رضا البطاوى
عضو فعال
العصيان فى الإسلام
العصيان فى القرآن:
تكريه العصيان للمؤمنين :
بين الله أنه كره والمراد وبغض للمؤمنين الكفر الذى فسره بأنه الفسوق الذى فسره بأنه العصيان وهو مخالفة حكم الله وفى هذا قال تعالى:"وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان "
العاصى خالد فى النار:
بين الله أن من يعص أى ومن يخالف حكم الله ورسوله (ص)فإن له نار جهنم أى فإن له عذاب الجحيم خالدين فيها أبدا أى مقيمين فى النار دوما ، وفى هذا قال تعالى:
"ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها "
ووضح الله أن من يعص أى يخالف حكم الله ورسوله(ص) وفسره بأنه يتعد حدوده أى يعصى أحكام الله يدخله نارا والمراد يسكنه جهنم خالدا فيها والمراد باقيا فيها لا يخرج منها ولا يموت وفى هذا قال تعالى:
"ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها "
العاصى لله ضال :
وضح الله للمؤمنين أن من يعص أى يخالف أى يشاقق حكم الله ورسوله(ص)فقد ضل ضلالا مبينا أى خسرا خسرانا كبير والمراد دخل النار وفى هذا قال تعالى:" ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
الخوف سبب عدم العصيان :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم والمراد إنى أخشى عليكم عقاب يوم محيط أى كبير وهذا يعنى أنه من حرصه على علاقته بهم يخاف عليهم من عقاب الله وفى هذا قال تعالى:" قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
خوف النبى(ص)من نتيجة العصيان :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس:إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم والمراد إنى أخشى إن خالفت وحى خالقى عقاب يوم كبير وهذا يعنى أن سبب طاعته لله هى خوفه من العذاب وفى هذا قال تعالى:"قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
الخوف من نتيجة عصيان عدم تبديل الوحى :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار :ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى والمراد لا يحق لى أن أغير القرآن من عند نفسى والسبب إن أتبع إلا ما يوحى إلى والمراد إن أطيع إلا الذى يلقى إلى وهذا يعنى أنه يطيع الحكم المنزل من عند الله له وليس فيه ما يبيح له تأليف الأحكام من نفسه ،إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم أى إنى أخشى إن خالفت أمر إلهى عقاب يوم كبير وهذا يعنى أنه يمتنع عن تأليف أحكام من عند نفسه لأن هذه مخالفة لحكم الله تستوجب دخوله النار وفى هذا قال تعالى:"قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
عدم العصيان فى المعروف:
نادى الله النبى (ص)فيقول إذا جاءك المؤمنات يبايعنك والمراد إذا أتتك المصدقات بحكم الله يعاهدنك على أن لا يشركن بالله شيئا والمراد على أن لا يطعن مع حكم الله حكما أخر وفسر هذا بأن لا يسرقن أى لا يأخذن مال الغير بلا حق ولا يزنين أى ولا يرتكبن الفاحشة ولا يقتلن أولادهن والمراد ولا يذبحن عيالهن وهو الوأد ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن والمراد ولا يحضرن كذبة يؤلفنها أمامهن والمراد ولا ينسبن طفلا زورا لهن وأزواجهن دون إنجابهن له ولا يعصينك فى معروف والمراد ولا يخالفنك فى حق من الحقوق المنزلة كلها فبايعهن والمراد فعاهدهن على ذلك وفى هذا قال تعالى:"يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن "
تناجى الكفار بمعصية الرسول(ص):
سأل الله نبيه (ص) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودوا لما قالوا والمراد هل لم تدرى بالذين منعوا من الحديث الخافت ثم يرجعون لما منعوا منه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول والمراد ويتحدثون بالباطل أى الظلم أى مخالفة حكم النبى (ص)؟والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن المنافقين يتحدثون حديثا خافتا عن الإثم وهو العدوان وهو عصيان حكم النبى (ص)وهو ما حرمه الله من النجوى وفى هذا قال تعالى:"ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول "
