الغدر فى الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,858
الإقامة
مصر
الغدر فى الإسلام

الغدر فى القرآن:
بين الله لنبيه(ص)أنه يحدث فى القيامة أن يوضع الكتاب أى يسلم أى يؤتى سجل الأعمال لكل واحد مصداق لقوله تعالى:
"فأما من أوتى كتابه بيمينه"
وقوله تعالى:
"وأما من أوتى كتابه وراء ظهره"
وترى المجرمين مشفقين مما فيه والمراد وتشاهد الكافرين خائفين من الموجود فى سجل كل واحد منهم فيقولون :
يا ويلنا أى يا عذابنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها والمراد مال هذا السجل لا يترك قليل ولا كثير إلا سجله وهذا يعنى أن كل شىء مسجل فى الكتاب ،ووجدوا ما عملوا حاضرا والمراد ولقوا ما صنعوا موجودا فى الكتاب ولا يظلم ربك أحدا أى ولا ينقص خالقك فردا وهذا يعنى أنه لا ينقص حق مخلوق فى الأخرة .
وفى هذا قال تعالى :
"ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا "
وبين الله لنبيه(ص)أن فى يوم القيامة يحدث التالى :يسير الجبال أى يحرك الرواسى فى الجو أى يبس الرواسى مصداق لقوله تعالى:
"وبست الجبال بسا"
ويرى الأرض بارزة والمراد يشاهد الإنسان الأرض مخرجة ما فى باطنها مصداق لقوله تعالى:
"وأخرجت الأرض أثقالها "
وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا والمراد وبعثناهم فلم نترك منهم واحدا دون بعث وعرضوا على ربك صفا والمراد وادخلوا نار إلهك طابورا وهذا يعنى أنهم يدخلون النار فى سورة زمر أى مجموعات منظمة مصداق لقوله تعالى:
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"
وقيل للكفار :لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة والمراد لقد أتيتمونا كما أنشأناكم أسبق مرة،بل زعمتم أى لقد قلتم ألن نجعل لكم موعدا والمراد أننا لن نحدد لكم موعد للبعث وهذا هو قولهم مصداق لقوله: "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت"
وفى هذا قال تعالى :
"ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا"
والغدر فى الفقه يدور حول معنى :
نقض العهد ويطلق عليه الخيانة والغلول والخداع والغول والمراد أخذ حقوق الخرين أو الاعتداء عليهم مع وجود معاهدة سلام
وقد اتفق الفقهاء على حرمة الغدر سواء اطلق عليه هذا اللفظ او غيره ومن ثم المسلم لا يكون غادرا لأن من صفات المسلمين :
الوفاء بالعهد
وفى هذا قال تعالى:
{وأوْفُوا بالْعهْد إنّ الْعهْد كان مسْئُولاً}
واستدل الفقهاء بحديث
" أرْبعٌ منْ كُنّ فيه كان مُنافقًا خالصًا، ومنْ كانتْ فيه خصْلةٌ منْهُنّ كانتْ فيه خصْلةٌ من النّفاق حتّى يدعها: إذا اُؤْتُمن خان، إذا حدّث كذب. وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. "
وفى رواية ثلاث آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإن اؤتمن خان"رواه البخارى ومسلم والترمذى
ونلاحظ أن ثلاث غير أربع وهم يناقضون قولهم "آية النفاق حب الأنصار"رواه مسلم
وبغض الأنصار غير مذكور فى الأربع مما يعنى وجود صفة خامسة والخطأ المشترك هنا هو أن المنافق له 3 أو 4 صفات فقط هى الخيانة والكذب والغدر والفجور ويخالف هذا أن الله ذكر لهم صفات أخرى وهى لحن القول كما بقوله تعالى:
"أم حسب الذين فى قلوبهم مرض أن لن يخرج أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول "
والمراءة ومنع الماعون مصداق لقوله تعالى:
"الذين هم يراءون ويمنعون الماعون "
وكذلك :
إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة وفى رواية 000فيقال هذه غدرة فلان بن فلان وفى رواية من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة وفى رواية ينصب لكل غادر لواء 00وفى رواية ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته الترمذى وأبو داود وابن ماجة والبخارى ومسلم
