إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا

pharma

عضو نشيط
المشاركات
201
الإقامة
السعودية

xm    xm

 

 

بسم الله.... الحمد لله الّذي دمر البنوك والشّركات والمؤسسات الرّبويّة، والصّلاة والسّلام على نبيِّنا محمٍّد سيد البشريَّة، وعلى آله وصحبه وكل من سار على منهج خير البريّة،... وبعد:

قال -تعالى-: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} [البقرة: 276].

الكارثة

أيُّها المسلمون: لقد تابع العالم كله الأزمة الماليَّة للولايات المتحدة الأمريكيَّة وإفلاس البنوك الرِّبويَّة العملاقة، هذا الانهيار المذهل في الاقتصاد الأمريكيّ الّذي امتدت آثاره إلى الدّول الأوربيَّة والآسيويَّة والبورصات الخليجيَّة، وكل من يدور في فلك أمريكا أو ربط عملته بعملتها، (حتى أن بعض الدّول بدلت يوم الرَّاحة لديها من يوم الخميس إلى السبت، إمعانًا في ربط اقتصادها بالنِّظام الغربيّ... مع العلم أن معظم المسلمين لا يرغبون بهذا التَّبديل، كما أثبتت ذلك استطلاعات الرأي...!!!!).

حجم الكارثة

لقد بلغت الكارثة حدًّا هائلًا ممَّا جعل أمريكا تضخ 100 مليار (ترليون) دولار، وبريطانيا 800 مليار دولار، وروسيا 83 مليار دولار، وكذلك فرنسا وألمانيا وهولندا وأسبانيا وإيطاليا واليابان وكوريا وغيرها من دول العالم الغربيَّة والآسيويَّة والعربيَّة، علهم ينقذون بنوكهم ومؤسساتهم وشركاتهم الرِّبويَّة من الإفلاس.

(الرِّبا) سبب الكارثة

إنَّ هذه الهزات الاقتصاديَّة العنيفة الّتي يشهد العالم الغربيّ ما هي إلا نتيجةٌ حتميَّةٌ للتعاملات الرِّبويَّة الّتي حرّمها الله -سبحانه- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-.

قال -عزّ وجلّ-: {وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].
وقال -تعالى-: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} [البقرة: 276].
وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «لعن الله آكل الرِّبا، و موكله، و شاهديه، و كاتبه، هم فيه سواء» [صححه الألباني 5090 في صحيح الجامع].

كيف يحدث (الرِّبا) الكارثة...؟؟

يُنشئ الرِّبا اقتصادًا يسحق البشريَّة سحقًا، ويشقيها في حياتها أفرادًا وجماعاتٍ، ودولًا وشعوبًا، ويحطُّها أخلاقيًّا، ونفسيًّا، وعصبيًّا، ويحدث الخلل في دورة المال ونمو الاقتصاد... وينتهي -كما هو حاصل اليوم- على تركيز السّلطة الحقيقية والنُّفوذ العمليّ للبشريَّة كلّها في أيدي عدد من أحطّ خلق الله -تعالى-، وأشدهم شرًّا (وهم المرابون)، والّذين ترجع إليهم الحصيلة الحقيقية لجهد البشريَّة كلّها، وتعب النَّاس وعرقهم ودمائهم، في صورة فوائد ربويَّة لم يبذلوا هم فيها جهدًا...!!
إنَّ نظرةً سريعةً إلى الواقع الاقتصادي القائم على الإقراض بالفائدة الرِّبويَّة توضح أنَّ معظم المال في الأرض صائر إلى عددٍ قليلٍ جدًّا من المرابين... ذلك أن:

1- المرابي يربح دائمًا في كلّ عمليةٍ؛ (لأن المرابي لا يقرض إلا بالرِّبح المضمون، سواء ربح المدين أو خسر...!!!).
2- بينما المدين معرض للرِّبح والخسارة؛ (لأن المدين يتاجر بهذا المال، والتِّجارة معرضةٌ للرِّبح والخسارة...!!!).

ومن ثمَّ فإنَّ المال كلّه في النِّهاية لابد -بالحساب الرياضيّ- أن يصير على الّذي يربح دائمًا...!!!
إنَّ معظم مال الأرض الآن يملكه -ملكًا حقيقيًّا- بضعة ألوف من المرابين، أما معظم الملاك والتُّجار ومضاربي البورصة وأصحاب المصانع والعمال والموظفين وغيرهم الّذين يستدينون من البنوك، فهم ليسوا سوى أُجَراء يعملون لحساب أصحاب المال، ويجني ثمرة كدهم أولئك الألوف من المرابين...!! وبما أن المرابي يربح دائمًا في كلّ عمليةٍ، والمدين معرض للرِّبح والخسارة (كما أسلفنا سابقًا)، فإنَّ هذا يحدث نقصًا في السِّيولة بين أيدي معظم النَّاس (نظرًا لما يتعرضون له من خسائر)، فيقل الطّلب على الشِّراء، وتتوقف المصانع وتكسد التِّجارة، وتنهار البورصات، وكذلك تفلس البنوك الرِّبويَّة لعجز هؤلاء العملاء جميعًا عن السَّداد...!! وهذا ما يحدث الآن..!!

