إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

غِيَابُ الدَولَةِ العِرَاقِيَةِ وإسْتِحْكَامُ سَطْوَةِ المِلِيشيَاتِ

د.مهند جاسم

عضو جديد
المشاركات
20
الإقامة
العراق

xm    xm

 

 

[size="5"[color="black"]]غِيَابُ الدَولَةِ العِرَاقِيَةِ وإسْتِحْكَامُ سَطْوَةِ المِلِيشيَاتِ :[/color]
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
#الحلقةُ_السادسةُ :
#تلالُ_مجدو_عقيدةٌ_يهوديةٌ_في_أرضِ_فلسطينَ :
ذَكَرنَا في مقالٍ لنَا سابقاً, أنَّ التصرفاتِ التي يُظهرُهَا الإنسانُ لايُمكنُ وصفهَا بالعفويةِ إطلاقاً, بل لابدَ أن تكن مقصودةً بأيِّ درجةٍ مِن درجاتِ القصدِ, حتى تلكَ التي تصدرُ مِن الأطفالِ أثناءَ اللهوِ واللعبِ, وليسَ بالضرورةِ أن يكن المُتصرفُ يتذكرُ سببَ إبدائهِ ذلكَ التصرفِ, فربمَا لِلَطافَتِهَا لَم يعدْ يتذكرهَا ولو بعدَ التصرفِ مباشرةً, لأنَّ التصرفاتِ معلولاتٍ لعلةٍ محددةٍ, ومَا العلةُ إلا القصدُ في تصرفاتِ الإنسانِ, أو جزءاً مِن العلةِ المركبةِ ...

هذا الكلامُ مَع العشوائيينَ مِن البشرِ, فكيفَ مع الأذكياءِ والورعينَ والحذرينَ مِن أن لايضعوا أقدامَهُم على أخضرٍ أو يابسٍ إلا بألفِ حسابٍ وحسابٍ, فبالتأكيدِ أنَّ البحثَ في التصرفاتِ الخارجيةِ والتحلليلِ فيهَا لا تجعلُ مِنكَ سوى معلقاً لا محللاً, بل على المحللِ البارعِ والملتفتْ والمستحقِ للقبِ الستراتيجي أو الألقابِ القريبةِ مِنهَا, أن يكن على الأقلِ سابراً في غورِ الحكمةِ مِن وراءِ الحركةِ أو التصرفِ المتبادرِ مِن المقابلِ ...

أمَا في حالِ أن نفهمَ المقابلَ فهماً كاملاً الى درجةِ أن نتصورَ تصرفاتهُ في المستقبلِ, هنَا يكون صاحبُ التحليلِ قارئاً وملتفةً جداً, بل وسوفَ يخبرَ بالأشياءِ قبلَ وقوعِهَا, لا لكونهِ مطلعاً على الغيبِ -أستغفرُ اللهَ ربَّ العالمينَ- لأنَّهَا لا تصحُ إلا لِمَن إرتضاهُم اللهُ جلَّ جلالهُ, حيثُ قالَ تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً{25} عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً{26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ... ) الجنُ ...

لأنَّ متابعةَ الأحداثِ شيءٌ جليلٌ جداً, والربطَ بينهَا أجلُّ, بينمَا البحثُ عن مسبباتِهَا غايةُ الجلالِ, لأنَّ المتابعَ للأحداثِ لا يعدو أن يكن مثقفاً, بخلافِ مَن يربطُ بينهَا فسيكونُ محققاً بارعاً في إرجاعِ ما لايُمكن للغيرِ أن يَرجعهُ, بخلافِ أولئكَ الذينَ يسبرونَ غورَ أسبابِهَا, فأنَّهُم سيكونوا بارعينَ وحاذقينَ حتى في توقعِ ما سيحصلُ ومَا سيجري بعدَ أزمانٍ متماديةٍ ومتطاولةِ !!!

