الرد على مقال الحج دعوة للاسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,983
الإقامة
مصر
الرد على مقال الحج دعوة للاسلام..
صاحب المقال عبدربه على الجوفي والمقال يدور حول أن أحد الناس سأل الكاتب عن معنى قوله تعالى "وأذن في الناس بالحج" وليس للحج تحديدا ولم يقل في المؤمنين او المسلمين."
وفى هذا قال الجوفى :
"كتاب الله فيه من الحقائق التى تتحدث عن ان هذا الكتاب من الله حقا وليس من صنع البشر
الكثير ومنها هذه الايه التى توقفت عندها كثيراً..
حتى سالني عنها أحد الاصدقاء بطريقه جعلتني أعيد النظر فيها وابحث فيها كثيراً ومن كل الزوايا
حتى توصلت بحمد لله الي هذه الحقيقه وهذا المفهوم العميق والجميل لها والذي اقدمه لكم..
لقد سأل الصديق وقال لماذا الله قال واذن في الناس بالحج وليس للحج تحديدا.
ولم يقل في المؤمنين او المسلمين.
وانا هنا اجيب عليه واعطيكم ما توصلت اليه بحمد لله وفضله.. "
وكان أول ما قاله هو اختلاف التشريعات الإلهية قبل إبراهيم(ص) عما بعد بعث إبراهيم(ص) فقال :
"وعلينا قبل كل شيء ان ننظر الي ترتيب بعثة الرسول الكريم ابو الانبياء إبراهيم عليه السلام
وما قبله وهل سبق وانزل الله على الناس تشريعات واوامر مع الرسل الذين بعثهم الله قبله..
فنقول بان ما قبل ابراهيم عليه السلام حقبه زمنيه تغيرت تماما بعد إبراهيم..
بحيث إن الله لم ينزل تشريعات واحكام ومحرمات وتكاليف قبل إبراهيم.ا
لا انه كتب علينا. انه من قتل نفس بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا.
وبعدها على نوح وعلى هو ده كذالك لم تنزل عليهم تشريعات..
وانما كانت أوامر محدده وبسيطه وقابله للتنفيذ وتتماشى مع قدرت العقل الانساني في ذالك العصر
فكانت دعوه واحده في البدايه وأمر واحد جاء من الله للناس كافه على لسان أكثر من رسول وتنحصر في التعريف بالله بخلاف الدعوه للحج..
وكانت الدعوه محصوره في قوله تعالى..
(ولقد ارسلنا نوحا الي قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من آله غيره أفلا تتقون).. المؤمنون ٢٣..
وقال تعالى...
(والي عاد اخاهم هودآ قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره أفلا تتقون) الاعراف ٦٥..
وقال تعالى..
(وفأرسلنا فيهم من رسولا منهم ان اعبدوا الله مالكم من اله غيره أفلا تتقون) المؤمنون.
وبعد هذا الامر نجد ان نوح عليه السلام قال. في قوله تعالى..
(وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِى وَتَذْكِيرِى بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ)..
فماهي ايات الله التى نوح ذكر الناس بها..
انها ايات الله الكونيه وقدرت الله سبحانه وتعالي في الخلق..
وبعدها بدأت الكثير من التشريعات والقيم الانسانيه في النزول من الله واول حكم وأمر من الله كان لشعيب في قوله تعالى..
( ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان).. فرفض الانسان هذا الامر فأهلك الله القرى باذنوبهم وشركهم بالله. وجاء بخلق جديد..
ومر وقت وزمن ليس بالقليل على هلاك قوم عاد ومن بعدهم..
وجاء زمن ابراهيم الذي اعتبره انا هو الزمن الفاصل
بين مرحلة الدعوه الي الله والتعريف به ومرحلة الدعوه الي دين الله بالفكر والتفكر
وبالبحث عن الله ومعرفته من خلال اياته وكلماته بالعقل لا بالنقل.
وليس الدعوه لله فقط بل والايمان به والعمل بأومره. "
وكل هذا الكلام بلا دليل من الوحى فوحدة الرسالات في الدعوة لعبادة الله وحده كانت قبل إبراهيم(ص) هى نفسها ما بعده فقال في رسالة شعيب (ص):
"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ"
وقال في رسالة أبراهيم(ص) نفسه :
"وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
وقال في رسالة المسيح (ص):
"وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ"
فكل ما قاله من قبله هو نفسه ما قالته الرسل بعده وقاله هو نفسه