حرمة التناجى بالمعصية :
نادى الله الذين آمنوا إذا تناجيتم والمراد إذا تحدثتم حديثا خافتا فلا تتناجوا بالإثم أى العدوان أى الظلم أى معصية أى مخالفة حكم الله المنزل على الرسول (ص)وتناجوا بالبر والتقوى والمراد وتحدثوا بالعدل أى الطيب من القول وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى "
عصيان أهل أحد :
وضح الله للمؤمنين أن الله صدقهم وعده والمراد أن الله نفذ لهم قوله إذ تحسونهم بإذنه أى حين تقتلوهم بأمر الله والمراد أن الله حقق لهم قوله بقتل الكفار فى بداية معركة أحد حتى اللحظة التى فشلوا أى تنازعوا فى الأمر أى عصوا والمراد اللحظة التى خابوا فيها أى اختلفوا فى حكم الغنائم أيتركونها أم يأخذونها فى وسط المعركة أى خالفوا أمر الرسول(ص)بالثبات من بعد ما أراهم ما يحبون والمراد من بعد ما أشهدهم الذى يودون وهو قتل الكفار وفى هذا قال تعالى:
"ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون "
تمنى من عصوا الرسول(ص) التحول لتراب :
وضح الله أن فى يوم القيامة يود الذين كفروا أى يريد الذين كذبوا بحكم الله وفسرهم الله بأنهم الذين عصوا الرسول والمراد الذين خالفوا حكم الله المنزل على النبى(ص)لو نسوى بهم الأرض والمراد لو يمهد الله بهم الأرض وفى هذا قال تعالى:"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"
عصيان العشيرة :
طلب الله من نبيه (ص)أن ينذر عشيرته الأقربين والمراد أن يبلغ الوحى لناسه الدانين وهم أهل أم القرى وأن يخفض جناحه لمن تبعه من المؤمنين والمراد وأن يذل نفسه لمن أطاعه من المصدقين ووضح له أنهم عصوه أى خالفوه فى الدين فعليه أن يقول لهم :إنى برىء مما تعملون والمراد إنى معتزل لما تفعلون والمراد إنى تارك لدينكم الذى تطيعون وفى هذا قال تعالى:"وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إنى برىء مما تعملون "
عصيان آدم(ص) ربه:
وضح الله أن الزوجين أكلا منها أى ذاقا ثمر الشجرة فكانت النتيجة أن بدت لهما سوءاتهما والمراد أن ظهرت لهما عوارتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة والمراد واستمرا يقطعان على أجسامهما من أوراق الشجرة لتغطية عوراتهما وفسر هذا بأن آدم(ص) عصى أى خالف أمر ربه بعدكم الأكل من الشجرة وفى هذا قال تعالى:
"فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى أدم ربه فغوى "
عصيان قوم نوح(ص) له:
وضح الله أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب إنهم عصونى والمراد إلهى إنهم خالفوا حكمك المنزل على واتبعوا من لم يزده وولده إلا خسارا والمراد وأطاعوا حكم من لم يمده ملكه وابنه إلا عذابا وفى هذا قال تعالى:"قال نوح رب إنهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا "
عصيان عاد الرسل(ص):
وضح الله لنبيه(ص)أن عاد جحدوا بآيات ربهم أى كفروا بأحكام إلههم وفسر هذا بأنهم عصوا رسله والمراد خالفوا حكم الله المنزل على مبعوثه لهم هود(ص) وفى هذا قال تعالى:
"وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله "
لا نصر من الله للعاصى:
وضح الله أن صالح(ص)قال لقومه :يا قوم أى يا أهلى أرأيتم إن كنت على بينة من ربى والمراد أعرفتم إن كنت على حكم من خالقى وفسره بقوله وأتانى منه رحمة أى جاءنى منه دين أى رزقنى منه فمن ينصرنى من الله إن عصيته والمراد فمن يمنع عنى عقاب الله إن خالفته ؟ وفى هذا قال تعالى:"قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وأتانى منه رحمة فمن ينصرنى من الله إن عصيته "
قول إبراهيم(ص) ومن عصانى فإنك غفور رحيم