معالجتهم العقيمة للكارثة..!!!

يحاول النِّظام الغربيّ أن ينقذ اقتصاده الرِّبويّ العفن المنهار، عن طريق ضخّ المليارات الضّخمة من الدُّولارات إلى بنوكه ومؤسساته وشركاته الرِّبوية، ولكن... هيهات أن يجدي هذا نفعًا، (وما مثلهم إلا كمثل الّذي يعطي الميت الأوكسجين، علة يعود إلى الحياة)....
وذلك لأسباب كثيرة أهما:
1- المشكلة أكبر من المليارات المطروحة بكثيرٍ، فالمشكلة مشكلة مجتمع ونظام، وليست مشكلة بعض الشّركات والبنوك والمؤسسات الرِّبويَّة.

2- الدُّول لا تستطيع أن تضخ المليارات إلى ما لا نهاية ، فالميزانية محدودة.!

3- الدُّول بدلًا من أن تساعد الفقراء المتضررين، تقوم بمساعدة الأغنياء المترفين، الّذين يضغطون لطرح مثل هذه المعالجات العقيمة، خاصّةً إذا علمنا أن أحد الأغنياء خسر وحده في هذه الأزمة 20 مليار دولار..!!

4- إنَّ سبب هذه الكارثة العالمية هم اليهود؛ لأنَّهم هم الّذين يسيطرون على الاقتصاد الرِّبويّ العالميّ، وبالتَّالي فإنَّ ضخ مثل هذه المليارات الضخمة، معظمه يصب في مصلحتهم..!! فهم أول المتضررين من هذه الكارثة، وبالتَّالي هم -أيضًا- أو المستفيدين من هذه المليارات، خاصّةً إذا علمنا أنَّ الكونغرجس الأمريكيّ رفض في البداية ضخ هذه المليارات، ولكنَّه بعد فترة قصيرة عاد ووافق عليها...!!! مما يشير إلى أن هناك أيدياً خفية -قطعًا هي من اليهود (اللوبي الصّهيونيّ)- مارست ضغوطها على النُّواب لتمرير مثل هذا المخطط حتى ولو تضرر الشَّعب الأمريكيّ بأكمله...!!! عن طريق زيادة فرض الضَّرائب عليه، لتأمين تلك المبالغ...!!!

لماذا تأثرنا بهذه الكارثة؟؟؟؟؟

هناك عدة أسباب أهمها:
أولًا: هو اتخاذنا الدُّولار غطاءً لعملاتنا بدلًا من الذَّهب والفضة، وبالتَّالي لابد أن نصاب بمخاطر التَّقلبات في سعر صرف الدُّولار خاصّةً إذا علمنا أنَّ الدُّولار غير مغطى بالذَّهب وبالتَّالي فهو لا يساوي في ذاته أكثر من الورقة المطبوعة والكتابة عليها....
ثانيًا: هو إيداع أموالنا في بنوكهم، ومؤسساتهم المصرفية، واستثمارها لديهم، حيث لغت إيداعات واستثمارات دول الخليج وحدها (1800) مليار دولار...!!! ومن ثمَّ لابد من أن نتأثر بما يصابون به من أزماتٍ ومصائبَ وكوارثَ...!!

فائدة 1:

الشّرع الإسلاميّ الحنيف، نص على أن يكون الذّهب والفضة هو النَّقد لا غير، وبالتالي فإنَّ إصدار الأوراق الماليَّة يجب أن يكون مغطى بالذَّهب والفضة بكامل القيمة ويستبدل حال الطّلب وبذلك فلا يتحكم بنا نقد ورقيّ لأي دولة من دول العالم، بل يكون لنقدنا قيمةٌ ذاتيَّةٌ ثابتةٌ لا تتغير...!!! (إذًا لابد من شراء الذّهب والتّخلص من الدُّولار، والعملات الورقية الأخرى).

