سوق هادئ بانتظار بيانات مهمة اليوم والغد

لم ينجح السوق في تحديد وجهة معينة يسلك فيها بعد كلام برنانكي نهاية الاسبوع الماضي، وهو استمر في المراوحة وبهدوء واضح. لا شك في كون تضارب التفسيرات لكلام برنانكي غير الحاسم*حول التيسير الكمي أسهم بقوة في وضع السوق هذا، كما ان انتظار بيانات مهمة اليوم الخميس ( مؤشر اي اس ام الاميركي ) وغدا الجمعة ( بيانات البطالة الاميركية ) لا بد أن تكون قد أرخت بظلالها على الأسواق.
*
يومان قبل صدور بيانات البطالة صدرت يوم أمس إشارة غير مشجعة عن تقرير ال adp حول التوظيف في القطاع الخاص الذي حمل رقما متراجعا ( 91 الف وظيفة )*قياسا على نتيجة الشهر الماضي ( 109 الف وظيفة) *وعاجزا عن بلوغ التوقعات التي كان السوق قد تموضع على أساسها أيضا ( 102 الف وظيفة) .
اليوم الخميس ننتظر مؤشر ism والقلق تجاهه كبير اذ ان التخوف من كسره للخط الأحمر المحظور على ال 50 نقطة نزولا جدي وهذا - ان حدث - سيزيد من منسوب التشاؤم ويفتح الطريق الى تكهنات ضبابية .
*
أوروبيا لا تبدو الصورة على أفضل مما هي عليه في الولايات المتحدة الاميركية اذ ان السجال مستمر حول اقتراح إصدار سندات أوروبية لتخفيف ضغط الأسواق على الدول التي تعاني من ارتفاع الديون السيادية. وفيما جددت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل رفضها خيار السندات المشتركة، واعتبرته أسلوباً خاطئاً للتعاطي مع الأزمة، رأى وزير المال الايطالي جوليو تريمونتي، أن السندات المشتركة هي السبيل الوحيد إلى حل أزمة الديون السيادية. وأكد أن المصادقة عليها مسألة وقت فقط.
هذا وقد ضمت بلجيكا صوتها إلى ألمانيا، وأعلن رئيس الوزراء "ايف ليتيرم"، أن الدول التي لا تعاني مشكلة الديون السيادية ستسدد أكثر من غيرها. ويجب إبقاء اقتراح السندات الأوروبية في الرف إلى حين تحقيق انسجام السياسات الاقتصادية والموازنات للدول الأعضاء. وطرح "لي تيرم"، استخدام السندات الأوروبية في المستقبل لتمويل مشاريع البنية التحتية. وحذّر وزير المال البولندي من خطر انهيار الاتحاد الأوروبي، إذا أخفقت الدول الأوروبية الكبرى في إدارة الأزمة المالية.
*
وسط هذه الميوعة المستمرة في التعاطي مع أخطر أزمة تواجه الاتحاد الاوروبي عجز اليورو عن الاستقرار فوق ال 1.4500 بعد ان تجاوزها لفترة وجيزة بداية الاسبوع وانكفأ متراجعا بانتظار مستجدات مشجعة تعيد تفعيل شهية المخاطرة والضغط على الدولار.
​