رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 3,080
- الإقامة
- مصر
القر فى الإسلام
القر فى القرآن :
الأرض قرار:
سأل الله أمن جعل الأرض قرارا والمراد هل من أنشأ الأرض مسكنا لكم وجعل خلالها أنهارا والمراد وخلق فى يابسها عيونا للماء العذب وجعل لها رواسى والمراد وخلق لها مثبتات هى الجبال وجعل بين البحرين حاجزا والمراد وخلق بين الماء العذب والماء المالح برزخا أى سدا مصداق لقوله بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان"أم من لا يخلق شىء؟والغرض من السؤال هو إخبارهم الله الخالق أفضل من الآلهة المزعومة التى لا وجود لها كآلهة والتى لا تخلق شيئا ،ويسأل أإله مع الله والمراد أيوجد رب مع الله ؟والغرض من السؤال إخبار الكل أن لا رب سوى الله ،بل أكثرهم لا يعلمون والمراد أن أغلب الناس لا يشكرون مصداق لقوله بسورة يونس"ولكن أكثرهم لا يشكرون "
وفى هذا قال تعالى :
"أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسى وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون "
وبين الله للناس أنه هو الذى جعل لهم الأرض قرارا والمراد الذى خلق لهم الأرض مهادا أى مسكنا فى الدنيا مصداق لقوله بسورة النبأ"ألم نجعل الأرض مهادا"وخلق لهم السماء بناء أى سقفا يحمل فوقه طبقات السماء وهو الذى صورهم فأحسن صورهم والمراد الذى خلقهم فأبدع خلقتهم أى أتقنها وهو الذى رزقهم من الطيبات والمراد وأعطاهم من المنافع المتعددة فى الدنيا وذلكم أى الجاعل المصور الرازق هو الله ربهم أى خالقهم ويقول فتبارك الله رب العالمين والمراد فدام جزاء الله إله الكل وهذه دعوة بدوام الجنة والنار
وفى هذا قال تعالى :
"الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين "
جريان الشمس لمستقر :
بين الله لنبيه (ص)أن الشمس تجرى لمستقر لها والمراد أن الشمس تتحرك لمسكن تقف فيه فى زمن ومكان معين وذلك هو تقدير العزيز العليم أى حساب حسبه القاهر الخبير لها وفى هذا قال تعالى:
"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم "
أخذ ميثاق النبيين(ص):
بين الله لنا أنه أخذ ميثاق النبيين والمراد فرض عهد على الرسل(ص)وهذا العهد تم أخذه على كل رسول فى عصره ولم يؤخذ جماعيا لإختلاف عصور الرسل(ص) والعهد المأخوذ هو أن الله سألهم هل إذا أتيتكم أى أعطيتكم الكتاب وهو الحكمة وهو الوحى ثم أتاكم رسول مصدق والمراد مؤمن بما معكم أى مؤمن بما عندكم من الوحى هل ستؤمنون به وتنصرونه أى هل ستصدقون برسالته وتؤيدونه؟وقد سأل الله على لسان الملائكة كل بمفرده فى عصره :هل اعترفتم ورضيتم على الإيمان به ونصره فى ميثاقى ؟فأجابوا :أقررنا أى وافقنا أى اعترفنا أى رضينا بذلك وهذا يعنى أن كل الرسل(ص)صدقوا برسالة محمد(ص)أى آمنوا به قبل بعثته وهذا يعنى أن محمد(ص)مذكور فى كل كتب الوحى منذ أول كتاب نزل على أدم(ص)،وبين الله لنا أنه طلب من الرسل(ص)الشهادة وهى الإقرار بالعلم بأمر محمد(ص)ثم بين لهم أنه من الشاهدين أى العلماء بالأمر معهم
وفى هذا قال تعالى :
"وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "
الجنين في القرار المتين:
بين الله أنه خلق الإنسان من سلالة من طين والمراد أنشأ البشر من قطعة من عجين التراب مصداق لقوله بسورة الحج "فإنا خلقناكم من تراب "وبعد ذلك تحولت قطعة الطين الذى منه طعام الإنسان إلى ماء مهين هو النطفة أى المنى مصداق لقوله بسورة السجدة "ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين "وهذه النطفة أى الجزء من المنى أصبح فى قرار مكين أى رحم حافظ له من الأخطار