فائدة 2:

لابد أن نتعلم من هذه الكارثة درسًا وهو:
سحب جميع أموالنا من البنوك والمؤسسات والشَّركات الرِّبويَّة الأمريكيَّة والأوروبيَّة، وغيرها، وتحويلها إلى الدَّاخل، وإنشاء الصَّناعات المختلفة في بلادنا من: بتروكيماويَّة، ونفطية ... إلخ، وتخفيض إنتاج النِّفط، بحيث ننتج منه بدق الحاجة فقط، وترك الزَّائد عن حاجتنا في باطن الأرض للأجيال القادمة من المسلمين.

الحل السَّليم للكارثة

أيُّها الأحبّة:
اعلموا أنَّه لا خروج من هذه الكارثة، إلا بتطبيق النَّظام الماليّ الإسلاميّ، الّذي شرعه الله -عزّ وجلّ- والّذي يقوم على: الزّكاة ومحاربة الرِّبا، والمضاربة الإسلاميَّة القائمة على المشاركة في الرِّبح والخسارة، والقرض الحسن، وإنظار المُعسر أو التَّجاوز عنه، وغير ذلك من أركان النِّظام الماليّ الإسلاميّ.

أيُّها المسلمون:
إنَّ السَّبب الأهم للأزمة الّتي حلت (بأمريكا)، ودول العالم الأخرى، إنَّما كان بسبب الدّين الرِّبويّ، الّذي حرَّمه الله -عزّ وجلّ- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، لذا لابد لنا من أن نوضح (ولو باليسير) مخاطر هذا الدّين الرِّبويّ.

أيُّها الأحبِّة:
إنَّ الإسلام قد وضع للدِّين ضوابط كثيرةً، تكبح جماحه وتسمح بالاستفادة منه بالقدر الّذي لا يضر بالفرد والمجتمع ولهذا نجد نصوصًا شرعيَّةً كثيرةً تحذر من خطر الدّين منها: أولًا: كان من دعائه -صلّى الله عليه وسلّم-: «.... اللهمّ إنِّي أعوذ بك من غلبة الدَّين....» [رواه النّسائي 5490 وصححه الألباني].
(اليوم نرى كيف غلبت الدُّيون شركات وبنوكًا كُبرى، وأرغمتها على الإفلاس..... وهذا من دلائل نبوته -صلّى الله عليه وسلّم-).

ثانيًا: حذرنا نبيُّنا -صلّى الله عليه وسلّم- من عدم الوفاء بالدَّين، وأنَّه من الأشياء الّتي لا تغفر للعبد مهما بلغ صلاحه، ولهذا جاء في صحيح مسلم: «يغفر للشَّهيد كلّ ذنبٍ إلا الدَّين» [رواه مسلم 1886].

ثالثًا: تحذير المسلم من عدم إعادة الدَّين إلى صاحبه، فقد أمر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، بتحسين النِّيّة عند اقتراض المال للحاجة، كما جاء في البخاري: «من أخذ أموال النَّاس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله» [رواه البخاري 2387].
وهذا فيه وعيدٌ شديدٌ لتبييت المقترض للنِّيّة السَّيئة وإضمار عدم السَّداد، وذلك محافظ على أموال المسلمين، وحرصًا على عدم تعريض المجتمع إلى هزاتٍ عنيفةٍ بسب الدُّيون المتراكمة...!!!

أيُّها الأحبة:
لقد نظم الإسلام الحياة الاقتصاديَّة تنظيمًا سليمًا ورائعًا وذلك لينعم النّاس بحياةٍ آمنةٍ، تحترم الاقتصادية تنظيمًا سلميًّا ورائعًا وذلك لنعم النَّاس بحياةٍ آمنةٍ، تحترم الغني والفقير، وتراعي المصلحة العامّة والخاصّة، وتحفظ للنَّاس حقوقهم.... ولو أخذتها الدُّول النَّظام الإسلاميّ، لما تحتج إلى تجربةٍ شيوعيَّةٍ ظالمةٍ، ولا رأسماليةٍ فاشلةٍ، ولما تعرضت الأسواق العالمية بسببها للانهيارات، والشَّركات للإفلاس، والأفراد للأمراض والمآسي وربما للانتحار...!!!

