفط الخام افتتحت تداولات هذا الأسبوع عند المستوى 93.35 دولار للبرميل لتسجل الأعلى لها عند 93.42 دولار للبرميل، في حين كان إغلاق يوم الجمعة عند الماضية عند 93.54 دولار للبرميل.

فيما يلي أهم العوامل التي دفعت أسعار النفط الخام إلى التراجع خلال الفترة الماضية:

ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي

يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً كبير خلال الفترة الحالية وهو السبب الرئيسي وراء تراجع أسعار النفط الخام والسلع الأولية بشكل عام.

بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأخيرة التي صدرت عن الولايات المتحدة أظهرت نمو بنسبة 4.6% على المستوى السنوي خلال الربع الثاني، بالإضافة إلى التحسن المستمر في بيانات قطاع العمالة في الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي دفع الدولار إلى الارتفاع مقابل النفط الخام.

من جهة أخرى نجد أن التوقعات باقتراب البنك الفدرالي برفع أسعار الفائدة والتخلص من البرامج التحفيزية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع مستويات الدولار في الأسواق المالية.

إذن فالدولار الأمريكي أصبح عامل الجذب الوحيد في الأسواق المالية حالياً، وقد اتضح هذا في التراجعات التي نشهدها حاليا في مؤشرات الأسهم العالمية وأسعار الطاقة والمواد الخام.

التوترات في سوريا والعراق

الوترات في سوريا والعراق كان من المفترض لها أن تسبب ارتفاع في أسعار النفط الخام، ولكن القرار الأمريكي الأخير بالتدخل وشن هجمات جوية على منظمة الدولة الإسلامية داعش كان لها أثر كبير في عودة الثقة إلى الأسواق.

فقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن قيام طائرات من كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشن هجمات على أربع مصافي لتكرير النفط في سوريا يسيطر عليها تنظم الدولة الإسلامية.

الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا والعراق على تنظيم الدولة الإسلامية والتي بدأت الشهر الماضي كان لها أكبر الأثر في عودة الاطمئنان إلى أسواق النفط الخام بشأن مستقبل امدادات النفط من المنطقة.

تراجع الطلب من الصين

بيانات القطاع الصناعي في الصين تشهد تذبذب واضح خلال الفترة الأخيرة، فالتوقعات تشير حاليا إلى تراجع في البيانات الرسمية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي، والذي يعد المؤشر الرئيسي لقياس أداء القطاع الصناعي في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

التباطؤ الحالي في القطاع الصناعي الصيني يساهم بشكل كبير في ضعف الإقبال على التداول على النفط الخام ودفع مستويات الأسعار إلى التراجع.

الجدير بالذكر أن الصين تشهد تباطؤ على مستوى النمو الاقتصادي وأيضا تدهور في أسواق المال دفع البنك المركزي الصيني مؤخرا إلى خفض أسعار الفائدة بين البنوك إلى جانب ضخ كميات من السيولة النقدية في أسواق المال وفي ميزانية أكبر خمس بنوك صينية.

اكتشاف حقل نفط في المحيط المتجمد الشمالي

ساهم في تراجع أسعار النفط الخام أيضا إعلان روسيا عن اكتشاف حقل نفطي جديد في المحيط المتجمد الشمالي بسعة تبلغ مليار برميل، وهو الاكتشاف الكافي لإغراق الأسواق من النفط الخام ليدفع الأسعار إلى المزيد من التراجع.

السيد إيغور سيتشين الرئيس التنفيذي لإنتاج النفط الحكومي في روسيا وأحد أكبر الموالين لرئيس الروسي بوتين صرح أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا لن توقف التوسع في الاكتشافات الجديدة في المحيط المتجمد الشمالي

مثل هذه التصريحات لها تأثير إيجابي كبير على أسواق النفط الخام التي تجتمع العوامل كلها ضدها حاليا لتدفع النفط الخام إلى مستويات متدنية.

مما سبق يتضح أن العديد من العوامل تؤثر سلبا على أسعار النفط الخام حالياً، ومن المتوقع أن تستمر الأسعار عند مستوياتها المتراجعة نظرا لعدم تغير البيئة الاقتصادية العالمية، وتركيز الأسواق حاليا مع الدولار على حساب غيره من الاستثمارات.

الصورة التالية توضح الرسم البياني الأسبوعي لأسعار النفط الخام ويظهر على الرسم موجة الانخفاض الأسبوعي التي دفعت بالأسعار من أعلى مستوى وصلت لها عند 10.44 دولار للبرميل لتصل إلى الأدنى لها عند 89.56 دولار للبرميل.

نجاح أسعار النفط في الإغلاق فوق المستوى التصحيحي 23.6% على مقياس فيبوناتشي لم يمنع الضغوط الهبوطية من التأثير على مستويات الأسعار ودفعها إلى التراجع.

اضغط على الصورة لتراها في حجمها الطبيعي