وضح الله إبراهيم (ص)قال أى دعا الله رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فهو منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم والمراد إلهى إنهن أبعدن كثيرا من الخلق فمن أطاعنى فهو على دينى ومن خالفنى فإنك عفو نافع وفى هذا قال تعالى:" رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم "
الشيطان للرحمن عصيا
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال لأبيه : يا أبت أى يا والدى لا تعبد الشيطان أى لا تطع الهوى والمراد لا تتبع قول شهوات النفس إن الشيطان وهو الهوى أى الشهوات كان للرحمن وهو الله النافع عصيا أى مخالفا فى الأحكام ،وهذا يعنى أن إبراهيم (ص)ينهى أباه عن عبادة الشيطان وهو شهوات النفس لأنها دائما مخالفة لأحكام الله فى الوحى وفى هذا قال تعالى :
" يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا "
عصيان هارون (ص) لموسى(ص):
وضح الله أن موسى (ص)قال لهارون (ص)ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أى ما حملك حين عرفتهم عصوا الحق ألا تطيعنى ؟أفعصيت أمرى أى هل خالفت قولى ؟ فرد هارون (ص)عليه فقال يابن أم والمراد يا ولد والدتى :لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى والمراد لا تجذبنى من شعر ذقنى أو شعر دماغى وهذا يعنى أن موسى (ص)جذب هارون (ص)من شعر ذقنه ودماغه وقال له :إنى خشيت أن تقول أى إنى خفت أن تقول فرقت بنى إسرائيل أى باعدت بين أولاد يعقوب ولم ترقب قولى أى ولم تنتظر حكمى وفى هذا قال تعالى:"قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمرى قال يابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى "
موسى(ص) يعلن عدم عصيان العبد الصالح(ص)
وضح الله أن موسى (ص)قال للعبد الصالح(ص):ستجدنى إن شاء الله صابرا أى ستلقانى إن أراد الله مطيعا وفسر هذا بقوله ولا أعصى لك أمرا أى ولا أخالف لك حكما وفى هذا قال تعالى:
"قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا"
سبب غضب الله عصيان القوم:
وضح الله أن الذلة الدنيوية وغضب الله على اليهود سببه أنهم كانوا يعصون أحكام الله ويذبحون الرسل(ص)بغير ذنب ارتكبوه أى بالذى خالفوا أحكام الله أى بالذى كانوا يكفرون وفى هذا قال تعالى:
"ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
سبب ضرب الذلة العصيان :
وضح الله للمؤمنين أن اليهود ضربت عليهم الذلة وفسرها بأنها المسكنة أى المهانة والمراد فرضت عليهم المهانة أين ما ثقفوا والمراد فى أى مكان يوجدوا فيه ويستثنى من الحكم أن يكون لهم حبل من الله أى قوة أى سبب من الله وهى إمدادهم بالأولاد والأموال وحبل من الناس والمراد ضعف الخلق وتراخيهم مع اليهود ومن ثم يستقوى اليهود عليهم ومن ثم باءوا بغضب من الله أى عادوا بعقاب من النار والسبب فى ضرب المسكنة عليهم والغضب هو أنهم كانوا يكفرون بآيات الله والمراد أنهم كانوا يعصون أحكام الله ومن العصيان أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق والمراد أنهم كانوا يذبحون الرسل(ص)دون جريمة يستحقون عليها القتل وفسر الله كفرهم بأنهم عصوا أى خالفوا حكم الله وفسره بأنهم كانوا يعتدون أى يخالفون حكم الله وفى هذا قال تعالى:
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "
يحيى(ص) ليس عصيا
وضح الله أن يحيى (ص) لم يكن عصيا أى مخالفا للوحى الإلهى وفى هذا قال تعالى :" ولم يكن جبارا عصيا "
اللعنة سببها العصيان :
وضح الله أن الذين كفروا أى كذبوا من بنى إسرائيل لعنوا أى ذموا والمراد طلب لهم من الله العقاب على لسان أى بدعاء كل من داود(ص) وعيسى ابن مريم(ص) والسبب فى الدعاء هو ما عصوا أى ما كانوا يعتدون والمراد بسبب ما خالفوا دين الله أى كانوا يظلمون وفى هذا قال تعالى:
"لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
قول اليهود سمعنا وعصينا :
وضح الله أن اليهود قالوا فى العلن سمعنا وأطعنا ولكن فى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والمعنى قالوا عرفنا وخالفنا فى أنفسهم وفى هذا قال تعالى:"قالوا سمعنا وعصينا "
المحرفون والعصيان :
وضح الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله وهم يقولون :سمعنا وعصينا أى عرفنا المعنى الحقيقى وخالفنا وفى هذا قال تعالى:"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا "
نتيجة عصيان فرعون :
وضح الله إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم والمراد إنا بعثنا لكم نبيا مبلغا للوحى حاكما بينكم بالحق كما أرسلنا أى كما بعثنا إلى فرعون رسولا أى مبعوثا مبلغا للوحى فعصى فرعون الرسولا أى فخالف فرعون حكم المبلغ له أخذناه أخذا وبيلا أى دمرناه تدميرا تاما أى رابيا وفى هذا قال تعالى:
"إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا فأخذناه أخذا وبيلا "
عصيان قوم فرعون ومن قبلهم رسول الله:
وضح الله أن فرعون ومن قبله وهم قومه والمؤتفكات وهم قوم لوط(ص)جاءوا بالخاطئة والمراد ارتكبوا الخطيئة وهى الكفر وفسرها بأنهم عصوا رسول ربهم والمراد خالفوا حكم مبعوث إلههم فكانت النتيجة أن أخذهم أخذة رابية والمراد أن دمرهم تدميرا تاما حيث لم يترك منهم أحدا وفى هذا قال تعالى "وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية "
عصيان فرعون من قبل :
وضح الله لنبيه(ص)أنه أرسل ملاكا لفرعون فقال له:الآن تعلن إسلامك وقد عصيت أى خالفت حكمى من قبل أى كنت من المفسدين أى الكافرين بدينى وهذا يعنى أنه يذكره بكفره ،فاليوم ننجيك ببدنك والمراد فالآن ننقذك بجسمك والسبب لتكون لمن خلفك آية والمراد لتصبح لمن يعيش بعدك عظة يعتبر بها وفى هذا قال تعالى:"الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
ملائكة النار لا تعصى الله :
نادى الله الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة والمراد امنعوا عن ذواتكم وعائلاتكم سعيرا طعامه الكفار وفسر الله النار بأنها الحجارة أى السجن عليها والمراد يحرسها ملائكة غلاظ شداد والمراد ملائكة فظاظ أقوياء لا يعصون الله ما أمرهم والمراد لا يخالفون الرب الذى أخبرهم وفسرهم بأنهم يفعلون ما يؤمرون أى ينفذون ما يقول الله لهم وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
العصيان فى الأحاديث :
ورد العصيان فى العديد من الأحاديث مثل:
"أن رجلا خطب عند النبى فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله "رواه مسلم
والخطأ هنا هو ذم النبى (ص)-وهو ما لم يحدث- للخطيب بسبب قوله ومن يعصهما فقد غوى وهو خطأ لأن كلام الخطيب صواب كما أن أقوال الله نفسه فى القرآن أتى فيها إخفاء اسم المعصى كثيرا كقوله بسورة هود "فمن ينصرنى من الله إن عصيته "قوله بسورة نوح"رب إنهم عصونى "وكلمات عصيته وعصونى ليس خلفها اسم المعصى ولكن فيها الضمير الذى يشير له بالضبط ككلمة يعصهما ومن ثم فالحكاية لم تقع سئل رسول الله عن أصحاب الأعراف فقال هم رجال قتلوا فى سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة وهم على سور بين الجنة والنار وفى رواية أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت سيئاتهم عن الجنة البزار والخطأ هو أن سبب وجود أصحاب الأعراف على السور هو عصيانهم للآباء أو تجاوز حسناتهم بهم للنار وقصور السيئات عن الجنة ويعارض هذا أن السبب فى القرآن هو قسم أصحاب الأعراف أن أشخاص بعينهم سيدخلون النار وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون "ونلاحظ تناقضا فى السبب بين "وهم عصاة لأباءهم "وبين قولهم "قوم تجازوت بهم حسناتهم النار وقصرت سيئاتهم عن الجنة "فهم فى الأولى عصاة للأباء وفى الثانية مسيئين