#لذا ...
كانتْ الغايةُ الجليلةُ أن يرتقِ متابعو الصفحةِ ومتابعو متابعي الصفحةِ الى درجةٍ أن يتوقعوا مَا سيحصلُ مِن أحداثٍ في المستقبلِ القريبِ, لأنَّ معرفةَ ما ستؤولُ إليهِ الأمورُ شُعْبَةٌ مِن شُعَبِ أخذِ الحيطةِ والحذرِ, بل وقمةُ إنتظارِ الفرجِ الذي أُمِرْنَا بهِ في آخرِ الزمانِ, بل هو دينٌ وعملٌ صالحٌ وأخلاقٌ ومكارمُ الأخلاقِ وكلُّ معاني العبوديةِ الحقيقيةِ الحقةِ, لأنَّهُ ليسَ مِن المُتوقعِ أن نتقصَ الأحداثَ ونربطَ الأحداثَ ونتوقعُ الأحداثَ, حَدَّ الإعتقادِ الجازمِ بهَا والقسمِ على وقوعِهَا, إلا لإنتظارِ الفَرَجِ واليومِ الموعودِ والقيامِ بالحقِ مَع سلطانِ آلِ محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), ومَن كانتْ نيتهُ بهذا الصفاءِ والنقاءِ سَيَحشرهُ اللهُ تعالى على نيتهِ ومَع نيتهِ مَع مَن أدبَ نفسهُ ووطدَ فعلهُ وروحهُ على إنتظارهِ ونصرتهِ إن شاءَ اللهُ تعالى ...

لذلكَ فعلينَا نحنُ المتابعونَ أن نتخلصَ ونتبرأ ونتقيأ كلَّ أشكالِ الشركِ الخفي والجلي والعبوديةِ لغيرِ اللهِ تعالى مجدهُ وعلا شأنهُ, ويكونُ دورانُنَا وحركتُنَا خَلْفَ الدليلِ والبرهانِ, حتى إذا دخلَ مَحْبوبُنَا النارَ مِن غيرِ مَن أمرنَا اللهُ تعالى بطاعتِهِم وإتباعِ أوامرهِم ونواهيهم, كانَ لنَا النجاةُ والخلاصُ والفوزُ العظيمُ, لأنَّ الكثيرَ والأكثريةَ والسوادَ الأعظمَ مِن أولئكَ الذينَ نتوقعهُم طرقاً ومسالكاً الى اللهِ تعالى سيدخلونَ النارَ, ويرتدونَ لباسَ الذلِ والعارِ ...

أمَا إذا كانتْ تبعيتُنَا تبعيةَ العبدِ والجهلِ والإنحرافِ الفكري والروحي, فَسَنَخسرَ أنفسنَا كَمَا خَسِروا أنفسهُم, بل وسنكونُ أغبياءَ جهلاءَ مطايا بهائمَ, لأنَّنَا بعنا دنيانَا وآخرتَنَا بدنيا غيرنَا, بينمَا هُم ربحوا الدنيا دونَ الآخرةِ, وسوفَ لا نجني مِن هذهِ الطاعةِ العمياءِ إلا البراءةَ والتخلي عنَا, كمَا لا نجني إلا الطردَ مِن رحمةِ اللهِ تعالى في يومِ القيامةِ, حيثُ نرى في ذلكَ اليومِ أعمالنَا وخدمَتَنَا وتعيتَنَا حسراتٍ, حيثُ قالَ تعالى :{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } البقرة167 ...

#وإذا ...
آمَنَا في قصديةِ الأفعالِ, ووجودِ ملاكٍ ومصلحةٍ لفعلِهَا, هذا يُحتمُ علينَا أن نحللَ كلَّ الأفعالِ على نحو الأفعالِ المقصودةِ, فكيفَ إذا كانَ المُقابلُ قاصداً فعلاً لِمَا يَرومَ فعلهُ والعملَ على فعلهِ في الخارجِ, فبالتأكيدِ سيكونُ الهدفُ المتوخى مِنهُ هو تحقيقُ تلكَ المصلحةِ وذلكَ الملاكِ ...

