سجلت قيمة الاستثمارات الجديدة التي نفذتها الشركات الصينية لدى الدول التي تقع ضمن مبادرة الحزام والطريق مستويات قياسية في العام الجاري.
ويتضارب توسع الصين في الأسواق الخارجية، وانخراطها المتزايد مع الدول تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق، بشكل صارخ مع نهج أميركا التي تفرض تعرفات على الشركاء التجاريين في أنحاء العالم.
ووفقاً للدراسة التي نشرتها جامعة جيريفيث الاسترالية، ومركز التمويل والتنمية الخضراء ومقره بكين، بلغت استثمارات الصين وعقود التشييد في الدول الأعضاء بالمبادرة مستويات 124 مليار دولار عبر 176 صفقة في أول 6 أشهر من العام الجاري، وهو ما يتجاوز مستويات 122 مليار دولار عن إجمالي العام الماضي.
وبحسب مؤلف الدراسة كريستوف نيدويل والتي نقلتها صحيفة فاينانشال تايمز، فإن ارتفاع المشاركة الصينية هذا العام مفاجئ، حتى بالقياس إلى النمو المتزايد في نشاط مبادرة الحزام والطريق منذ الجائحة.
كما أشار إلى أن ما يميز 2025 أيضاً هو الحجم، حيث تجاوز حجم العديد من الصفقات مستويات 10 مليارات دولار.
تباطؤ الاقتصاد الصيني والحرب التجارية يعززان الاستثمار الخارجي
وأكد أن تباطؤ نمو الاقتصاد المحلي، والحاجة إلى تنويع سلاسل الإمدادات والأسواق بسبب الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شجع العديد من الشركات الصينية إلى النظر إلى الخارج. فيما رأت دول المبادرة الفرصة لتعميق العلاقات مع الصين، وسط الديناميكيات الجيواقتصادية العالمية المتغيرة.وانطلقت مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، واستخدمها الرئيس الصيني من أجل تعميق التأثير الاقتصادي لبكين، والعلاقات التجارية مع 150 دولة، بشكل خاص في العالم النامي.
ومع الأخذ في الاعتبار النصف الأول من العام الجاري، وصل إجمالي قيمة العقود والاستثمارات تحت المبادرة إلى 1.3 تريليون دولار، بما في ذلك عقود في قطاع البناء بقيمة 775 مليار دولار، وبنحو 533 مليار دولار في قطاع الاستثمارات غير المالية.
كما كشفت الدراسة أن مشاركة الصين في مجال الطاقة خلال 2025، كانت الأعلى من أي فترة منذ تدشين المبادرة. وحظت إفريقيا بنصيب الأسد من حيث قيمة الاستثمارات وعقود البناء في هذا المجال بواقع 39 مليار دولار، فيما تلقى وسط آسيا 25 مليار دولار.