الذهب والفضة يحطمان أرقام قياسية مع تصاعد التوترات الجيوسياسية

jawad ali

عضو نشيط
المشاركات
2,191
الإقامة
Turkey
1766401477818.png

سجّلت أسعار الذهب والفضة مستويات قياسية جديدة، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والرهانات على خفض إضافي لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، ما أضفى زخماً على أفضل أداء سنوي للمعدن النفيس منذ أكثر من أربعة عقود.

وارتفع سعر المعدن الثمين بأكثر من 1.5% ليتجاوز الذروة السابقة البالغة 4381 دولاراً للأونصة والمسجّلة في أكتوبر، بينما صعدت الفضة بما يصل إلى 3.4%، لتقترب من سعر 70 دولاراً للأونصة، ليواصل المعدنان المكاسب التي تضعهما على مسار تحقيق أفضل أداء سنوي منذ 1979.


ويراهن المتعاملون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2026، بعدما لم تُسهم سلسلة من البيانات الاقتصادية الصادرة الأسبوع الماضي في توفير مزيد من الوضوح بشأن التوقعات المستقبلية لأسعار الفائدة، رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى خفضها بشكل حاد. وتُعد السياسة النقدية الأكثر تيسيراً عاملاً داعماً للذهب والفضة، إذ لا يدرّان عائداً.

كما عززت التوترات الجيوسياسية من جاذبية المعادن النفيسة كملاذ آمن. فقد كثفت الولايات المتحدة حصاراً نفطياً على فنزويلا، ما زاد الضغوط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، في حين شنت أوكرانيا هجوماً على ناقلة نفط تابعة لـ"أسطول الظل" الروسي في البحر المتوسط للمرة الأولى.


عام تاريخي للمعادن النفيسة

تتجه المعادن النفيسة لاختتام عام تاريخي، إذ يتجه كل من الذهب والفضة إلى تحقيق أقوى مكاسبهما السنوية منذ عام 1979. فقد تضاعفت أسعار الفضة بأكثر من الضعف، في حين قفز الذهب بنحو الثلثين، مدعومين بزيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالسبائك.

وبحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، سجلت الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات متزايدة على مدى خمسة أسابيع متتالية، فيما تُظهر بيانات "مجلس الذهب العالمي" أن إجمالي الحيازات في هذه الصناديق ارتفع في كل شهر من هذا العام باستثناء مايو.

وتعافى الذهب سريعاً بعد تراجعه من ذروته في أكتوبر، حين كان يُنظر إلى موجة الصعود على أنها مبالغ فيها. وتُعد مجموعة "غولدمان ساكس" من بين عدة بنوك تتوقع استمرار ارتفاع الأسعار في عام 2026، واضعة سيناريو أساسياً يبلغ 4900 دولار للأونصة مع مخاطر صعودية. وقالت إن مستثمري الصناديق المتداولة بدأوا التنافس مع البنوك المركزية على الإمدادات المادية المحدودة.

كتب الاستراتيجي لدى "بيبرستون غروب ليمتد" ديلين وو في مذكرة: "لا تزال مشتريات البنوك المركزية، والطلب الفعلي، والتحوط الجيوسياسي، تشكل ركائز على المديين المتوسط والطويل، في حين تواصل سياسة الاحتياطي الفيدرالي وأسعار الفائدة الحقيقية قيادة التقلبات الدورية".


وأضاف: "بدأ لاعبون جدد، مثل مُصدري العملات المستقرة كـ(تيذر) وبعض إدارات الشركات التي تقوم بتخزين المعادن، في تخصيص استثمارات للذهب. وتضيف هذه القاعدة الرأسمالية الأوسع مرونة إلى الطلب".

ارتفاع أسعار الفضة والبلاتين

ارتفع سعر الفضة مدعوماً بتدفقات مضاربية واستمرار اختلالات المعروض عبر مراكز التداول الرئيسية، عقب موجة ضغط بيعي تاريخية في أكتوبر.

كما قفز إجمالي حجم التداول على عقود الفضة الآجلة في شنغهاي في وقت سابق من هذا الشهر إلى مستويات قريبة من تلك المسجلة خلال الأزمة قبل بضعة أشهر.

وواصل البلاتين الصعود للجلسة الثامنة على التوالي ليتداول فوق ألفي دولار للأونصة للمرة الأولى منذ عام 2008. ويأتي ذلك في وقت ارتفع فيه المعدن، الذي صعد بنحو 125% هذا العام، بوتيرة أسرع في الأيام الأخيرة مع ظهور مؤشرات على تشديد السوق في لندن.

وتقوم البنوك بإيداع كميات أكبر من المعدن في الولايات المتحدة للتحوط من مخاطر الرسوم الجمركية، فيما كانت الصادرات إلى الصين قوية مع نمو الطلب وبدء تداول العقود في بورصة غوانغتشو للعقود الآجلة.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% إلى 4412.94 دولار للأونصة عند الساعة 9:21 صباحاً بتوقيت لندن. وصعدت الفضة بنسبة 2.6% إلى 68.88 دولار. وارتفع البلاتين بنسبة 4.3%، فيما صعد البلاديوم بأكثر من 3%. وتراجع مؤشر "بلومبرغ" الفوري للدولار بنسبة 0.2%.
 
عودة
أعلى