بل إنَّ أفضلَ الطرقِ الى فهمِ ما سيقومُ أولئكَ القصديونَ بفعلهِ, ومَا سيقدمونَ على فعلهِ في المستقبلِ القريبِ والبعيدِ, هو دراسةُ البعدِ الفكري والآيدلوجي لهُ, لأنَّ هذا البعدَ وهذهِ الآيدلوجيةِ الفكريةَ والمنظومةَ المتكاملةَ سيكونُ لهَا الأثرُ المتكاملُ لتحريكِ هذا الشخصِ وهذا المقابلِ, وبالسيطرةِ عليهَا نسيطرُ بالتمامِ والكمالِ على كلِّ التحركاتِ في المستقبلِ ولو مِن الناحيةِ النظريةِ فقط !!!

#وعلى_هذا_الأساسِ ...
قامتْ دوائرُ المخابراتِ العالميةِ, حيثُ درستْ الأفكارَ والعقائدةَ والآيلوجياتِ للشعوبِ والدياناتِ, وإستطاعتْ بعدَ ذلكَ أن تشنَ حروباً على أساسِهَا, وبالتأكيدِ أن الحروبَ التي تتماشى مع العقائدِ والأفكارِ سيُكتبُ لهَا النجاحُ في نهايةِ المطافِ, لأنَّ في الغالبِ تكونُ هذهِ العقائد مُرتبطةً بالسماءِ مباشرةً, أو قَد جاءتْ على أساسِ الإرتياضِ كالنبوءاتِ مثلاً ...

لذا مِن الأجدرِ بِنَا اليومَ أن نُجيبَ على سببِ إستيطانِ اليهودِ والعملِ عى إستيطانِهِم مِن قبلِ الدولِ المسيحيةِ المسيطرةِ على العالمِ آنَّ ذاكَ فرنســا وبريطانيــا, حيثُ خالفتْ هاتانِ الدولتَانِ الأعرافَ الدوليةَ والشعوبيةَ بشكلٍ صريحٍ, مِن خلالِ مِنحِ أرضٍ عربيةٍ كبلدٍ مستقلٍ الى يهودِ العالمِ كافة, حيثُ صارَ اليهودي الأفريقي والآسيوي والأوربي والأميركي والأسترالي مِن المواطنينَ المستحقينَ بالعيشِ على أرضِ فلسطينَ, بخلافِ سكانِهَا الأصليينَ مِن العربِ المسلمينَ !!!

وهذا يَكشفُ صراحةً أن فرنسا وبريطانيا بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ وإنتهاءِ الدولةِ العثمانيةِ على أراضي العربِ وإنحسارِهَا الى البقعةِ المعروفةِ بتركيا اليومَ, تحركتْ تحركاً يكشفُ لنَا العمقَ الديني والفكري والعقائدي والمذهبي التي آمنتْ بهِا هاتانِ الدولتانِ الى حدِ مخالفتِهَا الصريحِة الى الأعرافِ الدوليةِ والشعوبيةِ, بل والعملُ على تغييرِ المنطقةِ التي مُنِحَتْ لليهودِ كوطنٍ تغييراً ديمغرافياً وسكانياً وعِرْقياً وإثنياً وقومياً ...

وإنَّ هذهِ العقيدةَ التي أجبرتْ الدولةُ الفرنسيةُ ذاتُ الطابعِ التبشيري والدعوةِ الى المسيحيةِ وإعتناقِهَا, والأهدافَ البريطانيةِ المرتبطةِ بهَا إقتصادياً وستراتيجياً, هي النصوصُ السماويةُ في كلا الدينينِ المسيحيةِ واليهوديةِ, حيثُ آمنتَا هاتانِ الديانتانِ -بحسبِ النصوصِ الواصلةِ إليهِم- أنَّ أرضَ فلسطينَ قرابةَ سواحلِ المتوسطِ والمعروفةَ بتلالِ مجدو أو هرمجدون ستقعُ عليهَا ملحمةً نهائيةً يقودُهَا المسيحُ بنفسهِ ...