العصيان فى القرآن:
تكريه العصيان للمؤمنين :
بين الله أنه كره والمراد وبغض للمؤمنين الكفر الذى فسره بأنه الفسوق الذى فسره بأنه العصيان وهو مخالفة حكم الله وفى هذا قال تعالى:"وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان "
العاصى خالد فى النار:
بين الله أن من يعص أى ومن يخالف حكم الله ورسوله (ص)فإن له نار جهنم أى فإن له عذاب الجحيم خالدين فيها أبدا أى مقيمين فى النار دوما ، وفى هذا قال تعالى:
"ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها "
ووضح الله أن من يعص أى يخالف حكم الله ورسوله(ص) وفسره بأنه يتعد حدوده أى يعصى أحكام الله يدخله نارا والمراد يسكنه جهنم خالدا فيها والمراد باقيا فيها لا يخرج منها ولا يموت وفى هذا قال تعالى:
"ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها "
العاصى لله ضال :
وضح الله للمؤمنين أن من يعص أى يخالف أى يشاقق حكم الله ورسوله(ص)فقد ضل ضلالا مبينا أى خسرا خسرانا كبير والمراد دخل النار وفى هذا قال تعالى:" ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
الخوف سبب عدم العصيان :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم والمراد إنى أخشى عليكم عقاب يوم محيط أى كبير وهذا يعنى أنه من حرصه على علاقته بهم يخاف عليهم من عقاب الله وفى هذا قال تعالى:" قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
خوف النبى(ص)من نتيجة العصيان :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس:إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم والمراد إنى أخشى إن خالفت وحى خالقى عقاب يوم كبير وهذا يعنى أن سبب طاعته لله هى خوفه من العذاب وفى هذا قال تعالى:"قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
الخوف من نتيجة عصيان عدم تبديل الوحى :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار :ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى والمراد لا يحق لى أن أغير القرآن من عند نفسى والسبب إن أتبع إلا ما يوحى إلى والمراد إن أطيع إلا الذى يلقى إلى وهذا يعنى أنه يطيع الحكم المنزل من عند الله له وليس فيه ما يبيح له تأليف الأحكام من نفسه ،إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم أى إنى أخشى إن خالفت أمر إلهى عقاب يوم كبير وهذا يعنى أنه يمتنع عن تأليف أحكام من عند نفسه لأن هذه مخالفة لحكم الله تستوجب دخوله النار وفى هذا قال تعالى:"قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
عدم العصيان فى المعروف:
نادى الله النبى (ص)فيقول إذا جاءك المؤمنات يبايعنك والمراد إذا أتتك المصدقات بحكم الله يعاهدنك على أن لا يشركن بالله شيئا والمراد على أن لا يطعن مع حكم الله حكما أخر وفسر هذا بأن لا يسرقن أى لا يأخذن مال الغير بلا حق ولا يزنين أى ولا يرتكبن الفاحشة ولا يقتلن أولادهن والمراد ولا يذبحن عيالهن وهو الوأد ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن والمراد ولا يحضرن كذبة يؤلفنها أمامهن والمراد ولا ينسبن طفلا زورا لهن وأزواجهن دون إنجابهن له ولا يعصينك فى معروف والمراد ولا يخالفنك فى حق من الحقوق المنزلة كلها فبايعهن والمراد فعاهدهن على ذلك وفى هذا قال تعالى:"يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن "
تناجى الكفار بمعصية الرسول(ص):
سأل الله نبيه (ص) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودوا لما قالوا والمراد هل لم تدرى بالذين منعوا من الحديث الخافت ثم يرجعون لما منعوا منه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول والمراد ويتحدثون بالباطل أى الظلم أى مخالفة حكم النبى (ص)؟والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن المنافقين يتحدثون حديثا خافتا عن الإثم وهو العدوان وهو عصيان حكم النبى (ص)وهو ما حرمه الله من النجوى وفى هذا قال تعالى:"ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول "
حرمة التناجى بالمعصية :
نادى الله الذين آمنوا إذا تناجيتم والمراد إذا تحدثتم حديثا خافتا فلا تتناجوا بالإثم أى العدوان أى الظلم أى معصية أى مخالفة حكم الله المنزل على الرسول (ص)وتناجوا بالبر والتقوى والمراد وتحدثوا بالعدل أى الطيب من القول وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى "
عصيان أهل أحد :
وضح الله للمؤمنين أن الله صدقهم وعده والمراد أن الله نفذ لهم قوله إذ تحسونهم بإذنه أى حين تقتلوهم بأمر الله والمراد أن الله حقق لهم قوله بقتل الكفار فى بداية معركة أحد حتى اللحظة التى فشلوا أى تنازعوا فى الأمر أى عصوا والمراد اللحظة التى خابوا فيها أى اختلفوا فى حكم الغنائم أيتركونها أم يأخذونها فى وسط المعركة أى خالفوا أمر الرسول(ص)بالثبات من بعد ما أراهم ما يحبون والمراد من بعد ما أشهدهم الذى يودون وهو قتل الكفار وفى هذا قال تعالى:
"ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون "
تمنى من عصوا الرسول(ص) التحول لتراب :
وضح الله أن فى يوم القيامة يود الذين كفروا أى يريد الذين كذبوا بحكم الله وفسرهم الله بأنهم الذين عصوا الرسول والمراد الذين خالفوا حكم الله المنزل على النبى(ص)لو نسوى بهم الأرض والمراد لو يمهد الله بهم الأرض وفى هذا قال تعالى:"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"
عصيان العشيرة :
طلب الله من نبيه (ص)أن ينذر عشيرته الأقربين والمراد أن يبلغ الوحى لناسه الدانين وهم أهل أم القرى وأن يخفض جناحه لمن تبعه من المؤمنين والمراد وأن يذل نفسه لمن أطاعه من المصدقين ووضح له أنهم عصوه أى خالفوه فى الدين فعليه أن يقول لهم :إنى برىء مما تعملون والمراد إنى معتزل لما تفعلون والمراد إنى تارك لدينكم الذى تطيعون وفى هذا قال تعالى:"وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إنى برىء مما تعملون "
عصيان آدم(ص) ربه:
وضح الله أن الزوجين أكلا منها أى ذاقا ثمر الشجرة فكانت النتيجة أن بدت لهما سوءاتهما والمراد أن ظهرت لهما عوارتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة والمراد واستمرا يقطعان على أجسامهما من أوراق الشجرة لتغطية عوراتهما وفسر هذا بأن آدم(ص) عصى أى خالف أمر ربه بعدكم الأكل من الشجرة وفى هذا قال تعالى:
"فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى أدم ربه فغوى "
عصيان قوم نوح(ص) له:
وضح الله أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب إنهم عصونى والمراد إلهى إنهم خالفوا حكمك المنزل على واتبعوا من لم يزده وولده إلا خسارا والمراد وأطاعوا حكم من لم يمده ملكه وابنه إلا عذابا وفى هذا قال تعالى:"قال نوح رب إنهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا "
عصيان عاد الرسل(ص):
وضح الله لنبيه(ص)أن عاد جحدوا بآيات ربهم أى كفروا بأحكام إلههم وفسر هذا بأنهم عصوا رسله والمراد خالفوا حكم الله المنزل على مبعوثه لهم هود(ص) وفى هذا قال تعالى:
"وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله "
لا نصر من الله للعاصى:
وضح الله أن صالح(ص)قال لقومه :يا قوم أى يا أهلى أرأيتم إن كنت على بينة من ربى والمراد أعرفتم إن كنت على حكم من خالقى وفسره بقوله وأتانى منه رحمة أى جاءنى منه دين أى رزقنى منه فمن ينصرنى من الله إن عصيته والمراد فمن يمنع عنى عقاب الله إن خالفته ؟ وفى هذا قال تعالى:"قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وأتانى منه رحمة فمن ينصرنى من الله إن عصيته "
قول إبراهيم(ص) ومن عصانى فإنك غفور رحيم