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين "
وسأل الله ألم نخلقكم من ماء مهين أى ألم ننشأكم "من ماء دافق"كما قال بسورة الطارق فجعلناه فى قرار مكين والمراد فأسكناه فى رحم حامى له إلى قدر معلوم والمراد إلى موعد محدد عندنا فقدرنا فنعم القادرون فحددنا الموعد فحسن المحددون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بأن أصلهم هو الماء المتدفق الذى يسكن الرحم لمدة حددها الله وحده ولا يعرفها سواه بالثانية والدقيقة والساعة واليوم وفى هذا قال تعالى :
"ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه فى قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين"
العذاب المستقر لقوم لوط(ص):
بين الله لنبيه (ص)أن قوم وهم شعب لوط(ص) راودوه عن ضيفه والمراد ولقد حدثوه عن الزنى بزواره وهذا يعنى أنهم طالبوه بأن ينيكوا الضيوف فكانت العقوبة أن طمسنا أعينهم والمراد أن أعمينا أبصارهم وهذا يعنى أن الله أعمى عيونهم قبل العذاب المهلك لهم وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد فاعلموا عقابى أى عذابى ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر والمراد ولقد أصابهم نهارا عقاب عظيم وهذا يعنى أن العقاب المهلك أصابهم وقت النهار وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد ادخلوا نارى أى عقابى وفى هذا قال تعالى
"ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر "
اقرار بنو إسرائيل بالميثاق:
قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم "يفسره قوله بسورة المائدة "من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "فتحريم سفك الدماء هو تحريم قتل النفس دون قتلها لنفس أو فسادها والمعنى وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ،وقوله "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم "يفسره قوله بسورة البقرة "وهو محرم عليكم إخراجهم"فالله حرم إخراج القوم بعضهم البعض من ديارهم والمعنى ولا تطردون بعضكم البعض من بيوتكم وهذا معناه أن الله حرم على القوم إخراج أنفسهم أى طرد بعضهم البعض من ديارهم بأنفسهم أو عن طريق مساعدة الغير عليهم وقوله "ثم أقررتم وأنتم تشهدون"يعنى ثم اعترفتم وأنتم ترون وهذا معناه أن القوم أقروا أى اعترفوا بوجوب طاعتهم للوحى وهم يشهدون أى يرون الجبل فوقهم والله يفرضه عليهم ومعنى الآية وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ولا تطردون بعضكم البعض من بلادكم ثم اعترفتم به وأنتم ترون الجبل فوقكم، وفى هذا قال تعالى :
"وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون "
الآخرة دار القرار :
بين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه :يا قوم أى يا شعبى اتبعون أهدكم سبيل الرشاد والمراد أطيعوا أمرى أعرفكم دين الحق وهذا يعنى أنه كان يريد أن يعلمهم الإسلام وقال إنما هذه الحياة الدنيا متاع والمراد إنما هذه المعيشة الأولى نفع قليل وإن الآخرة هى دار القرار والمراد وإن الجنة هى مكان الخلود ،من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها والمراد من صنع كفرا فلا يعاقب إلا عقاب الكفر وهو النار ومن عمل صالحا أى ومن صنع حسنا من ذكر أى رجل أو أنثى أى امرأة وهو مؤمن أى مصدق بحكم الله فأولئك يدخلون الجنة والمراد فأولئك يسكنون الحديقة يرزقون فيها بغير حساب والمراد يعطون فيها بدون عقاب وهذا يعنى أن العطاء المعطى لهم كله خير وليس فيه أى شر .
