إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

سنة ترث أخرى. اليورو باقٍ، باقٍ، باق...ا

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,629
الإقامة
قطر-الأردن

xm    xm

 

 

إنقضى، ولكنه ترك ندوبا كثيرة. الجروح بليغة ومفتوحة. هزّات سياسية هنا. أمنية هناك. إقتصادية هنالك. ودّعه الأوروبيون على غبطة. نجحوا بمنع انهيار اليونان -*ولكن ليس بإنقاذها.
العام الجديد انطلق.. ولكن على قلق كبير حول* ما ستؤول اليه الأمور في إيطاليا.
اليورو لم يغرق بعد، ولكن جُلّ ما تحقق تجاهه أن السياسيين الأوروبيين أمسكوا الرأس من شَعره، وارتضَوا الإبقاء على الجسم تحت سطح الماء. إحتسبوا ذلك نجاحا.* السنة 2012 وعودها غير وردية. أقلّ ما يمكن قوله تجاهها إنها ستكون امتدادا لحالة التوتر والتطير التي شهدناها في سابقتها.
*
ألأسواق كانت*مرهونة بالكامل*لإرادة السياسيين، وبحالة لا يذكر أحدٌ من العتاق سابقة لها. ألأشهر القادمة غير مرشحة لرؤية تغيير يُذكر. هذا يجعل التقديرات المستقبلية صعبة جدا، وتبقى ال 2012 مفتوحة على كل احتمال.
*
إنقاذ نهائي وحاسم لليورو هو على ارتباط بقرار سياسي ألماني يقضي بتغيير الموقف الراهن لحكومة المستشارة " ميركل " ويقضي بالمباشرة فورا بإصدار سندات أوروبية مشتركة تعيد الثقة للعملة الموحدة. ما لم يحدث هذا التطور فعبثا الحديث عن بلوغ العملة الموحدة برّ الأمان النهائي. مخاطر الغرق تبقى تهديدا يوميا.
*
وماذا عن أسواق الأسهم؟
من يبغي الإستثمار في قطاع الأسهم وللمدى البعيد فله ذلك. مقدار الأمان في الأسهم يبقى أعلى بكثير مما هو عليه في القطاعات الأخرى ( تأمين على الحياة، أو سندات حكومية ، أو دفتر توفير بعملة ورقية لا يمكن إلا ان تكون في دائرة الخطر). ألمدى البعيد يحمل معه مجالا للربح، ولا يمكن إلا ان يوفر ملاذا آمنا لا بأس به. من يتخذ هذا القرار عليه فقط أن يكون جاهزا لتقبل تقلبات حادة في السوق ستحدث ولا مهرب منها...
وما المقصود بالتقلبات الحادة؟ وضوحٌ اكثر؟
ليس سرا أن الكثيرين يتخوفون من رؤية ال داو جونز على مستويات ال 6000 أو ال 7000 نقطة. هم يستندون في ذلك الى خلفية الأزمات المالية والعجز السياسي عن مواجهة حقيقية لها. من يُدافع عن هذه النظرية لا يمكن مواجهته بدحض لأفكاره بواسطة حجج حاسمة وبراهين قاطعة. هذا يعني أنه يدافع عن نظرة، المناخ العام مؤهل لها.
بالطبع لا يمكن تجاهل ما يحدث في العالم من أحداث: ألأزمة الأوروبية، الديون الهائلة التي يرزح الجميع تحتها وفي مقدمتهم الاميركيون، الأوضاع المتوترة والمحاطة بالغموض في الشرق الأوسط. ومن يستطيع وسط هذه الأجواء التبشير بأسواق مقبلة على ارتفاعات واثقة ومضمونة؟
بالمقابل ماذا نقول للذين يبشرون بقيمة للداو جونز على ال 20.000 نقطة؟ هل نكتفي بابتسامة ونحرص على ألا يظهر الخبث والإستخفاف عليها؟
هؤلاء الذين يرون هذا النجاح القادم ويبشّرون به إنما يستندون الى المعطيات التقنية، ويرفضون النظر الى ما يُقلق من معطيات سياسية واقتصادية ومالية. حيال هذه النظرة لا نملك إلا أن نقول: إن المرحلة ليست مرحلة التقنيات. ولعله من المفيد أن نضيف: الماضي علمنا أن لا شيء في الأسواق مستحيل. ما نراه اليوم صعب التحقق قد يصير واقعا وبأسرع مما نتوقع.
*
خلاصة الحديث:
لعله من الأفضل إفتراس العام الجديد بالقطعة، حتى لا يفترسنا بالجملة.
نكون جاهزين في كل يوم، وبناء على كل تطور، للتحول من سيناريو الى آخر، بناء على ما سيطرأ من معطيات. نركز على المستجدات السياسية بالدرجة الأولى. نضيف اليها المؤشرات البيانية، وبخاصة تلك المتعلقة بسوق العمل الأميركي وسوق البناء.
ننطلق الآن وفي الفكر مرونة لا حدود لها: الداو جونز قد يشهد ال 7000 نقطة مرة جديدة، وقد نشهد له إن رأيناه يدق أبواب ال 20000 نقطة... من الخطأ الىن الرهان على واحدة من النقطتين كهدف مرجح وبنسبة صواب عالية...
*
والآن نظرة تخمينية في السنة الحاملة وزر سابقتها، والمحاطة بألغازها:
لا ضمانة إطلاقا لبقاء اليونان في منطقة اليورو.
الخطر كبير بانزلاق الإقتصاد الأوروبي الى الركود.
اليورو الضعيف(1.1000 / 1.2000 ) سيساهم في إعادة الإقتصاد الى السكة بسرعة كبيرة.
فوائد السندات الإيطالية تواجه خطرا جديا بالإرتفاع أكثر فأكثر..
المركزي الأوروبي سيستمر بشراء السندات هذه حتى لا تواجه منطقة اليورو خطر الإنهيار...
الضغط سيكون كبيرا على ألمانيا ومن المرجح أن ترتضي في النهاية إحداث تغيير جذري في الإتفاقية الأوروبية وإعطاء المركزي الأوروبي صلاحيات أوسع تجعل منه صورة عن الفدرالي الأميركي...
النتيجة: إصدار سندات أوروبية مشتركة.
كل ما تقدم لا يعدو كونه تقديرا وتخمينا. شيء واحد ننطلق في العام الجديد وكلنا ثقة بحدوثه: اليورو قد لا يحترم ال 1.2000 ، وربما نرى ال 1.1000 عاجزة عن فعل تقديم خدمة له،* ولعله يكون تواقا للتساوي مع الدولار ومرتاحا على ال 1.0000.
الشيء الأهم *الذي كلنا ثقة بحدوثه هو: اليورو باقٍ.. باقٍ.. باقٍ...


--------------------------
----------------------------

2012.jpg

 
عودة
أعلى