وضح الله إبراهيم (ص)قال أى دعا الله رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فهو منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم والمراد إلهى إنهن أبعدن كثيرا من الخلق فمن أطاعنى فهو على دينى ومن خالفنى فإنك عفو نافع وفى هذا قال تعالى:" رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم "
الشيطان للرحمن عصيا
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال لأبيه : يا أبت أى يا والدى لا تعبد الشيطان أى لا تطع الهوى والمراد لا تتبع قول شهوات النفس إن الشيطان وهو الهوى أى الشهوات كان للرحمن وهو الله النافع عصيا أى مخالفا فى الأحكام ،وهذا يعنى أن إبراهيم (ص)ينهى أباه عن عبادة الشيطان وهو شهوات النفس لأنها دائما مخالفة لأحكام الله فى الوحى وفى هذا قال تعالى :
" يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا "
عصيان هارون (ص) لموسى(ص):
وضح الله أن موسى (ص)قال لهارون (ص)ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أى ما حملك حين عرفتهم عصوا الحق ألا تطيعنى ؟أفعصيت أمرى أى هل خالفت قولى ؟ فرد هارون (ص)عليه فقال يابن أم والمراد يا ولد والدتى :لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى والمراد لا تجذبنى من شعر ذقنى أو شعر دماغى وهذا يعنى أن موسى (ص)جذب هارون (ص)من شعر ذقنه ودماغه وقال له :إنى خشيت أن تقول أى إنى خفت أن تقول فرقت بنى إسرائيل أى باعدت بين أولاد يعقوب ولم ترقب قولى أى ولم تنتظر حكمى وفى هذا قال تعالى:"قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمرى قال يابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى "
موسى(ص) يعلن عدم عصيان العبد الصالح(ص)
وضح الله أن موسى (ص)قال للعبد الصالح(ص):ستجدنى إن شاء الله صابرا أى ستلقانى إن أراد الله مطيعا وفسر هذا بقوله ولا أعصى لك أمرا أى ولا أخالف لك حكما وفى هذا قال تعالى:
"قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا"
سبب غضب الله عصيان القوم:
وضح الله أن الذلة الدنيوية وغضب الله على اليهود سببه أنهم كانوا يعصون أحكام الله ويذبحون الرسل(ص)بغير ذنب ارتكبوه أى بالذى خالفوا أحكام الله أى بالذى كانوا يكفرون وفى هذا قال تعالى:
"ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
سبب ضرب الذلة العصيان :
وضح الله للمؤمنين أن اليهود ضربت عليهم الذلة وفسرها بأنها المسكنة أى المهانة والمراد فرضت عليهم المهانة أين ما ثقفوا والمراد فى أى مكان يوجدوا فيه ويستثنى من الحكم أن يكون لهم حبل من الله أى قوة أى سبب من الله وهى إمدادهم بالأولاد والأموال وحبل من الناس والمراد ضعف الخلق وتراخيهم مع اليهود ومن ثم يستقوى اليهود عليهم ومن ثم باءوا بغضب من الله أى عادوا بعقاب من النار والسبب فى ضرب المسكنة عليهم والغضب هو أنهم كانوا يكفرون بآيات الله والمراد أنهم كانوا يعصون أحكام الله ومن العصيان أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق والمراد أنهم كانوا يذبحون الرسل(ص)دون جريمة يستحقون عليها القتل وفسر الله كفرهم بأنهم عصوا أى خالفوا حكم الله وفسره بأنهم كانوا يعتدون أى يخالفون حكم الله وفى هذا قال تعالى:
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "
يحيى(ص) ليس عصيا
وضح الله أن يحيى (ص) لم يكن عصيا أى مخالفا للوحى الإلهى وفى هذا قال تعالى :" ولم يكن جبارا عصيا "
اللعنة سببها العصيان :
وضح الله أن الذين كفروا أى كذبوا من بنى إسرائيل لعنوا أى ذموا والمراد طلب لهم من الله العقاب على لسان أى بدعاء كل من داود(ص) وعيسى ابن مريم(ص) والسبب فى الدعاء هو ما عصوا أى ما كانوا يعتدون والمراد بسبب ما خالفوا دين الله أى كانوا يظلمون وفى هذا قال تعالى:
"لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