وفى هذا قال تعالى :
"وقال الذى آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكرا أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب "
استقرار العرش عند سليمان(ص):
بين الله لرسوله (ص)أن الذى عنده علم من الكتاب وهو الذى لديه معرفة ببعض الوحى الإلهى وهو جبريل(ص)قال أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك والمراد أنا أحضره لك قبل أن يعود إليك بصرك وهذا يعنى أن جبريل(ص)أحضره فى زمن أقل من الزمن الذى يغمض فيه الإنسان عينه ثم يفتحها مرة أخرى وهى سرعة قياسية لا نعرف لها مثيلا حاليا ،ولما أغمض سليمان (ص)عينيه ثم فتحهما رأى العرش وهو كرسى الملك مستقرا عنده أى موجودا أمام بصره فقال :هذا من فضل ربى أى هذا من رحمة إلهى بى ليبلونى أأشكر أم أكفر والمراد ليختبرنى أأطيع حكمه أم أعصى حكمه وهذا يعنى أن الخير بلاء هو الآخر كما قال تعالى بسورة الأنبياء"ونبلوكم بالخير والشر فتنة،وقال ومن شكر فإنما يشكر لنفسه والمراد ومن أطاع فلمنفعته وهذا يعنى أن من يطيع حكم الله فإنما يطيعه من أجل منفعته وهى نصره فى الدنيا والآخرة،وقال ومن كفر فإن ربى غنى كريم والمراد ومن خالف حكم الله فإن خالقى واسع عظيم وهذا يعنى أن الكفر لا ينقص من غنى الله وهو ملكه شيئا ومن ثم يعاقب الكافر بإدخاله النار وفى هذا قال تعالى :
"قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم "
النبأ المستقر:
بين الله لنبيه(ص)أن القوم وهم الناس فى عصره كذبوا به والمراد كفروا بالقرآن وهو الحق أى العدل من ربهم ،ويطلب منه أن يقول لهم لست عليكم بوكيل أى "وما أنا عليكم بحفيظ"كما قال بسورة الأنعام وهذا يعنى أنه ليس حامى لهم من عذاب الله،لكل نبأ مستقر والمراد لكل أمر وقت ومكان وقوع وسوف تعلمون والمراد وسوف تعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه "كما قال بسورة هود ومن هو على الحق وفى هذا قال تعالى :"وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون "
الأمر المستقر:
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر والمراد إن يعلموا حكما يكفروا ويقولوا مكر دائم والمراد لا يؤمنوا به مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها "
وفى هذا قال تعالى
"وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر "
الشجرة الخبيثة بلا قرار :
بين الله لنبيه(ص)أن الكلمة الخبيثة وهى الكلام الباطل يشبه الشجرة الخبيثة وهى النبات الضار الذى اجتث من فوق الأرض أى الذى اقتلع من على الأرض ما لها من قرار أى ثبات أى دوام ،والتشابه هو الكلمة الخبيثة هى الشجرة الخبيثة والإقتلاع من على الأرض يشبه أن أديان الباطل مأخوذة من كل قولة على الأرض قيلت من أى إنسان وكما أن الشجرة ليس لها قرار أى دوام فإن أديان الباطل متغيرة هالكة
وفى هذا قال تعالى :
"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار "
الربوة ذات القرار :
بين الله للنبى(ص) أنه جعل ابن مريم وأمه آية والمراد أنه خلق عيسى ولد مريم (ص)ووالدته مريم (ص)معجزة للناس حتى يؤمنوا وبعد ذلك أواهما إلى ربوة ذات قرار ومعين والمراد أسكنهما بعد الموت فى جنة ذات دوام ومتاع والمراد أدخلهم فى جنة الخلود والنعيم
وفى هذا قال تعالى :
"وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "
بئس القرار للكفار :
سأل الله رسوله(ص)ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله والمراد هل لم تعرف بالذين تركوا حكم الله وأحلوا قومهم دار البوار والمراد وأدخلوا شعبهم مكان العذاب جهنم وهى النار يصلونها أى يذوقونها وبئس القرار أى وقبح المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران "وبئس المهاد"والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)وكل مسلم أن الكفار تركوا طاعة نعمة أى حكم الله وعملوا بالكفر وهو الباطل فكان عقابهم هو دخولهم مع أهلهم النار حيث العذاب المستمر .