وأخيرًا....
بعدما سقط الشيوعيَّة... ها هي اليوم الرأسماليَّة تكرر سقوطها، كما سقطت من قبل مرّات ومرّات... ليعلم العالم أجمع أنَّ النَّظام الاقتصاديّ الإسلاميّ هو الحل الوحيد لجميع مشاكل العالم.... وهذا ما شهدت به الأعداء، حيث اضطر بعض المسؤولين من الغربيِّين إلى القول بأن الحل الوحيد لهذه الأزمة الاقتصاديَّة هو: تطبيق النِّظام الاقتصاديّ الإسلاميّ..... فقد طال تقرير لمجلس الشُّيوخ الفرنسيّ بدمج النِّظام المصرفيّ القائم على التَّعاملات الخاضعة للشريعة الإسلاميَّة في النِّظام الماليّ الفرنسيّ، وقال التَّقرير الّذي صدر في 60 صفحة: إنَّ النظام المصرفيّ الإسلاميّ الّذي يعيش ازدهارًا يلبي احتياجاتٍ كونيَّةٍ ويخدم الجميع... كما شكلت وزارة الخزانة الأمريكيَّة فريقًا اقتصاديًّا برئاسة نائب وزير الخزانة؛ لدراسة النِّظام المصرفيّ الإسلاميّ، والاستفادة منه... الله أكبر.

فرصة لا تعوض في ظلِّ هذه الكارثة

أيُّها المسلمون:
- إنَّّ هذه الكارثة، فرصةٌ لخبراء الاقتصاد الإسلاميّ أن يعرضوا المنهج الاقتصاديّ الّذي شرعه الله -سبحانه-، ويوضحوه لمن يبحثون عنه الآن.

- وفرصةٌ للدُّعاة والعلماء أن يعرضوا الإسلام، بشموله ونقائه وعلى أساس أنَّه طوق النَّجاة والسّبيل الوحيد للسّعادة في الدُّنيا والآخرة، وأنَّه صالحٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ، بل ويصلح الله -تعالى- به كلّ زمانٍ وكلّ مكانٍ.

- ودرس للبنوك في بلاد المسلمين أن تتخلى عن الرِّبا، وأن تطبق النِّظام الإسلاميّ قبل أن يحلّ بها ما حلّ بغيرها.

- وأخيرًا... فإنَّ هذه الكارثة، فرصةٌ مناسبةٌ لدول وحكومات العالم جميعها، ومن أجل أن تفك ارتباطها بالدُّولار أو اليورو وغيرها، وتأسيس اقتصادها على منهج الشَّرع الإسلاميّ الحنيف ولاسيما بعدما أكدت هذه الأزمة عوار الاقتصاد الرِّبويّ، وصواب المنهج الإسلاميّ... الحمد لله...

فلنأخذ العبرة من هذه الكارثة

أمّة الحبيب محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-:
إنَّ ما يحدث الآن وجه من وجوه الحرب الإلهية الّتي حذر الله -تعالى- منها البشرية، إن أعرضت عن شرعه، وتعاملت بالرِّبا، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 278-279].

وها هي الحرب من الله ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-... حرب تواجهها البشريَّة.... حربٌ رهيبةٌ معروفة المصير...!!! حربٌ معلنةٌ على كلّ مجتمعٍ يجعل الرِّبا قاعدته الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة...!!! هذه الحرب معلنة اليوم في صورتها الشَّاملة.... وهي حرب على الأعصاب والقلوب.... حرب على البركة والرَّخاء...!!!

وها هي الحرب تؤتي ثمارها على أمم الكفر الّتي أعرضت عن منهج الله -تعالى-، فكم من غنيٍّ افتقر، وكم من مضاربٍ في البورصة مات بالجلطة، وكم منهم نقل إلى المستشفى وكمن منهم أفلس وذهب إلى السُّجون، وكم منهم اضطر إلى الهروب، وكم منهم مات حزنًا وأسًى،..... وكم..... وكم..... وكم....

إنَّ النَّاس اليوم (الّذين يتعاملون بالرِّبا) ، لا يقومون في الحياة ولا يتحركون إلا حركة الممسوس.... المضطرب... القلق.... المتخبط.... الخائف.... الّذي لا ينال استقرارًا ولا طمأنينةً ولا راحةً...
وصدق الله العظيم إذ يقول فيهم: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275].

كما انتشرت موبقات من أنواع شتى بسبب الفقر والإفلاس، مثل السّرقة، والرّشاوى، والقتل، والانتحار، والنَّصب والاحتيال، وإدمان الخمور والمخدرات.... إلخ، كلّ هذا بسبب الاقتصاد الرِّبوي المدمر....
وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا ظهر الزِّنا والرذِبا في قريةٍ؛ فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله» [حسنه الألباني 1859 ف صحيح التّرغيب].
ولأنّها حادت -أيضًا- عن الفطرة أخلاقًا: فأباحت الزِّنا وفعل قوم لوط، والشّذوذ الجنسيّ، ووضعت للرَّذيلة قوانين تحميها.... ابتلاهم الله -سبحانه- بالإيدز، وسلط عليهم الأمراض والأوجاع وغيرها، الّتي لم تكن في أسلافهم.

