لم يحُل ارتفاع سوق الأسهم السعودية اليوم دون تكبدها أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من 6 أشهر، وسط تراجع معنويات المتعاملين بسبب نتائج دون المتوقع لعدد من الشركات الكبرى، إلى جانب اللغط حول زيادة حدود الملكية الأجنبية في السوق.
كانت السوق ارتفعت أكثر من 1000 نقطة منذ منتصف سبتمبر الماضي عقب تصريحات عن استعداد هيئة السوق المالية للسماح بتملك الأجانب لحصص أغلبية في الشركات المدرجة بنهاية العام الجاري، لكنها اتخذت مساراً هابطاً بعدما قال رئيس الهيئة نهاية الأسبوع الماضي إن القرار ستسبقه عدة إجراءات لن تتخذ قبل العام المقبل.
خسر المؤشر العام "تاسي" حوالي 3% خلال الأسبوع الجاري ليغلق عند 11302 نقطة، وهي أكبر خسارة منذ الأسبوع المنتهي في 10 أبريل الماضي، تحت وطأة هبوط قطاعي البنوك بنسبة 2.5%، والمرافق العامة بنسبة 8% تقريباً بقيادة سهم "أكوا باور".
السوق السعودية تجذب سيولة كبيرة
أحمد كمال، مدير الاستثمار في "أزيموت للاستثمارات"، أشار إلى أن السوق السعودية كانت قد اجتذبت سيولة كبيرة من أسواق المنطقة، خصوصاً الإمارات، وسط توقعات باتخاذ الإجراءات المتعلقة بتحرير ملكية الأجانب خلال العام الجاري، لكن تأجيل الخطوة أدى لتخارجها.كان القطاع المصرفي، لاسيما "مصرف الراجحي"، هو المرشح لتحقيق أكبر استفادة من تحرير ملكية الأجانب في السوق، بحسب ماري سالم، المحللة المالية لدى "الشرق"، وهو ما جعل القطاع من بين أكبر الخاسرين مع تحول المعنويات.
وأضافت سالم أن المعنويات متأثرة أيضاً بموسم نتائج متواضع إجمالاً، عدا ما يخص القطاع المصرفي، مع إعلان شركات قيادية مثل "سابك"، أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة، و"أكوا باور"، شركة الطاقة المتجددة العملاقة، عن نتائج فصلية دون المتوقع.
ارتداد متوقع من مؤشر "تاسي"
بعدما اقترب المؤشر العام من 11200 نقطة في الجلسة الماضية، توقع ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية"، أن تكون السوق مهيأة للارتداد لكن بحد أقصى إلى 11500 نقطة خلال الجلسات القليلة المقبلة.وخلال مداخلة مع "الشرق"، أوضح الخالدي أن "جزءاً كبيراً من ذلك التراجع يتعلق بأخبار تأجيل رفع سقف ملكية الأجانب بالإضافة إلى ضغط نتائج بعض الشركات القيادية مثل "أكوا باور" و"سابك" و"الكهرباء". معتبراً أن أرباح الربع الثالث غير مشجعة بما يكفي لتستعيد السوق مستويات 11700 نقطة".
سهم شركة "معادن" ينخفض رغم قفزة الأرباح
أعلنت شركة "التعدين العربية السعودية" (معادن) نتائج متماشية مع متوسط التوقعات للربع الثالث من العام الجاري، حيث قفزت الأرباح بنسبة 127% على أساس سنوي لتبلغ 2.21 مليار ريال. لكن سهم الشركة، المملوكة بنسبة أغلبية لـ"صندوق الاستثمارات العامة"، تراجع 2% في جلسة الخميس ليخسر 7% خلال تعاملات الأسبوع.ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في "بي إل إم إي" السعودية، رأى أن السوق استوعبت بالفعل نتائج "معادن"، في ظل قفزة أسعار الذهب لاسيما خلال الشهر الماضي، وهو ما دفع سهم الشركة للارتفاع 25% تقريباً خلال ستة أسابيع.
وأضاف: "حركة السهم اليوم تعكس استيعاب السوق للنتائج، وكذلك انخفاض الذهب في الآونة الأخيرة. معادن أعلنت أنها تتجه لزيادة معدلات إنتاج المعدن النفيس خلال السنوات المقبلة، وهذا يشير إلى أنها ستعتمد بدرجة أكبر على مساهمته في الإيرادات. لكن القفزات السعرية قد تؤدي لركود مبيعات الذهب المصنّع في المستقبل".