الفرط فى الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
3,064
الإقامة
مصر
الفرط فى الإسلام
الفرط فى القرآن :
عدم تفريط الله في الكتاب :
بين الله للناس أنه ما فرط فى الكتاب من شىء والمراد ما ترك فى الوحى من حكم فى قضية إلا قاله فى الوحى وهو القرآن وتفسيره المحفوظ فى الكعبة أى بين كل شىء مصداق لقوله بسورة النحل"وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"وبعد هذا الكل إلى ربهم يحشرون والمراد كل أنواع المخلوقات تعود إلى جزاء الله فى الآخرة وفى هذا قال تعالى :
" ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون "
رسل الموت لا يفرطون:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس والله هو القاهر فوق عباده والمراد الغالب لخلقه وهذا يعنى أنه يمضى حكمه فيهم فلا يقدر أحد منهم على رده،ويرسل عليكم حفظة والمراد ويبعث لكم حماة وهذا يعنى أن الله يخلق حافظ فى كل نفس مصداق لقوله بسورة الطارق"إن كل نفس لما عليها حافظ "هو العقل أى البصيرة مصداق لقوله بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة " وهو يحمى الإنسان من عذاب الله حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا والمراد حتى إذا حضرت أحدكم الوفاة أماته رسولنا وهو ملك الموت مصداق لقوله بسورة السجدة"قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم "وهم لا يفرطون أى وهم لا يعصون الله ما أمرهم مصداق لقوله بسورة التحريم"لا يعصون الله ما أمرهم "والموت هو نقل من الدنيا لعالم الغيب أى من حياة لحياة أخرى
وفى هذا قال تعالى :
"وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون "
عدم طاعة من أمره فرط:
طلب الله من نبيه (ص)أن يصبر نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى والمراد أن يدخل نفسه مع الذين يطيعون حكم خالقهم بالنهار والليل أى يسبحون أى يتبعون حكم الرب مصداق لقوله بسورة الإنسان"فاصبر لحكم ربك" والسبب فى طاعتهم أنهم يريدون وجهه أى يطلبون فضل أى رضوان وهو رحمة الله مصداق لقوله بسورة المائدة"يبتغون فضلا من ربهم أى رضوان" ونهاه فقالل لا تعد عيناك عنهم أى لا تبعد نفسك عنهم والمراد ألا يخالف بنفسه عن جماعة المطيعين فيطيع الشيطان ويبين له السبب فى مخالفة المطيعين لحكم الله وهو أنه فى تلك الحال يريد زينة الحياة الدنيا أى يحب متاع المعيشة الأولى وفسر هذا بألا يطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا والمراد ألا يتبع حكم من شغلنا نفسه عن طاعة حكمنا وفسر غافل القلب بأنه من اتبع هواه أى من أطاع حكم نفسه وترك حكم الله ،وبين أن أمره فرطا أى أن حكم الكافر تركا لطاعة حكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"
الكفار مفرطون :
بين الله للنبى(ص) أن الكفار يجعلون لله ما يكرهون والمراد يقسمون لله الذى يبغضون وهم الإناث فجعلوا الملائكة بنات الله مصداق لقوله بسورة الزخرف"وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الله الرحمن إناثا"وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى والمراد وتقول أفواههم الباطل أن لهم الجنة مصداق لقوله بسورة فصلت "ولئن رجعت إلى ربى إن لى عنده للحسنى "،وبين لنا أن لا جرم أى لا كذب فى التالى أن لهم النار والمراد مقامهم جهنم وأنهم مفرطون أى مسرفون مصداق لقوله بسورة غافر"وأن المسرفين هم أصحاب النار"
وفى هذا قال تعالى :
"ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون "
التفريط فى يوسف(ص):
بين الله لنبيه(ص)أن الاخوة لما استيئسوا من العزيز والمراد لما قنطوا من موافقة الوزير على طلبهم خلصوا نجيا والمراد اجتمعوا فتحدثوا فى السر بينهم فقال كبيرهم وهو أكبرهم سنا :ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله والمراد ألم تتذكروا أن والدكم قد فرض عليكم عهدا بالله ؟والغرض من إخبارهم بالواجب عليهم وهو تنفيذ العهد وهو إعادة الأخ إلى الأب إلا فى الحالة المستثناة وهى غير متوفرة هنا فى رأى كبيرهم ،وقال ومن قبل ما فرطتم فى يوسف والمراد وقد سبق أن أضعتم يوسف(ص)وهو هنا يذكرهم أنهم قد أضاعوا يوسف(ص)قبل أخيه الثانى والغرض من هذا التذكير هو إخبارهم أن أبيهم لن يثق فيهم أبدا بعد ذلك إن لم يعيدوا أخيهم ،وقال :فلن أبرح الأرض حتى يأذن لى أبى والمراد لن أترك هذه البلدة حتى يسمح لى والدى أو يحكم الله لى أى حتى يقضى الله لى وهو خير الحاكمين أى وهو أحسن القضاة،والمراد أنه لن يترك البلد التى فيها أخيه إلا فى حالتين الأولى أن يسمح له والده بالعودة إلى مكان إقامته ،الثانية أن يصدر الله فيه وحيا يجعله يترك البلد إلى غيرها .
وفى هذا قال تعالى :
"فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين "
الخوف من افراط فرعون :
بين الله لنبيه(ص)أن موسى (ص)وهارون(ص)قالا لله :ربنا أى إلهنا :إننا نخاف أن يفرط علينا أى إننا نخشى أن يؤذينا فرعون أى أن يطغى والمراد أن يبغى علينا وهذا يعنى أنهما يخافان من أن يقتلهما فرعون بسبب دعوتهما له .
