
تحولت البورصة السعودية لتحقيق مكاسب بعدما قضت معظم جلسة اليوم الثلاثاء في المنطقة الحمراء، مع ظهور عمليات اقتناص للصفقات، بعد وصول عدد من الأسهم لأدنى مستوياتها في نحو عام، ليتماسك المؤشر العام فوق عتبة مستوى دعم فني رئيسي عند 10500 نقطة.
أغلق المؤشر "تاسي" مرتفعاً بنسبة 0.3%، مع صعود معظم القطاعات وسط تعاملات بقيمة 4.3 مليار ريال. كما حققت جميع الأسهم القيادية مكاسب باستثناء سهم "البنك الأهلي" الذي نزل مخالفاً الاتجاه العام.
أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية"، حذر من أن مستويات السيولة لا تزال منخفضة، وهو ما سيختبر قدرة النشاط الشرائي على دفع السوق لتغيير مستدام في الاتجاه.
وأضاف في مقابلة مع "الشرق": "كثير من الأسهم سجلت أدنى مستويات سنوية وعلى رأسها أكوا باور، وهو ما نشط عمليات الشراء عند الانخفاض، لكن سنترقب في الجلسات القادمة إن كان هذا الاتجاه سيستمر في الفترة المقبلة".
تحسن أسعار النفط مؤقت
استمر تحسن أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، بعد أن قرر تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً، وهو ما اعتبرته الأسواق زيادة متواضعة، بحسب المحللين. وارتفع سعر خام برنت حوالي 0.8% إلى 66.57 دولار للبرميل.ويرى بعض المحللين أن تحسن أسعار النفط سينعكس إيجاباً على بعض من أكبر الأسهم المدرجة في السوق السعودية ما من شأنه أن يعزز السوق إجمالاً. لكن المحلل المالي عاصم منصور يرى أن ذلك التحسن مؤقت، مما ينذر باستمرار الضغوط في البورصة السعودية.
وأضاف خلال مقابلة مع "الشرق": "ارتداد أسعار النفط لا يشير لزيادة في الطلب، خصوصاً مع تحرك أوبك+ لزيادة الإنتاج حفاظاً على حصتها في الأسواق. قطاعات الطاقة والبتروكمياويات والبنوك في السعودية كلها منكشفة بشكل كبير على أسعار النفط وبالتالي فتراجع الأسعار يهدد بمواصلة الضغوط البيعية".
لا تخارجات جوهرية من السوق السعودية
تشهد السوق منذ الربع الثاني من العام الجاري تراجعاً ملحوظاً في قيم التداول، التي سجلت أدنى مستوياتها منذ 2022 في مطلع الأسبوع. لكن محمد الفراج، رئيس أول إدارة الأصول في "أرباح المالية" يقول إن التخارجات من السوق "ليست جوهرية".وأوضح أن ضعف قيم التداول لا يساعد على وضع تحليل فني دقيق لنقاط الدعم، مضيفاً أن أي تحسن في السيولة خلال الفترة القادمة يمكن أن يساعد السوق على الارتفاع، والعامل الرئيسي في ذلك سيكون خفض الفائدة.
"نتوقع عودة المستثمرين الأفراد بشكل تدريجي إلى السوق مع انتهاء فترة الإجازات الصيفية لتتعافى السوق خلال الربع الأخير من العام وترتد إلى مستوى 10900 نقطة" على حد قول الفراج خلال مداخلة مع "الشرق".
وأضاف أن المؤشر "كسر مستوى دعم عند 10574 نقطة، وإذا استمر تحت هذه النقطة عند الإغلاق الأسبوعي فربما نواصل الهبوط إلى 10300 نقطة، لكن ذلك لا يدعو إلى القلق لأن أحجام السيولة ضعيفة جداً ولا تشير إلى تخارجات جوهرية".