الدولار: هل نحن امام نهاية مرحلة الاستقواء؟

كان الدولار في الاسابيع الماضية مركز اهتمام وطلب من المستثمرين اذ ان كل من خشي تدهور الاوضاع في اوروبا او برودة مفاجئة للنشاط الاقتصادي العالمي طلب الحماية وبحث عنها فوجدها كل واحد من ثلاثة في الدولار.​

الاهتمام بالدولار ازداد اثر تقدم الكلام عن صعوبة نجاة المانيا من الازمة في حال ازدادت تعقيدا استنادا الى تحليلات تؤكد ان الاقتصاد الالماني سيدفع في نهاية الامر ثمن الازمة. مؤشر " اي ف و " الالماني الذي سجل تراجعا حادا في الشهر الحالي يقول ايضا هذا الكلام ويدفع بهذا الاتجاه.​

​

ايضا الصين تقلق. من الولايات المتحدة ليست كل الاشارات مريحة ايضا.​

*​

هل ان الصورة فعلا بهذه السوداوية؟​

​

نبقي فسحة من الامل في الحكم على الامور. اوروبيا نبقي الثقة كبيرة بالقرار اليوناني الذي سينتج عن الانتخابات وثمة حظ الساعة الاخيرة ببقاء المعتدلين في الحكم.​

الثقة ايضا بحكمة الاوروبيين وثمة امل كبير بتراجع الحكومة الالمانية في نهاية المطاف عن تصلبها حتى لا يسقط الهيكل على الجميع.​

اذا كانت البيئة الاقتصادية العالمية امام تحديات فان الاميركية* مرتبطة عضويا بها. النشاط الاقتصادي الاميركي قد يبرد ولكنه لن يعود الى ما كان عليه ابان تفجر الازمة والتيسير الكمي الثالث سياتي وسيفعل فعله الايجابي ايضا.​

والصين... الصين يتحدث رئيس وزرائها عن استعارة النموذج الاوروبي والاميركي والشروع بتطبيق برامج دعم اقتصادي.​

ولا ننسى .. ان تراجع اسعار السلع الاولية عالميا ياتي في صالح البيئة الاقتصادية التي سترتاح وسيجد الصناعيون انفسهم في حالة تحرر من فاتورة عالية التكاليف.​

​

استمرار التازم في اوروبا من جهة وضعف اقتصادي في اسيا يعني استمرار الطلب على الدولار بالمدى المنظور ولكن...​

في حال انقشاع الاجواء العاصفة اوروبيا وتحسن النشاط الاقتصادي الاسيوي سيفقد الدولار بعضا من ميزاته. الطلب عليه سيتراجع وسيتعرض ايضا لجني ارباح طبيعية في مثل هذه الحالات.​

​

تقنيا الدولار يتواجد حاليا على محطات مقاومة او دفاع مهمة.​

وهذا مقابل كافة العملات الرئيسية​

مقابل اليورو تتحدد ال 1.2500 كمحطة دفاعية مهمة كسرها اليوم لا يزال عرضة للنقض ان عاود الثبات فوقها في الساعات القليلة القادمة. محطة صلبة للاسترليني على ال 1.5600. الاسترالي يقف امام دفاع ال 0.9700. النيوزلندي على ال 0.7470.* الدولار كندي يواجه ال 1.0300 ومقابل الفرنك يقف امام محطة ال 0.9600.​

​

ما يعنيه هذا كله:​

​

حتى الان الصورة التقنية لصالح الدولار والمؤشرات لصالحه ولكن قد نشهد على المستويات الحالية المزيد من التحصين والمراوحة* وقد تكون مساحته عريضة نسبيا. حسم هذه النقطة متروك لوضع السوق في الساعات القادمة وارتداده او متابعة البناء على الكسر الذي حدث.​

​

في حال ارادة الاستمرار في الرهان على قوة الدولار بناء على الكسر الذي تحقق اليوم للمقاومات المذكورة فمن المفيد ان يكون ذلك بحماية للعمليات تحسبا لكون هذا الكسر مخادعا فتنقلب الامور على حين غرة...​

​

​

​

​