الديون والتضخم: مواجهة الدوامة المالية العالمية

[Dr yara Mahmoud]

   

 

 

في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، بما في ذلك انخفاض قيمة الدولار وتزايد الديون، يحذر خبراء الاقتصاد من ما يصفونه بـ"دوامة مالية قاتلة" لا مفر منها. يشير الصحفي المالي جون روبينو إلى أن الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر قوة اقتصادية في العالم، تواجه أزمة ديون متفاقمة، حيث يزيد الدين الرسمي للبلاد بمقدار 1.7 تريليون دولار سنويًا.

يشدد روبينو على أن ارتفاع مدفوعات الفائدة يؤدي إلى زيادة الديون، مما يخرج الوضع عن السيطرة. كما ينتقد الإنفاق العسكري المتهور، الذي يُعتبر جزءًا من النظام المالي الخارج عن نطاق السيطرة.

وفقًا للصحفي المالي بيتر شيف، فإن الاعتقاد الخاطئ بأنه تم تجنب الركود وأن تخفيضات أسعار الفائدة أصبحت وشيكة، يعد سوء فهم للدروس المستفادة من الماضي. يشير شيف إلى أن التاريخ يظهر أن رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يؤدي دائمًا إلى ركود اقتصادي وانهيارات في السوق.

يتوقع شيف أن النتيجة الاقتصادية الحالية ستكون أكثر سلبية من الأزمات السابقة، نظرًا لصعوبة الوضع مقارنة بعام 2007، وذلك بسبب الدين الأكبر وأسعار الفائدة الأعلى. يشدد على أن طباعة النقود الجديدة ليست حلا مستدامًا وأن الانهيار الاقتصادي أمر لا مفر منه.

وبحسب إيردت هوبين، مدير الأسواق المالية في البنك المركزي الهولندي، فإن البنوك المركزية تستعد بالفعل لأسوأ السيناريوهات، وهو انهيار العملات الورقية، وتتجه نحو تكييف مخزونهم من الذهب لدعم عملة جديدة في حال فشل النظام.

​