الظّلم من أسباب الكارثة

ولا شك -أيضًا- أنَّ من أسباب هذه الكارثة الهائلة، الّتي أصابت الدُّولة الغربيَّة، هو تسلطها الظَّالم في البلاد الفقيرة على لقيمات الجياع، الّتي أخرجتها من أفواه اليتامى، والمساكين، ومنعت عنهم كلّ صدقةٍ تأتيهم من الدُّول الإسلاميَّة ، بمنع العمل الخيريّ الإسلاميّ، تحت كذبة (الحرب على الإرهاب)، بينما هم: أعظم قوة إرهابيَّة في العالم...!!

فضيحة من خلال هذه الكارثة

لو أنَّ هذه الدّول الّتي تدعي العدل والإنصاف، ودفاعها عن حقوق الإنسان وأنّها راعيةٌ للفقراء والمحتاجين في العالم... لو أنَّها أنفقت جزاءًا ولو يسيرًا من هذه المليارات (الّتي تضخها بهذا الحجم الهائل لإنقاذ اقتصادها الرِّبويّ....!!!).

نقول: لو أنَّها أنفقت جزاءً ولو يسيرًا من هذه المليارات، على هؤلاء الجياع الفقراء والمساكين، والّذين وصل بهم الحد يأكلون التُّراب، والجيف، وأوراق الأشجار، لما كان هناك إنسانٌ واحدٌ في هذا العالم يعاني من الجوع والفقر والمرض والبطالة...!!!

كلمةٌ أخيرةٌ عن هذه الكارثة

إنَّ الرَّبا لم يظهر في عصرنا الحاضر، حيث اشتملت عليه معظم معاملات بلاد المسلمين...!!!
والكارثة الكبرى الّتي ظهرت في هذا العصر، أنَّ الرِّبا بعد أن كان يمارس من قبل الأفراد مع الأفراد، تحول إلى بنوك ربويَّة تحمي ويدافع عنها بدساتير وقوانين من قبل الحكومات جميعها من: اشتراكيَّة وبعثيَّة وشيوعيَّة وقوميَّة وديمقراطيَّة ووطنيَّة وغيرها.. كل منها يدعي نصرة الفقراء والمظلومين، وتخليص النَّاس من الجشع والطمع وتحطيم الفوارق الطَّبقيَّة ونشر العدل والمساواة بين النَّاس، إلا أنَّها ساعدت وزادت من انتشار هذا كله (بحمايتها للرِّبا) الأمر الّذي أدى إلى زيادة الظُّلم والفساد، والفقر والحرمان، والحقد والحسد.... الخ وبالتَّالي أدت إلى هذه الكوارث والأزمات العالمية ..!!! إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

أيُّها الأحبَّة:
إنَّ هذه –الكارثة- تشكل أقوى رد على من يزعمون أنَّ الاقتصاد الرِّبويّ ضروريٌّ لتقدم الحياة البشرية.... ذلك:
أولًا: أنَّ هناك استحالة في أن يحرّم الله أمرًا (ومنه الرِّبا) ، لا تقوم الحياة البشريَّة، ولا تتقدم بدون...!!!

ثانيًا: كما أن هناك استحالة –أيضًا- في أن يكون هناك أمرٌ محرّمٌ خبيثٌ (وهو الرِّبا)، ويكون في الوقت ذاته حتمًا لقيام الحياة وتقدمها...!!! وأكبر دليل على ذلك، أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة - على مر العصور- (رغم ابتعادها عن الرِّبا)، لم تصب بأي من هذه الكوارث والأزمات الّتي يصاب بها العالم اليوم، لا بل تطورت وازدهرت وسادت على العالم أجمع...!!! .... الله أكبر..

نصيحةٌ لأهل هذه الكارثة

لقد أصابت الكوارث المالية الدُّول الغربيَّة -على مر العصور- أهمها كارثة سنة1929 م، وها هي تتكرر اليوم، وستظل تتكرر وتتكرر، إلى أن تترك التعامل بالرِّبا، وتأخذ بالحل الإسلاميّ.

بشرى للمسلمين من هذه الكارثة

أمَّة الحبيب محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم-: ها هي دول الغرب تتساقط، الواحدة تلو الأخرى، ولم يبق إلا قيام دولة الإسلام....!!!! فأبشروا... فأبشروا.... فأبشروا.

وختامًا
{هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} [إبراهيم: 52].

ألا هل بلغت... اللهمّ فاشهد....

----- منقول للافادة ------
 

xm    xm

 

 

بارك الله فيك
 
عودة
أعلى