وكلام الجوفى يخالف أن شريعة نوح (ص) هى نفسها شريعة إبراهيم(ص) هى نفسها شريعة محمد(ص) أخر الأنبياء(ص) كما قال تعالى :
" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ"
وفى وحدة الرسالات قال :
" ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك "
ولذا تكلم الله عن الكل بأنهم نزل عليهم نفس الكتاب وهو نفس الشرع حيث قال :
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
وقال الرجل أن رسالة إبراهيم(ص) عامة للناس جميعا لبنما كانت رسالات الرسل لأقوامهم وهو قوله :
"ففي زمن ابراهيم الدعوه الي الله عامه والرساله واحده وليست خاصه بقوم بعينهم بل هي
للناس كافه ولكل زمان وحين قال الله تعالى..
وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍۢ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍۢ (الحج - 27) -
وحين قال واذن في الناس..
لم يكن هنالك على الارض مؤمنين او مسلمين بعد فرسالة الايمان والاسلام والدين الواحد القيم والحنيف بدأت الآن.. وابراهيم عليه السلام هو أول المسلمين وهو أول من سمى الله اتباع هذا الدين المسلمين في زمنه .. "
وكلمة المسلمين تطلق على المؤمنين من أول آدم (ص) فكل رسول كان أول المسلمين في عصره كما قال نوح(ص) في الآيات التالية :
"اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
وكل رسالات الرسل هى رسالة عامة لكل من في عصر الرسول ولكن الله يذكر دوما قصة الرسول مع قومه الذين عاش معهم شبابه
وأكمل الرجل حديثه عن كون الناس هم عامة الناس فقال :
وهذا دليل على ان هذا الكتاب هو من عند الله لانه يصور بكل دقه مراحل التنزيل الحكيم بربط الاحداث وتأكيدها
ونلاحظ أنه بدأ في الايه بقوله يأتوك رجال..
بمعنى ياتو ابراهيم مترجلين أي يسيرون على ارجلهم ذكور واناث
وليس كما قال من سبقونا بأن الدعوه تخص الرجال فقط..
وبعدها قال وعلى كل ضامر يأتين.
يأتين هنا لم يعد القدوم والاستجابه لابراهيم عليه السلام بل اصبحت الاستجابه والقدوم لله سبحانه وتعالي...
وكما ذكرت إن الاذن ليس للحج فقط بل للاسلام كاكل وما الحج الاشعيره الغرض منها التعرف على الدين القيم واجتماع العقول والتعارف بين الناس وتبادل العلم والمعرفه والافكار المفيده فيما بينهم..
وبهذا بدأت مرحلة جديده للتطور العقل الانساني وتقبله واستجابته للطاعه وتنفيذ الاوامر والتشريعات والاحكام المنزله تباعآ من الله حتى اكتمال الدين القيم ..
ارجو ان اكون قد وضحت.. تحياتي لكم جميعا.. ."
الرجل فيما قاله مخطىء فآيات الحج واضحة في كونها للمسلمين كما قال تعالى :
" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"
فهنا حج البيت للمسلم وأما الكافر فالله غنى عنه
وقد استعمل الله كلمة الناس بمعنى المسلمين كما في قوله تعالى:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ"
فآمن الناس تعنى فصدق المسلمون لأن لا أحد يصدق الوحى سواهم
وفقراء المسلمين يسألون الناس والمراد يسألون بقية المسلمين كما قال تعالى :
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"
قطعا الفقراء المجاهدون الذين قطعت أطرافهم بسبب حربهم للكفار لن يسألوا الكفار وإنما سيطلبوا المال من المسلمين
ونجد الله يصف أولى الناس بأنهم النبى والمؤمنين في قوله تعالى :
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ"
فاولى الناس هم المسلمون
وحسد الكفار للناس هو حسد هم للمسلمين كأل إبراهيم (ص) كما في قوله تعالى :
"أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا "
ونجد أن الناس الذين يراءيهم المنافقون هم المسلمون وحدهم وليس غيرهم في قوله تعالى :
"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا "
ونجد من الناس الرسل وهم المسلمون كما قال تعالى:
"اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ "
والناس الذين رآهم النبى(ص) يدخلون في دين الله هم المسلمون بعد الفتح كما قال تعالى :
"وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا"
ومن ثم الناس في الآذان بالحج هم المسلمون فهو لن ينادى كافر بشرع الله ليأتى ويعصى الله في بيته فيعاقبه الله فورا بعذاب أليم كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "
ولو عدنا لتطهير البيت فسنجده يتحدث عن المسلمين وهم :

الطائفين والعاكفين والركع السجود
 
عودة
أعلى