وفى هذا قال تعالى :
"قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى"
التفريط فى جنب الله :
بين الله للناس أنه طلب منهم عدم القنوط وهو الإنابة له أى الإسلام أى الإتباع لحكمه والمراد كى لا تقول نفس والمراد حتى لا يتحجج فرد بقوله :يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله والمراد يا ندمى بسبب ما أسرفت فى عصيان حكم الله وكى لا تقول نفس:لو أن الله هدان لكنت من المتقين والمراد لو أن الرب علمنى أى أبلغنى الدين لكنت من المطيعين له وكى لا تقول نفس حين ترى العذاب والمراد وقت تشاهد العقاب :لو أن لى كرة أى عودة للحياة الدنيا لكنت من المحسنين أى المؤمنين وهم المسلمين مصداق لقوله بسورة الشعراء"فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين".
وفى هذا قال تعالى :
"أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هدان لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين "
التحسر على التفريط في الدنيا :
بين الله لنبيه (ص)أن الذين كذبوا بلقاء الله والمراد أن الذين كفروا بجزاء الله بما يحمل من معانى البعث والعدل والجنة والنار قد خسروا أى هلكوا والمراد عذبوا فى الدنيا حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة والمراد حتى إذا حضرتهم القيامة فجأة قالوا :يا حسرتنا على ما فرطنا فيها والمراد يا هلاكنا بسبب ما خالفنا جنب وهو حكم الله فى حياتنا مصداق لقوله بسورة الزمر"أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله "والكفار يحملون أوزارهم على ظهورهم والمراد يلاقون عقاب مخالفاتهم على أنفسهم وهذا يعنى أنهم يعاقبون على مخالفاتهم وقد ساء ما يزرون والمراد وقد قبح الذى يعملون مصداق لقوله بسورة المجادلة "إنهم ساء ما كانوا يعملون ".
وفى هذا قال تعالى :
"قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون "
الفرط في الأحاديث:
وردت مشتقات الكلمة في العديد من الأحاديث منها والنبى (ص) والصحابة لم يقولوا شىء منها لمخالفتها كتاب الله :
-"أتى رجل فقال إن أبا موسى الأشعرى يزعم أنه لا وتر بعد الفجر فقال على لقد أغرق فى النزع وأفرط فى الفتوى الوتر ما بين الأذانين 0000ربما أوترت ضحى "رواه زيد
والخطأ الوتر بعد الصبح والوتر لو كما فسروه بمعنى صلاة الليل لعارض صلاته فى الصبح كونه فى الليل مصداق لقوله بسورة المزمل "قم الليل إلا قليلا "وهو يناقض قولهم "الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر "رواه الترمذى وأبو داود فهنا الوتر ليلا وفى القول
-"أوتر الرجل صباحا أى نهارا الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها 0000"رواه مسلم
والخطأ هنا هو أن النبى(ص) المقبوض قبل أمته فرط وسلف لأمته وهو يخالف أن أى نبى ليس فرطا ولا سلفا لأمته بمعنى أنه لا ينفعها بشىء بعد موته والسبب هو أن كل فرد فى الأمة ما ينفعه هو سعيه الصالح مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ".
-"ما وليت قريش فعدلت واسترحمت 0000فأنا والنبيون يوم القيامة على الحوض فرطين وفى رواية 000فأنا والنبيون فراط لقاصفين "رواه الطبرانى فى المعجم الكبير
والخطأ وجود حوض واحد للنبى (ص)وهو يخالف أن كل مسلم له حوضان أى عينان مصداق لقوله بسورة الرحمن "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان ".
-"إن رسول الله أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين 000وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابى وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك 00قال 0000فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض 0000سحقا سحقا "رواه مسلم
والخطأ أن المسلمين فى عهد النبى (ص)هم أصحابه وليسوا إخوانه وهو ما يخالف قوله تعالى "إنما المؤمنون إخوة"فكل المؤمنين ومنهم الرسول (ص) إخوان والخطأ التالى معرفة المسلمين بتحجيل الوضوء وهم معه عند الحوض الواحد والمسلم له حوضان أى عينان أى نهران مصداق لقوله تعالى بسورة الرحمن "فيهما عينان تجريان "ففى كل جنة من جنتى المسلم عين .
-"كان أبى على بن الحسين لا يفرط فى صلاة 50 ركعة فى يوم وليلة ولقد كان ربما صلى فى اليوم والليلة ألف ركعة رواه زيد
والخطأ هنا صلاة 1000ركعة فى يوم وهو خطأ لأن الركعة السريعة لو كان زمنها دقيقة والمتوسطة 2 والبطيئة 3 فأكثر فإن اليوم والليلة لن يكفيا لأن اليوم 1440دقيقة ولو فرضنا أنها دقيقة فإنه يتبقى له فى اليوم 7 ساعات بغض النظر عن التشهد والصلاة على النبى(ص) حسب الصلاة المعروفة حاليا وهذا يعنى أنه لو نام فلن يأكل أو يشرب ثم من يطيق الوقوف والركوع والسجود يوما أو حتى نصف يوم بدون أكل أو شرب.

-"إن النبى(ص) خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت 00فقال إنى فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإنى والله لأنظر إلى حوضى الآن وإنى أعطيت مفاتيح خزائن الأرض 0000رواه البخارى وهو يناقض أنه صلى على حمزة وحده والخطأ إعطاء مفاتح خزائن الأرض له وهو ما يناقض أن الله طلب منه أن يعلن نفى هذا بقوله بسورة الأنعام "قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب"
 
عودة
أعلى