وإنَّ هذهِ الملحمةَ الكبرى التي ستقعُ على أرضِ مجدو -قربُ مدينةِ جنين- عقيدةٌ مشتركةٌ بينَ اليهودي والمسيحِ, وبالرغمِ مِن إيمانِ اليهودِ ببطلانِ نبوةِ المسيحِ ابنِ مريمٍ عليهمَا السلامِ, ولكن إستطاعتْ أن تقنعَ الدولُ المسيحيةُ اليهودَ بأنَّ العقيدةَ المجدونيةَ عقيدةٌ مشتركةٌ بينَ الديانتينِ, لتسميةِ المسيحِ قائداً في حربِ الربِّ !!!

بل وإنَّ مجيءَ المسيحِ والمُسمى عندهم بــ -المشايح- مِن العقائدِ الثلاثةِ عشرٍ التي يُؤمنُ بهَا اليهودُ والتي ألفهَا موسى بن ميمون أحدُ حاخاماتِ القرونِ الوسطى, بل وقالتْ بهَا كتبهُم جميعاً, ولكن للإشتراكِ اللفظي بينَ معنيي المسيحِ إستغلَ الصليبيونَ واليهودُ هذهِ التسميةَ, كَما واستفادَ مِنهَا اليهودُ كثيراً ...

حيثُ بينتْ كتبُ التفسيرِ اليهوديةِ نصاً ومضموناً أنَّ المرادَ مِن المسيحِ -المشايح- هو القائدُ العسكري الممسوحُ بالدهنِ, ومَن يُمسحُ بالدهنِ يكونُ مسيحاً لهُ, وعلامةُ القيادةِ عندَ اليهودِ أن يُمسحَ القائدُ بالدهنِ كمَا مُسِحَ داودُ النبي عليهِ وعلى نبينَا الصلاةُ والسلامُ, بينمَا المرادُ بالمسيحِ عندَ الالصليبيينَ هو أبنُ مريمٍ عليهمَا وعلى نبينَا الصلاةُ والسلامُ, لذا فأنَّ تسميةَ المسيحِ يكونُ في كلا الدينينِ على نحو العقيدةِ والفكرِ ...

وإنَّ هذا المسيحَ هو الذي يجمعُ شملَ اليهودِ, ويمنحُ لهُم دولتهُم الخالدةَ من البحرِ الى البحرِ, أي مِن النيلِ الى الفراتِ, حيثُ جاءَ في سفر صموئيل الثاني (8/2) يقول الكتاب " : سوفَ يقتلعُ جميعَ أبناءِ شيثَ، هذا هو المسيا الملكُ المعلنُ عنه ُهنَا، ملكهُ سوفَ يسودُ من البحرِ إلى البحرِ "زكريا 9 /10 ,"وصار الموآبيين عبيدا لداود يقدمون هدايا" ...
وبالتالي حققَ لَهُم المسيحُ -الصليبيونَ- هذا الحلمَ جزئياً على أرضِ فلسطينَ, وبالتالي أنَّ الدولتينِ فرنسا وبريطانيا إستحقتْ أن تدعي أنَّهَا المسيحيةُ التي ستخلصُ الشعوبَ والدياناتِ وتحققُ لهَا عقائدهَا !!!

#ومِن_هنا ...
نفهَمُ أنَّ تجذيرَ التواجدِ اليهودي في هذهِ البقعةِ مِن العالمِ دونَ سواهَا, بل وجمعِ شملِهِم كمَا أخبرتُهُم النصوصُ المقدسةُ أو نبوءاتُ الحاخاماتِ, جاءَ على أساسِ فكري ديني عقائدي صليبي مسيحي, وليسَ على أساسِ فكري ديني عقائدي يهودي, لأنَّ المسيحيةَ هي أكثر البلدانِ حاجةً الى إنهاءِ الإقتتالِ العالمي الذي عاشتهُ دولُ أوربا على مدى التأريخِ الى العالميتينِ الأولى والثانيةِ, وبالتالي هي تتوقُ حقاً الى إنهاءِ التاريخِ الدموي الذي لازمَهَا على مدى التأريخِ ...

