
تراجع سعر الذهب عن المستوى القياسي الذي بلغه الثلاثاء في ظل تحركات محدودة في معظم فئات الأصول قبيل صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من اليوم.
تداول المعدن النفيس صباح الأربعاء قرب 3664 دولاراً للأونصة، أي أقل بنحو 40 دولاراً من الذروة القياسية التي بلغها الثلاثاء عند 3703.07 دولار. وجاء الصعود الأخير مدفوعاً أيضاً بهبوط مؤشر الدولار الأميركي إلى مستويات لم يشهدها منذ مارس 2022، ما يجعل الذهب أرخص ثمناً لحاملي العملات الأخرى.
يركّز المستثمرون على نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي، حيث يرى المتعاملون أن خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بات مؤكداً تقريباً. حتى بيانات مبيعات التجزئة الأميركية القوية التي صدرت الثلاثاء لم تغيّر كثيراً من هذه الرهانات. ومعلوم أن انخفاض الفائدة يدعم الذهب، لأنه أصل لا يدر عوائد.
ارتفع الذهب بأكثر من 40% منذ بداية العام، مدعوماً بجملة عوامل تشمل الضبابية الجيوسياسية، والمخاوف من تأثيرات سلبية محتملة للرسوم الأميركية على الاقتصاد العالمي، فضلاً عن زيادة مشتريات البنوك المركزية– لا سيما من الأسواق الناشئة.
وتتزايد التوقعات باستمرار الزخم الصعودي في السوق، إذ تتوقع "غولدمان ساكس" أن ترتفع الأسعار لتقترب من 5000 دولار للأونصة، إذا تحولت حتى نسبة ضئيلة (1%) من حيازة السندات الخاصة إلى الذهب.
في موازاة ذلك، تعززت جاذبية المعدن مع تصاعد ضغوط الرئيس دونالد ترمب على الفيدرالي. النزاع القانوني مع الحاكمة ليزا كوك، إلى جانب تعيين مستشاره الاقتصادي ستيفن ميران في المجلس، أثارا مخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية الأميركية، ودفعا بالمستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.
تراجع الذهب 0.6% إلى 3666.31 دولار للأونصة بحلول الساعة 11:17 صباحاً بتوقيت لندن. واستقر مؤشر "بلومبرغ" للدولار بعد تراجعه 0.5% الثلاثاء. فيما تراجعت أسعار الفضة، والبلاتين، والبلاديوم بأكثر من 1.5%.