توتر جديد بين واشنطن والاتحاد الأوروبي تقوض الاتفاق التجاري بين الطرفين

jawad ali

عضو نشيط
المشاركات
1,857
الإقامة
Turkey
1759930428976.png

أعتبر مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن المطالب الأميركية الجديدة بتقديم تنازلات، إلى جانب إجراءات أخرى، قد تُقوض الاتفاق الأخير الذي جنب الحلفاء الانزلاق إلى حرب تجارية.

في وقت سابق من هذا الشهر، قدمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الاتحاد الأوروبي مقترحاً جديداً يهدف إلى تطبيق مبادئ التجارة "المتبادلة والعادلة والمتوازنة"، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لمناقشة مداولات خاصة.


وأوضح بعض هؤلاء أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يرون أن الطلبات الأميركية تتسم بالمبالغة، وأن حجم التنازلات المطلوبة كبير، في حين امتنعوا عن الإفصاح عن تفاصيل المطالب الأميركية لأن الدول الأعضاء من المقرر أن تتلقى إحاطة رسمية حول سير المناقشات يوم الأربعاء.

تأتي هذه المطالب الجديدة بينما يستعد الجانبان للتفاوض حول الخطوات التالية للاتفاق التجاري الذي أُبرم خلال الصيف، والذي نص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي المتجهة إلى الولايات المتحدة.


بحسب الأشخاص المطلعين، تسعى الولايات المتحدة إلى فتح باب النقاش حول تشريعات الاتحاد الأوروبي، بما فيها القواعد الرقمية والتكنولوجية، إلى جانب متطلبات امتثال الشركات واللوائح التنظيمية المتعلقة بالمناخ. وأكد الاتحاد الأوروبي مراراً أن الحفاظ على الاستقلالية التنظيمية يٌعد خطاً أحمر، لكنه أبدى استعداده للتشاور مع الجانب الأميركي بشأن كل ملف.

لم ترد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، فوراً على طلب للتعليق، كما لم يستجب البيت الأبيض على استفسار أُرسل خارج ساعات العمل الرسمية.

تخفيف متبادل للرسوم

اتخذ الجانبان عدة خطوات لتنفيذ الاتفاقية التجارية خلال الأشهر الأخيرة.

فقد أكدت إدارة ترمب أن السيارات الأوروبية ستستفيد من الرسوم المخفضة البالغة 15%، بدلاً من المعدل الأعلى البالغ 25% المطبق على بعض القطاعات الأخرى، فيما يُتوقع أن تحظى الصادرات الدوائية بالمعاملة نفسها.


في المقابل، قدم الاتحاد الأوروبي تشريعات تهدف إلى خفض الرسوم الجمركية على السلع الصناعية الأميركية وبعض الصادرات الزراعية غير الحساسة، على أن يحظى بموافقة البرلمان الأوروبي، الذي يتعين عليه أيضاً المصادقة على اتفاقية التجارة الشاملة.

غير أن المحادثات المتعلقة بخفض الرسوم الأميركية البالغة 50% على الصلب والألمنيوم لم تُحرز تقدماً ملموساً، إذ أعلن التكتل الأوروبي هذا الأسبوع عزمه تطبيق النسبة ذاتها على واردات الصلب الأجنبية التي تتجاوز حصة معينة.

توترات حول قائمة السلع

وقال الأشخاص المطلعون إن الولايات المتحدة رفضت إضافة سلع مثل النبيذ والمشروبات الروحية إلى قائمة الواردات المعفاة من الرسوم الجمركية البالغة 15%.


في المقابل، أعرب مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن قلقهم إزاء توسيع إدارة ترمب قائمة منتجات الصلب والألمنيوم المشتقة الخاضعة لرسوم قدرها 50%، واستعدادها لفرض رسوم محتملة جديدة على قطاعات أخرى مثل الأجهزة الطبية والتكنولوجية.

وأشار المطلعون إلى أن القلق يكمن في أن مجمل هذه التحركات قد يُضعف سقف الرسوم الجمركية البالغ 15% الذي تمكن التكتل من تأمينه.

قال مفوض الصناعة في الاتحاد الأوروبي ستيفان سيجورنيه في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق هذا الأسبوع: "الاستقرار هو العنصر الأهم لتسويق الاتفاق أمام القطاع الخاص والرأي العام، ومن دونه على مدى أربع سنوات سيكون من الصعب اعتبار هذا الاتفاق صفقة جيدة".

وأضاف المطلعون أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يعتزمون طلب توجيهات سياسية من الدول الأعضاء حول المقترح الأميركي وآلية التعامل مع المراحل التالية من المفاوضات.
 
عودة
أعلى