ولا يُمكن أن يتحققَ هذا الإنهاءُ وتنتهي هذهِ المعاناةُ إلا بخروجِ المسيحِ والحركةِ المسيحيةِ ويتمُ خلالُهَا القضاءُ التامُ على الشرِ بحسبِ عقائدِ المسيحِ ...

ولذا إنَّ تقمصَ مقاماتِ الأنبياءِ والمرسلينَ ساريةُ المفعولِ الى يومِنَا هذا, حيثُ تقمصتْ الحركاتُ الصليبيةُ دورَ المسيحِ الذي يُحققُ أملَ اليهودِ في تشكيلِ الدولةِ على أرضِ فلسطينَ, بل إنَّ تقمصَ مقامِ المسيحِ عليهِ وعلى نبينا أفضلُ السلامِ والتسليمِ مِن الحركاتِ الصليبيةِ التي كثرتْ وستكثرُ هذهِ الأيامُ, حيثُ أنَّ ما يحصلُ على الساحةِ الدوليةِ والإقليميةِ إلا تجسيداً لتقمصِ ذلكَ الدورِ المقدسِ علانيةً !!!

ومِن هنا يُمكن أن نُجيبَ على عدةِ أسئلةٍ طالمَا بقتْ معلقةً في أذهانِ الناسِ وعلى مدى عقودٍ مِن الزمنِ, هو لِمَاذا إختارَ الصليبيونَ أرضَ فلسطينَ دونَ سواهَا موطناً لجمعِ شملِ اليهودِ في العالمِ بأسرهِ, لأنَّ التبشيرَ الصليبي لَم يقتصرْ على كسبِ غيرِ الدينيينَ كسكنةِ الشرقِ الأقصى مِن قارةِ آسيا الى المسيحيةِ, بل تعدَ ذلكَ الى كسبِ اليهودِ أيضاً, ومَا تطبيقِ النصوصِ المقدسةِ اليهوديةِ مِن قبلِ المسيحِ إلا علامةً على هذا الكسبِ, وهو أنَّ المسيحَ الموعودَ في عقائدِ اليهودِ قد جاءَ وحققَ جمعِ الشملِ على أرضِ مجدونَ الفلسطينيةِ !!!

#ولكنَ ...
الدليلَ الذي أقامهُ هؤلاءِ الصليبيونَ دليلاً غيرَ تامٍ بالمنظورِ اليهودي, لأنَّ المرادَ مِن المسيحِ في عقائدِ اليهودِ, هو القائدُ مِن ذريةِ داودَ عليهِ وعلى نبينَا أفضلُ الصلاةِ والسلامِ, ومَا وَصْفُهُ بالمسيحِ إلا مِن بابِ الوصفِ وليسَ الإسمِ, أي أنهُ ممسوحاً بالدهنِ ...

ومِن هنَا أن اليهودَ قد إستفادوا مِن التحركِ الصليبي لإستيطانِهِم في أرضِ فلسطينَ لأنَّهَا علامةً مِن علاماتِ آخرِ الزمانِ بالنسبةِ لدولتِهِم الموعودةِ مِن البحرِ الى البحرِ, ومَا هذهِ الدولةُ إلا مقدمةً لتلكَ الدولةِ الموعودةِ, لذا لَم يتحققْ مرادَ الصليبيينَ في عمليةِ التبشيرِ الديني, مِن خلالِ كسبِ اليهودِ الى الديانيةِ المسيحيةِ, ولكن أيضاً آمنَ المسيحيونَ بأنَّ بقاءَ اليهودَ في هذهِ البقعةِ سيقربُ اليومِ الموعودِ بالنسبةِ لنزولِ المسيحِ عليهِ وعلى نبينَا الصلاةُ والسلامُ ...

ولكنَ مَا يحصلُ اليومُ في العالمِ الإسلامي خصوصاً والعالمِ عموماً, يُمثلُ بشرى مِن بشائرِ الهرمجدونِ عندَ اليهودِ, حيثُ يعتبرُ هؤلاءِ إن إقتتالَ المسلمينَ -أعداءُ اللهِ تعالى- هو بمثابتْ الإرهاصاتِ والعلاماتِ على حدوثِ الخلاصِ الأخيرِ, حيثُ جاءَ في كتابي حزقيال ٣٨:‏٢١،‏ ٢٣؛‏زكريا ١٤:‏١٣: (ويخبرنَا الكتابُ المقدسُ ان بلبلةَ ستحدثُ في صفوفِ اعداءِ اللهِ بحيثُ يقتلُ بعضهم بعضاً،‏ لكنهم سيدركونَ في النهايةِ ان اللهَ هو مَن يحاربَهُم) !!!