قول اليهود سمعنا وعصينا :
وضح الله أن اليهود قالوا فى العلن سمعنا وأطعنا ولكن فى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والمعنى قالوا عرفنا وخالفنا فى أنفسهم وفى هذا قال تعالى:"قالوا سمعنا وعصينا "
المحرفون والعصيان :
وضح الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله وهم يقولون :سمعنا وعصينا أى عرفنا المعنى الحقيقى وخالفنا وفى هذا قال تعالى:"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا "
نتيجة عصيان فرعون :
وضح الله إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم والمراد إنا بعثنا لكم نبيا مبلغا للوحى حاكما بينكم بالحق كما أرسلنا أى كما بعثنا إلى فرعون رسولا أى مبعوثا مبلغا للوحى فعصى فرعون الرسولا أى فخالف فرعون حكم المبلغ له أخذناه أخذا وبيلا أى دمرناه تدميرا تاما أى رابيا وفى هذا قال تعالى:
"إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا فأخذناه أخذا وبيلا "
عصيان قوم فرعون ومن قبلهم رسول الله:
وضح الله أن فرعون ومن قبله وهم قومه والمؤتفكات وهم قوم لوط(ص)جاءوا بالخاطئة والمراد ارتكبوا الخطيئة وهى الكفر وفسرها بأنهم عصوا رسول ربهم والمراد خالفوا حكم مبعوث إلههم فكانت النتيجة أن أخذهم أخذة رابية والمراد أن دمرهم تدميرا تاما حيث لم يترك منهم أحدا وفى هذا قال تعالى "وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية "
عصيان فرعون من قبل :
وضح الله لنبيه(ص)أنه أرسل ملاكا لفرعون فقال له:الآن تعلن إسلامك وقد عصيت أى خالفت حكمى من قبل أى كنت من المفسدين أى الكافرين بدينى وهذا يعنى أنه يذكره بكفره ،فاليوم ننجيك ببدنك والمراد فالآن ننقذك بجسمك والسبب لتكون لمن خلفك آية والمراد لتصبح لمن يعيش بعدك عظة يعتبر بها وفى هذا قال تعالى:"الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
ملائكة النار لا تعصى الله :
نادى الله الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة والمراد امنعوا عن ذواتكم وعائلاتكم سعيرا طعامه الكفار وفسر الله النار بأنها الحجارة أى السجن عليها والمراد يحرسها ملائكة غلاظ شداد والمراد ملائكة فظاظ أقوياء لا يعصون الله ما أمرهم والمراد لا يخالفون الرب الذى أخبرهم وفسرهم بأنهم يفعلون ما يؤمرون أى ينفذون ما يقول الله لهم وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
العصيان فى الأحاديث :
ورد العصيان فى العديد من الأحاديث مثل:
"أن رجلا خطب عند النبى فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله "رواه مسلم
والخطأ هنا هو ذم النبى (ص)-وهو ما لم يحدث- للخطيب بسبب قوله ومن يعصهما فقد غوى وهو خطأ لأن كلام الخطيب صواب كما أن أقوال الله نفسه فى القرآن أتى فيها إخفاء اسم المعصى كثيرا كقوله بسورة هود "فمن ينصرنى من الله إن عصيته "قوله بسورة نوح"رب إنهم عصونى "وكلمات عصيته وعصونى ليس خلفها اسم المعصى ولكن فيها الضمير الذى يشير له بالضبط ككلمة يعصهما ومن ثم فالحكاية لم تقع سئل رسول الله عن أصحاب الأعراف فقال هم رجال قتلوا فى سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة وهم على سور بين الجنة والنار وفى رواية أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت سيئاتهم عن الجنة البزار والخطأ هو أن سبب وجود أصحاب الأعراف على السور هو عصيانهم للآباء أو تجاوز حسناتهم بهم للنار وقصور السيئات عن الجنة ويعارض هذا أن السبب فى القرآن هو قسم أصحاب الأعراف أن أشخاص بعينهم سيدخلون النار وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون "ونلاحظ تناقضا فى السبب بين "وهم عصاة لأباءهم "وبين قولهم "قوم تجازوت بهم حسناتهم النار وقصرت سيئاتهم عن الجنة "فهم فى الأولى عصاة للأباء وفى الثانية مسيئين