نمو ضعيف، ديون متفاقمة، مخاطر تضخم. ...

من الواضح ان قمة الثمانية لم تعنِ الكثير بالنسبة لاسواق المال. لم يتم تسليط الضوء عليها قبل انعقادها او خلاله او بعده. من الواضح ايضا ان ما يجري في شوارع المدن العربية، وما بات يُعرف بالربيع العربي هو الآن شيئ عادي بالنسبة للاسواق، وما عادت اسعار النفط معنية به. ما حدث على هذا الصعيد هو ذاته ما شهدناه ابان تفجر الكارثة اليابانية بالتسونامي الشهير والكارثة النووية التي تركت آثارا خطرة يتجاهلها السوق الان ويسير دربه.
*
المهم، المهم الآن هي أزمة الديون. أزمة الديون الاوروبية بالدرجة الاولى، ولكن ايضا ما بات يتقدم الى الواجهة بتؤدة من طلائع ازمة الديون الاميركية.
ليس بسيطا ان يبادر تقرير عن الامم المتحدة الى التحذير مما ينتظر الدولار فيما لو لم يصر الى المسارعة للمعالجة. ان احتمالات ان تواجه الولايات المتحدة متاعب تؤدي الى انهيار هي على سبيل المثال لا الحصر *اعلى من احتمالات مواجهة اندونيسيا لهذه المخاطر.
ما ينتظر الدولار من هذه الجهة قد يكون أدهى مما يواجهه اليورو أو غيره من عملات البلدان المثقلة بالديون، وقد لا يكون تقرير الامم المتحدة الا البداية...
*
اميركيا ايضا كانت البيانات التي صدرت يوم امس على سلبية واضحة، ان ما تعلق منها بالنمو او بالبطالة. ال وول ستريت تراجع في ردة الفعل الاولى، ومعه شهية المخاطرة عامة، والعملات العالية الفائدة. في النصف الثاني من ساعات العمل الاميركي عاود السوق اكتساب مزاجه الحسن، واسترد خسارته منهيا العمل على ارباح ولو محدودة.
ما يبدو حاليا في الولايات المتحدة ان الجميع اعتادوا على فكرة النمو الضعيف، وباتوا قادرين على تقبله لفترة قد تكون مديدة دون اطلاق صفارة الانذار.
*
*
اوروبيا ارتاح السوق لسماع الانباء الآتية من الصين حول اهتمامها بالسندات الاوروبية المخصصة لمعونة البرتغال. هو ارتاح الى ذلك، ولكنه لم يتحصن ضد التصريحات ذات الاتجاه المعاكس. التصريحات هذه صدرت عن رئيس مجموعة اليورو الذي حذر من كون الدفعة التالية من صندوق النقد الدولي لليونان لن تأتي ما لم تفِ الحكومة اليونانية بالتزاماتها الاصلاحية، وتحدث عن متاعب ستواجهها الحكومات الاوروبية في هذه الحالة. ال 27 من يونيو القادم موعد مهم على هذا الصعيد حيث ان شيئا ما يجب ان يحدث قبل هذا التاريخ.
كلام "يونكر" تلاقى مع كلام المفوضة الاوروبية اليونانية الاصل التي تحدثت صبيحة امس عن حتمية انسحاب اليونان من اليورو، وحذرت بني قومها من الامر، ان لم يتم العمل بالبرامج الاصلاحية التقشفية. النتيجة كانت فقدان اليورو مجددا مساء*لما اكتسبه في ساعات النهار. والحكاية مستمرة: افعال وردات افعال. ارتفاعات تليها تراجعات. والى ان يبدو الخيط الابيض من الخيط الاسود.
*
اليوم الجمعة ابرز المواعيد هي اميركية وتتعلق بالمداخيل والانفاق الفردي، اضافة الى ثقة المستهلك عن جامعة ميشيجان، ومبيعات البيوت الموعودة. بحسب التوقعات لا مبشرات لايجابيات محركة للسوق ايجابا من هذا الباب.
​