- صلى بنا رسول الله يوما صلاة العصر بنهار ثم قام خطيبا فلم يدع خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وكان فيما قال 000ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة 000ألا وإن الغضب جمرة فى قلب ابن آدم 000الترمذى وأبو داود ومسلم والبخارى
والخطأ الخاص الأول هو أن النبى(ص)ذكر أحداث الدنيا كلها لقيام الساعة من العصر للمغرب ويخالف هذا أن النبى(ص)لا يعلم الغيب مصداق لقوله تعالى :
"ولا أعلم الغيب "
كما أن ذكر ألوف الألوف من السنين فى ثلاث أو خمس ساعات أمر محال لأن ذلك يحتاج لسنوات وليس ساعات
والخطأ الثانى وجود جمرة للغضب فى القلب ويخالف هذا أن الإنسان ليس فيه نار أبدا لأنه مكون من لحم ودم وليس من نار والخطأ المشترك بين الحديثين هو وجود لواء غدر مع الغادر يوم القيامة ويخالف هذا إتيان الإنسان فردا ليس معه شيئا وفى هذا قال تعالى :
"ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم "
-قدم على رسول الله وفد بنى عامر بن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل 000فهم عامر بن الطفيل بالغدر برسول الله0000 فلما ولى قال رسول الله اللهم اكفنى عامر000وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله على عامر الطاعون فى عنقه 0000فقالوا ما وراءك يا أربد0000فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما "رواه الطبرى فى تاريخه
والخطأ هنا حدوث معجزة هى قتل عامر وأربد استجابة لقول النبى (ص) وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "فهنا منع الله المعجزات عن الناس بسبب تكذيب الأقوام السابقة بها وبين الله لنبيه (ص) أنه لو كان عظم عليه كفر الناس فإن قدر أن يأتيهم بمعجزة أى آية فليفعل بالنزول فى نفق فى الأرض أو بالصعود على سلم فى السماء للمجىء بها ومع هذا لن يأتى بها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية "وطلب منه أن يبين للناس أنه بشر مثلهم لا يزيد عنهم سوى فى نزول الوحى إليه مصداق لقوله تعالى بسورة الكهف "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى ".
-ثلاثة لعنهم الله من تقدم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ورجل سمع حى على الصلاة حى على الفلاح فلم يجب "رواه الحاكم فى المستدرك والخطأ هو لعن سامع الآذان ولم يصل وقت الآذان وهو نفس خطأ الحديث الثانى وهو يناقض الأقوال التالية "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة 000رجل على فضل ماء 000ورجل بايع رجلا 000ورجل بايع إماما "و"ثلاثة لا يكلمهم الله0000المسبل إزاره والمنان عطاءه والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"و"ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة 000رجل أعطى بى ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر000"رواهم كلهم ابن ماجة فهذه الأقوال ليس بها ما يتفق مع بعضها فى المعنى رغم تحديد العدد بثلاثة فإنها 8 أشياء مختلفة لم تتفق روايتان منها إلا على الرجل البائع سلعته والقول لا يتفق مع أى منها بشىء وكل هذا تناقض .
وهى أحاديث لم يقلها النبى(ص)منها شىء
ومن تلك الأحاديث التى لم تحدث أيضا ما يلى :
أن أبا بصيرٍ رضي اللّهُ عنْهُ لمّا جاء إلى النّبيّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم وجاء الْكُفّارُ في طلبه - حسب الْعهْد - قال لهُ النّبيُّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم يا أبا بصيرٍ إنّ هؤُلاء الْقوْم قدْ صالحُونا على ما قدْ علمْت وإنّا لا نغْدرُ، فالْحقْ بقوْمك. . . فإنّ اللّه جاعلٌ لك ولمنْ معك من الْمُسْتضْعفين من الْمُؤْمنين فرجًا ومخْرجًا ..."

قطعا لم يكن صلح الحديبية فيه الشروط الجائرة المذكورة وإنما كان الصلح على عدم الاعتداء والحج فى العام التالى
 
عودة
أعلى