
قال الرئيس دونالد ترمب إنه كان يجب على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار يعادل ضعف الخفض الذي أعلنه، بعد أن نفّذ البنك المركزي ثالث خفض متتالٍ، مواصلاً بذلك حملة الضغط التي يمارسها على رئيسه جيروم باول.
ووصف ترمب خفض أسعار الفائدة البالغ ربع نقطة مئوية بأنه "رقم صغير نوعاً ما كان يمكن أن يُضاعف على الأقل"، وهاجم باول يوم الأربعاء قائلاً إنه "عنيد" و"عديم الفائدة".
وقال ترمب في البيت الأبيض: "علينا أن نتبنى عقلية لا تقتل النمو عندما يكون أداء الاقتصاد في وضع جيد"، مضيفاً: "هذا ما يقومون به. إنهم يقتلون النمو".
وصوّتت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بنتيجة 9 مقابل 3 يوم الأربعاء لخفض سعر الفائدة الأساسي إلى نطاق بين 3.5% و3.75%.
كما غيّرت بصياغة طفيفة في بيانها بما يشير إلى مزيد من عدم اليقين حول موعد الخفض التالي للفائدة. ويمثل ذلك أول مرة منذ عام 2019 يصوّت فيها ثلاثة مسؤولين ضد قرار سياسي، مع وجود معارضين من كلا طرفي الطيف السياسي النقدي.
ضغوط من ترمب على قيادة الفيدرالي
قد تحرك ترمب لفرض سيطرة أكبر على الاحتياطي الفيدرالي في ولايته الثانية، معبّراً بانتظام عن إحباطه من أن الفيدرالي لم يخفض تكاليف الاقتراض بشكل أكثر قوة تحت قيادة باول، كما أنه يسعى للعثور على رئيس جديد للفيدرالي يتوقع ترمب منه خفض أسعار الفائدة.وتقترب عملية البحث من مراحلها النهائية، إذ قال ترمب للصحفيين الثلاثاء إنه ينظر في "اثنين من الأشخاص المختلفين" للمنصب، لكنه لديه بالفعل "فكرة جيدة عمن أريده".
ويُنظر إلى مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت على أنه المرشح الأوفر حظاً، وقد ألمح ترمب مراراً إلى ذلك. ولكن الرئيس معروف بقراراته المفاجئة في اختيار الشخصيات، وأن أي تحرك لا يصبح نهائياً إلا عندما يُعلن الترشيح.
ويتولى وزير الخزانة سكوت بيسنت الإشراف على عملية الاختيار، مع وجود كل من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر وميشيل بومان، وعضو المجلس السابق كيفن وورش، ومدير "بلاك روك" ريك ريدر، ضمن المرشحين النهائيين الآخرين.
وقال ترمب إنه سيعلن قريباً عن خياره لرئاسة الفيدرالي، لكنه حذّر من أن ذلك قد يتأخر إلى أوائل 2026، مما يغذي توقعات الأسواق والمستثمرين. وتنتهي فترة باول رئيساً في مايو، لكنه يستطيع البقاء في مجلس المحافظين لعامين إضافيين.
ومن المقرر أن يبدأ ترمب هذا الأسبوع مقابلات مع المرشحين، بحسب ما أفادت "فايننشال تايمز"، إذ من المقرر أن يجتمع الرئيس وبيسنت يوم الأربعاء مع وورش. كما يتوقع أن يعقد ترمب وبيسنت مقابلة واحدة على الأقل الأسبوع المقبل، وفقاً للصحيفة.
ترمب يهدد بإقالة محافظين عيّنهم بايدن
وأطلق ترمب خلال تجمع انتخابي ليل الثلاثاء هجوماً جديداً على استقلالية البنك المركزي، مشيراً إلى إمكانية أن يسعى لإقالة محافظين في الفيدرالي عيّنهم سلفه الرئيس جو بايدن، إذا كانت تفويضاتهم قد وُقعت عبر "قلم أوتوماتيكي".لكن هذا السيناريو غير مرجح حدوثه. فمن شبه المؤكد أن يلجأ المحافظون إلى القضاء للطعن في أي محاولة لإبطال تعيينات أقرها مجلس الشيوخ. ويستكمل الرؤساء التعيينات عبر توقيع تفويض رسمي بعد موافقة مجلس الشيوخ، لإضفاء الطابع الرسمي على تولي المنصب الفيدرالي.
وكان ترمب قد تحرك في وقت سابق من هذا العام لإقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، مستنداً إلى ادعاءات بأنها ارتكبت عملية احتيال عقاري. ونفت كوك هذه الادعاءات ورفعت دعوى قضائية لمنع إقالتها. وقد قالت المحكمة العليا إنها ستستمع إلى المرافعات الشفوية في القضية في يناير.