شهد سعر الذهب ارتفاعاً طفيفاً، إذ أدى حذر المتعاملين بشأن تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة في المستقبل، وصعود الدولار إلى كبح ارتفاع المعدن النفيس في الآونة الأخيرة.
قلص سعر الذهب تراجعه ليتداول قرب 3657 دولاراً للأونصة، أي أقل بنحو 50 دولاراً عن ذروته التاريخية التي بلغها الأربعاء، التي مثلت مستوى غير مسبوق نتج عن قرار البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، ثم تراجع السعر بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن مسار السياسة النقدية، إذ كانت أقل ميلاً إلى التيسير النقدي عن التوقعات، وإشارته إلى المسؤولين يتعاملون "مع كل اجتماع على حدة" فيما يخص أي تيسير نقدي آخر.
وعادة ما يستفيد الذهب من أسعار الفائدة المنخفضة، إذ إنه لا يدر عائداً.
أعطى موقف باول دفعة للدولار الأميركي، ما أثر سلبياً على الذهب، إذ يجعل ذلك شراءه بالعملات الأخرى أعلى كُلفة.
عوامل دعمت ارتفاع الذهب
لا يزال المتعاملون يتوقعون خفض أسعار الفائدة مرتين آخرين تقريباً هذا العام. وكان تيسير الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية دافعاً رئيسياً لارتفاع سعر الذهب 38% العام الجاري، كما نالت أسعار المعدن النفيس دفعة في 2025 من الطلب على أصول الملاذ الآمن جراء المخاوف من الصراعات الجيوسياسية، وتبعات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على الاقتصاد العالمي، فضلاً عن تزايد مشتريات البنوك المركزية والحيازات في الصناديق المتداولة.باستشراف المستقبل، فإن هجوم الإدارة الأميركية على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي قد يدعم مزيداً من الارتفاع في سعر الذهب، وتخوض عضو مجلس محافظي البنك، ليزا كوك، معركة قضائية ضد ترمب، الذي سعى إلى إقالتها بسبب مزاعم ارتكابها احتيال في رهون القروض العقارية. كما عجلت الإدارة بتعيين مستشارها الاقتصادي، ستيفن ميران، في الاحتياطي الفيدرالي لشغل منصب مؤقت، وكان هو الوحيد الذي عارض القرار الذي صدر الأربعاء، إذ فضل خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية.
ارتفع سعر الذهب 0.3% إلى 3656.02 دولار للأونصة في الساعة 10:50صباحاً بتوقيت لندن، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً خلال الأسبوع. وارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بمعدل طفيف، وبينما ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين، استقر سعر البلاديوم.
طرح "زنجين غولد"
من أخبار شركات القطاع، تسعى "زيجين غولد إنترناشيونال" (Zijin Gold International)، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة تعدين في الصين، لجمع 3.2 مليار دولار في طرح أولي عام في هونغ كونغ، يُتوقع أن يمثل أكبر صفقة من نوعها على مستوى العالم منذ مايو. ومن المتوقع أن يبدأ تداول الأسهم في 29 سبتمبر.
ويأتي ذلك الطرح بعدما هيأ ارتفاع أسعار الذهب رياحاً مواتية لشركات التعدين لجمع التمويل بهدف التوسع الأكبر وسداد الديون.