جون باولسون باع الذهب. هل وجب التشبه به؟

جون باولسون مدير صندوق التحوط الأكبر الحامل للذهب فاجأ وحيّر المراقبين عندما تبين أخيرا انه باع في الفصل الثالث من هذا العام نسبة ثلثي ما كان يحمله من المعدن الاصفر قاربت قيمتها ال 2 مليار دولار، ما حمل تساؤلات وتفسيرات عدة.
المفاجئ في الأمر ان المبيعات جاءت في فترة تصاعدية للازمة الاوروبية، وفي وقت يبحث فيه الجميع عن الملاذ الآمن.
التفسيرات الغالبة لهذا التصرف كانت حاجة الصندوق الى السيولة لتغطية مراكز أخرى قد حققت خسارات حادة، إذ من العملوم عنه انه متورط في أزمة الديون الأوروبية، وحقق صندوقه هذا العام خسارة قاربت ال 50% من قيمته..
من المحتمل أيضا ان يكون باولسون قد تخلى عن حيازاته في الصناديق الاستثمارية المتداولة"* etf " فقط ليتحول الى عقود الفيوتشر، فخرج من باب من أبواب سوق الذهب ليدخل من باب آخر، وهذا يعتقه من إبلاغ الجهات الرسمية عن الكمية التي يحملها* في صندوقه.
مهما يكن من أمر فإن المبشرين باقتراب حدوث فقاعة الذهب سيستغلون هذا الحدث ليدعّموا مواقفهم ولكن من الصعب الإثبات بكون باولسون شرع باعتماد هذا الرهان والعمل على أساسه.
"جون باولسون" ليس المستثمر الاول الذي يعمد الى البيع فقد سبقه في الفصل الاول "جورج سوروس" حين باع ذهبا بقيمة 800 مليون دولار، وأثار يومها موجة من الذعر في أوساط المستثمرين، ولكن الفقاعة يومها لم تحدث، وتبين ان المستثمر الحذق "سوروس" قد أخطأ لان أونصة الذهب شهدت ارتفاعا منذ ذلك التاريخ قارب ال 500$.
البيانات الصادرة من الهند تشير الى أرجحية حدوث ارتفاع في الطلب وربما في الأسعار ايضا. مؤشر أسعار الجملة في الهند أظهر ارتفاعا فوق ال 9.0% للشهر الحادي عشر على التوالي وهذا ما يُعتبر مؤشرا على ارتفاع التضخم واعتماد الذهب كمركز حماية منه. هذا يعني ايضا ان الطلب على الذهب في أكبر بلد مستهلك له سيرتفع. الى ذلك تجدر الاشارة الى بداية موسم الأفراح في الهند وحيث علمنا التاريخ ان الطلب يرتفع على الذهب فيهذا الموسم أيضا.
*
ما تقدم لا يعني ان تسجيل قمما جديدة للأسعار بات مؤكدا. هي مجرد إشارات مشجعة على ارتفاع للطلب ولكن تبقى مفاجآت اشتداد العرض دون سابق إنذار قائمة ولا بد للتحسب لها.
​