وهذا سيجعلُ الدولةُ اليهوديةُ الصهيونيةُ المحتلةُ أرضَ فلسطينَ في حالةِ نأي مستديمٍ لِمَا يحصلُ في المنطقةِ خصوصاً والعالمِ عموماً, لا لشيءٍ إلا أنَّهُم يعتقدونَ بأنَّ ما يحصلُ اليومُ هو قتلٌ وإبادةٌ لأعداءِ اللهِ تعالى, حيثُ يتوهمُ هؤلاءِ الأعداءِ أنَّهُم يقتلونَ بعضهُم بعضاً, ولكنَ الحقيقةَ أنَّ اللهَ تعالى هو مَن يقومُ بقتلِهِم وتصفيتِهِم لإستئصالِ شأفتِهِم تمهيداً لليومِ الموعودِ يهودياً !!!

#وهنَا ...
لابأسَ أن أثيرَ شيئاً آخراً مهماً نوعاً مَا, وهو :
إنَّ الدينَ السماوي مهمَا كانَ منحرفاً ومحرفاً بعدَ عمليةِ التنزيلِ, فإنَّهُ يبقى الأقدرُ على قيادةِ المجتمعاتِ بإتجاهِ اليومِ الموعودِ, لأنَّهُ يرسمُ لهُم خارطةَ الطريقِ عبرَ آلافِ السنينَ مِن العقيدةِ, ومَا على المعتنقينَ لذلكَ الدينِ المنحرفِ أو المحرفِ إلا العملُ على الإستمرارِ لتحقيقِ ذلكَ اليومِ, بغضِ النظرِ عن الآليةِ والطريقةِ التي لَم يُفصحُ الدينُ عنَهَا في الغلبِ, بل إكتفى في نقلِ الإرهاصاتِ والعلاماتِ البعيدةِ والمتاخمةِ ليومِ الموعودِ, بحيثُ يبقى الزخمُ العاطفي على الإستمرارِ على تحقيقِ ذلكَ اليومِ, مِن خلالِ تتبعِ العلاماتِ والإرهاصاتِ, ويبقى المجموعُ الكلي على الإيمانِ بإقترابِ ذلكَ اليومِ ...

وحقيقةً أنَّ أبدعتْ السماءُ بحكمَتِهَا كالعادةِ في إبقاءِ الزخمِ العاطفي والفكري والروحي لتحققِ هذهِ العلاماتِ وإنتظارِ إكتمالِهَا, ولولا الكشفُ مِن قبلِهَا على هذهِ العلاماتِ لدبَّتْ روحُ اليأسِ في نفوسِ المتدينينَ بمرورِ الزمنِ, ولنحرفتْ البشريةِ الى العشوائيةِ التي تخالفُ الهدفَ المرسومَ مِن خلقِ البشريةِ !!!

#ولذا ...
أستطيعُ القولَ بشكلٍ آني وحالي سابقاً الدليلَ والبرهانَ, أنَّ الشعوبَ الملحدةَ هي أكثرُ الشعوبِ تخلفاً في المستقبلِ, لأنَّهَا فاقدةٌ لبوصلةِ التقدمِ البشري في المستقبلِ, بل هي تعيشُ اللحظةَ فقط, مع بضعةِ سنينَ في المستقبلِ, حيثُ مِن الصعوبةِ أن نفترضَ أن الحكوماتِ ستبقى على نفسِ النهجِ والتفكيرِ مستقبلاً, بل إفتراضُ ذلكَ ضربٌ مِن الخيالِ, بخلافِ أولئكَ المتدينونَ فإنَّ إفتراضَ بقاءِ حكوماتِهِم على نفسِ الخطِ والمنهجِ هُو الغالبُ, لا لشيءٍ سوى أنَّ تسلقَ المتدينينَ الى سدةِ الحكمِ سيعيدُ التفكيرَ في تحقيقِ اليومِ الموعودِ, وبالتالي ستعملُ الحكوماتِ على إستئنافِ العملِ على أساسِ تحقيقهِ أو التقدمِ في تحقيقهِ مستقبلاً ...

