الفضل في صمود السوق الى صيادي الصفقات. ...

بالكاد يمر يوم دون مستجدات صادمة للسوق. يصح استغراب مقدار الصمود والاستيعاب للاحداث السلبية الذي تبديه الاسواق وبخاصة ما يتعلق بالاسهم منها. الداكس تقلب وتردد وهاجم وانكفأ طيلة الاسبوع المنصرم ولكنه لم يتخل الا عن 1.1% من قيمته وهو مقدار ان قيس بما كانت عليه التطورات من سلبية يبقى محدودا ومعبرا عن ايجابيات اكثر من تعبيره عن سلبيات عايشها.​

والسرّ؟​

*السرّ في جهوزية صيادين ينتظرون مثل هذه الظروف لاختطاف عمليات يقدرونها رخيصة ويراهنون بالدرجة الاولى على ان الازمة الى حل وان السقوط في الهاوية ممنوع.​

تمركز الصيادين هؤلاء ورهاناتهم لا نستبعد استمرارها في الاسبوع الحالي. رهاناتهم تتطور باتجاه ترجيح قدوم المزيد من السيولة الى الاسواق سواء عن طريق الفدرالي الاميركي ومقررات التيسير الكمي الثالث التي لا مفرّ منها او من جهة المركزي الاوروبي من خلال المزيد من الاقراض للبنوك بفوائد ميسرة ولآجال طويلة الامد.​

​

الصيادون يتحركون حاليا ويحجزون لانفسهم ما يرونه حظوظا على اعتبار ان تراجع بعض الاسهم وبعض العملات بات مغريا بالنسبة لمن ينظر للمدى البعيد. غيرهم ايضا من المستثمرين باتوا على اهبة الاستعداد لاتباع أثرهم على اعتبار ان المراكز الكبرى خطرة ولكن في وقت ما لا بد من العودة الى السوق ولا يمكن البقاء خارجه لمن يعتاش منه...​

​

المواضيع البارزة التي تتحكم بالجميع لا زالت اليونان في المقدمة والبيئة الاقتصادية العالمية تاليا.​

​

وان خرجت اليونان؟​

بالطبع هنا ستدخل معادلة جديدة الى اللعبة. من راهن على اصطياد مراكز تنتظرها حظوظ كبرى لن يحصد ما منى نفسه به ولكن خسارته لن تكون مأساوية او عليه ان يطيل امد انتظاره لفترة اطول مما حسب.​

سقوط اليونان لا مهرب من تردداته الاوروبية والعالمية. حالة سقوط احجار الدومينو لن تكون مستبعدة وما اعتبر اليوم صيدا فاخرا سيكون حينئذ عبئا لا بد من تحمله.​

الجديد على هذا الصعيد هو ابراز تاثيرات سقوط اليونان على الاقتصاد الالماني بالذات. حالة النمو العالي المستوى ستصاب بنكسة كبيرة والمستشارة الالمانية تدرك هذا بالطبع.​

​

والحكم الحالي على ا لامور؟​

​

لا زال الوضع على توتره وسوق السندات يعطي الجواب الابرز. السندات الالمانية على اعلى مستوى لها تاريخيا والايطالية والاسبانية لا تتحسن. بالمقابل فائدة الالمانية على ادنى مستوى والايطالية والاسبانية تتردد في التراجع وتشد العزم في كل مرة تحفزها احداث مستجدة على الارتفاع.​

والبيانات الاقتصادية؟​

​

سواء كانت اوروبية او اميركية فهي تنزع ابتسامة صفراء من السوق في حال قدمت له ارقاما خضراء ايجابية، ولكنها تكبده تراجعات محترمة في حال جاءت الارقام حمراء تحمل تحذيرات اضافية.​

البيانات لا يمكن اذا في هذه الظروف الاعتماد عليها رهانا على تحسن للاسواق. يجب التحسب لسلبياتها في حال وردت. هذا ما شهدناه الاسبوع الماضي من خلال سلبية مؤشر "اي ف و" الالماني ومن خلال ايجابية بيانات البناء الاميركية.​

​

وبعد الانتخابات اليونانية؟​

​

هنا حسابات جديدة. من الممكن جدا ان نشهد تحررا للسوق من عبء كبير. المستثمرون الاميركيون سيجدون الحجة والقناعة بالكف عن التركيز على اوروبا والعودة بتفكيرهم الى اقتصاد بلادهم. عندها سيكون للبيانات مفاعيل مختلفة وسيكون السوق امام حظوظ تصاعدية كبيرة.​

​

على كل حال فان موعدين مهمين ننتظرهما الاسبوع الحالي.​

بيان النمو الاميركي في قراءته الثانية بعد القراءة الاولى التي جاءت على 2.2% مخيبة لامال السوق يومها. تاليا بيانات البطالة التي تبدأ بالصدور يوم الاربعاء وتبلغ ذروتها يوم الجمعة القادم.​

​