- المشاركات
- 19,992
- الإقامة
- تركيا
أعلن الجيش السوري استعادة السيطرة بشكل كامل على كافة المناطق المحيطة بالعاصمة السورية، للمرة الأولى منذ ست سنوات.
وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن "دمشق وكل ما حولها وريفها وبلداته مناطق آمنة بالكامل".
وأوضح البيان أن ذلك تحقق بعد أن طردت القوات الحكومية مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود.
وأفادت تقارير بإجلاء بعض المسلحين بالحافلات إلى مناطق في شرقي سوريا.
وأضاف بيان القيادة العامة للجيش السوري أن العمليات أسفرت عن القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية "ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وقبلها يلدا وببيلا وبيت سحم".
وخلص البيان إلى "أن هذه العمليات تتوج تطهير جميع بلدات الغوطتين الغربية والشرقية تماماً" مما سماه البيان "رجس الإرهاب المسلح التكفيري بكل مسمياته وأشكاله وسحق تجمعاته التي كانت تنتشر في تلك المناطق".
وقد اندلعت الحرب الأهلية في سوريا في أعقاب الاحتجاجات الشعبية الواسعة في عام 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي العام التالي، بدأت القوات الحكومية بفقدان السيطرة على أجزاء من ضواحي العاصمة دمشق ومناطق واسعة في أماكن أخرى أمام تقدم المسلحين الجهاديين ومقاتلي المعارضة المسلحة السورية.
بيد أن تدخل كل من روسيا وإيران، الحليفين الرئيسين لنظام الأسد، قد قلب كفة الصراع لمصلحة النظام في السنوات الأخيرة وسمح له بإحكام السيطرة على العاصمة وعلى المدن الرئيسية الأخرى غربي سوريا.
وقد خلف القتال أكثر من 350 الف قتيل، كما تسبب في نزوح أكثر من 11 مليون آخرين.
كانت الغوطتان الشرقية والغربية تعدان من مواقع المعارضة القوية الرئيسية.
وقد استعادت القوات الموالية للحكومة السيطرة على الغوطة الشرقية في أبريل/نيسان، في أعقاب حصار استمر لخمس سنوات شنت بعده هجوما واسعا عليها. وقتل في العملية العسكرية أكثر من 1700 شخص قبل أن يوافق المسلحون على اتفاق لإجلائهم وعوائلهم إلى منطقة في شمالي غرب البلاد.
وفي وقت سابق الاثنين، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تركوا مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود وفق صفقة إجلاء مشابهة، على الرغم من نفي وكالة الأنباء السورية الرسمية لوجود أي صفقة في هذا الصدد.
وقد نقلت 32 حافلة 1600 شخص إلى خارج المنطقتين الأحد والاثنين، متوجهة نحو منطقة البادية الصحراوية جنوبي شرق سوريا، حيث ما زال لتنظيم الدولة الإسلامية بعض الجيوب، بحسب المرصد.
وقال التحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، الذي يدعم قوات المعارضة السورية والمقاتلين الأكراد التي تقاتل تنظيم الدولة، إنه "على علم بالتقارير عن إجلاء" المسلحين.
وقال ناشط معارض أيضا إن 200 الى 250 من المدنيين الآخرين قد انتقلوا بالحافلات إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة أدلب شمالي غرب البلاد.
ويقول محلل الشؤون العربية في بي بي سي، سباستيان آشر، إن ثمن النصر في دمشق بالنسبة للرئيس الأسد، كما في كل سوريا تقريبا، كان غاليا، من ناحية القتلى والدمار والنازحين.
ويضيف مراسلنا أن سكان العاصمة سيتنفسون الصعداء، بيد أنه إلى الجنوب منها وكذلك في الشمال في محافظة أدلب، ثمة مئات الآلاف من الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة سيظلون تحت طائلة الخوف من زحف القوات الموالية للحكومة عليهم.