ولذا إنَّ عملياتِ ألحَدَّةَ الشعوبِ والعملِ على جعلِهَا تُنكرُ وجودَ الخالقِ, ما هو إلا تحيداً لمئاتٍ مِن الملايينَ مِن البشريةِ عن القيادةِ في المستقبلِ, لِصعوبةِ السيرِ على نفسِ الهدفِ لعصورٍ متماديةٍ لفقدانِهَا بوصلةِ المستقبلِ مِن خلالِ تسفيهِ نظريةِ اليومِ الموعودِ بمنظورِهِم, وبالحقيقةِ أنَّ فقدانَ البوصلةِ هذهِ ستجعلوا الشعوبَ في حالةِ العشوائيةِ التامةِ والخاضعةِ لتفكيرِ القائدِ المستقبلي !!!

ولذا فإنَّ جرفَ الشعوبِ الى الإلحادِ والنكرانِ بوجودِ الخالقِ, مِن ورائهِ نكراناً لوجودِ اليومِ الموعودِ, وبالتالي فقدانِ البوصلةِ في المستقبلِ مِن قبلِ هذهِ الشعوبِ مستقبلاً مهمَا فرضنَا لهَا أن تسيرَ بخطاً متزنةِ, فإنَّ الفشلَ سيكونُ حليفاً لهَا في المستقبلِ مهمَا طالتْ مدةُ السيرِ المتزنِ والسوي, وهذا ما يجعلنَا في حالةِ إيمانٍ مطلقٍ أنَّ ألحدَّةَ الشعوبِ جاءَ مِن فكرٍ مؤمنٍ باليومِ الموعودِ, وتحديداً مِن أولئكَ الهرموجدونينَ اليهودِ !!!

وبالتالي أنَّ إخراجَ مئاتِ الملايينَ مِن الملحدينَ من التنافسِ سيجعلُ الكفةَ راجحةً يهودياً على حسابِ المسلمينَ والمسيحِ, لأنَّ أغلبَ أو كلَّ مِن خرجَ الى الإلحادِ هُم مِن أولئكَ المسلمينَ والمسيحِ, ومَا روسيا عنَا ببعيدةٍ, حيثُ كانتْ مِن أكثرِ البلدانِ المسيحيةِ تشبثاً بدينِهَا, لولا التحركَ اليهوديةِ الى ألحَدَّتِهَا مِن خلالِ التياراتِ الماديةِ الشيوعيةِ !!!

#ومِن_هنَا ...
قلنَا : إنَّ السيطرةَ على مكامنِ الفكرِ والآيدلوجيةِ الفكريةِ للمقابلِ, سيجعلنَا الأكثرَ تفهماً وتصوراً والأقدرَ على إستيعابِ ما يحصلُ في العالمِ اليومِ وقبلَ مئاتِ السنينَ, لا لشيءٍ سوى أنَّ كلَّ الحكوماتِ مهمَا بلغتْ درجةُ التدينِ عندَهَا فإنهَا تبقى محافظةً ومتعصبةً على مستقبلِهَا الموعودِ, لأنَّ لا علاقةَ بينَ الإيمانِ الخالصِ وإنتظارِ اليومِ الموعودِ أو السعي الى تحقيقهِ, ما دامَ السعيُ الى تحقيقهِ يعطي مزيداً مِن السلطةِ والسطوةِ والسيطرةِ الى شخصِ الحاكمِ بحجةِ أنَّ ذلكَ مِن مُتطلباتِ اليومِ الموعودِ أو العقيدةِ ومسائلِ الدينِ !!![/size]
 
عودة
أعلى