
تراجعت أسعار النفط بعد ثلاثة أيام من المكاسب، في وقت يُقيّم فيه المستثمرون تداعيات الضربات الأوكرانية الأخيرة على منشآت النفط الروسية، بالتزامن مع توقعات بعودة فائض في المعروض خلال الأشهر المقبلة.
جرى تداول خام برنت قرب 68 دولاراً للبرميل بعد صعود نسبته 3.2% خلال الجلسات الثلاث الماضية، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط قرب 64 دولاراً. وجاء ذلك عقب استهداف أوكرانيا مصفاة "ساراتوف" في أحدث هجماتها على البنية التحتية للطاقة الروسية، وهي منشأة تُعد من أبرز المصافي في البلاد.
وبحسب "غولدمان ساكس"، ساهمت هذه الضربات المتكررة في خفض إنتاج روسيا، العضو في تحالف "أوبك+"، إلى أدنى مستوياته منذ جائحة كوفيد.
ورغم الارتفاعات الأخيرة، لا تزال الأسعار محصورة ضمن نطاق لا يتجاوز 5 دولارات للبرميل منذ مطلع أغسطس، نتيجة تجاذب بين تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتوقعات بتزايد المعروض عالمياً، في ظل تسارع وتيرة عودة إنتاج دول "أوبك+".
في موازاة ذلك، تدرس المفوضية الأوروبية فرض عقوبات على شركات في الصين والهند تُسهل تجارة النفط الروسي، ضمن حزمة قيود جديدة تهدف إلى زيادة الضغط على الكرملين. وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيُقترح عليه تسريع التخلص التدريجي من واردات الوقود الأحفوري الروسي.
قال موكيش ساهدف، الرئيس التنفيذي لشركة التحليلات "Xanalysts" ومقرها سيدني: "إن الزخم الجيوسياسي الداعم للأسعار –خصوصاً الضربات المزدوجة التي تستهدف محطات تصدير النفط والمصافي الروسية– سيواصل دعم السوق"، مضيفاً أن "تحركات أوبك لضبط الإمدادات قد تُقيّد المكاسب".
من جانب آخر، أظهر تقرير صناعي أولي في الولايات المتحدة انخفاضاً في مخزونات الخام بواقع 3.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهي أكبر وتيرة تراجع خلال شهر، في انتظار التأكيد عبر البيانات الرسمية في وقت لاحق اليوم.
في الأسواق الآجلة، بقيت تقلبات برنت الضمنية للعقد الثاني عند أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أسابيع، في وقت لا تزال الأسعار الفورية تدور في نطاق تداول ضيق منذ أوائل أغسطس.