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار "
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار يقولون للكفار هذا فوج مقتحم أى هذا جمع قادم لدخول النار لا مرحبا بهم أى لا أهلا أى لا رحمة لهم إنهم صالوا النار أى إنهم لذائقوا أى لساكنو الجحيم مصداق لقوله بسورة المطففين "إنهم لصالوا الجحيم" فيقولوا لهم بل أنتم لا مرحبا أى لا أهلا بكم أى لا رحمة لكم أنتم قدمتموه لنا أى أنتم حسنتموه لنا والمراد أنتم زينتم لنا النار عندما زينتم لنا الكفر فى الدنيا فبئس القرار أى فساء المهاد مصداق لقوله بنفس السورة "فبئس المهاد"
وفى هذا قال تعالى :
"هذا فوج مقتحم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار"
الجنة خير مستقر:
بين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة يومئذ أى فى يوم القيامة خير مستقرا أى أحسن مقيلا والمراد أفضل مقاما أى أحسن مكانا مصداق لقوله بنفس السورة "حسنت مستقرا ومقاما"
وفى هذا قال تعالى:
" أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا "
الجنة مستقر حسن :
بين الله أن عباد الرحمن يجزون الغرفة بما صبروا والمراد يدخلون الجنة بما أطاعوا حكم الله مصداق لقوله بسورة الإنسان "وجزاهم بما صبروا جنة "وهم يلقون فيها تحية أى سلاما والمراد يجدون فيها خيرا أى نفعا لهم وهى قد حسنت مستقرا أى مقاما والمراد وهى قد حببت لهم مسكنا أى مقاما أى ثوابا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "نعم الثواب وحسنت مرتفقا وفى هذا قال تعالى:
"أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما "
جهنم أسوأ مستقر :
بين الله أن عباد الرحمن هم الذين يقولون أى يدعون :ربنا اصرف عنا عذاب جهنم والمراد ابعد عنا أى قنا عذاب النار مصداق لقوله بسورة البقرة "وقنا عذاب النار "إن عذابها كان غراما والمراد إن عقابها كان ثقيلا أى مستمرا مصداق لقوله بسورة الإنسان "ويذرون وراءهم يوما ثقيلا "أى طويلا ،إنها ساءت أى بغضت مستقرا أى مقاما أى مكانا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "وساءت مرتفقا "فهى مكان مكروه
وفى هذا قال تعالى:
"والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما "
المستقر عند الرب:
بين الله لنبيه (ص)أن كلا وهى الحقيقة هى لا وزر أى لا ظلم فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة غافر"لا ظلم اليوم" إلى ربك يومئذ المستقر والمراد إلى إلهك يوم القيامة الأمر وهو الحكم مصداق لقوله بسورة الإنفطار "والأمر يومئذ لله"،ينبؤا الإنسان بما قدم وأخر والمراد يخبر الفرد بالذى أحسن وهو الخير وبما أخر أى وبالذى أساء وهو الشر مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"وفى هذا قال تعالى:
"كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر "
القر فى الحديث :
وردت المشتقات قليلا فى الأحاديث ومنها :
"إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوى فيها 70 عاما ما تفضى إلى قرارها فأكثروا ذكر النار 0000وفى رواية 000هذا حجر رمى به فى النار منذ سبعين خريفا فهو يهوى فى النار حتى انتهى إلى قعرها "رواه الترمذى ومسلم ونلاحظ تناقضا فى الروايات فالحجر فى الأولى لم يبلغ القعر فى 70 عاما وفى الثانية بلغها فى 70 عاما وهو تناقض والخطأ هنا هو كثرة ذكر النار وهو يتعارض مع أن المطلوب من المسلمين هو ذكر الله كثيرا وفى هذا قال تعالى "واذكروا الله ذكرا كثيرا"
"لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها 000وفى رواية ثلاث إذا خرجن لا تنفع نفس إيمانها000طلوع الشمس من مغربها 000وفى رواية أن النبى قال يوما أتدرون أين تذهب الشمس 000قال مستقرها تحت العرش 000أصبحى طالعة من مغربك 000ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها مسلم والخطأ هو طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة وهو تخريف لأن الشمس تكور أى تنفجر مصداق لقوله تعالى بسورة التكوير "إذا الشمس كورت "وهذا الإنفجار يؤدى لجمعها مع القمر مصداق لقوله بسورة القيامة "وجمع الشمس والقمر "
القر فى القرآن :
الأرض قرار:
سأل الله أمن جعل الأرض قرارا والمراد هل من أنشأ الأرض مسكنا لكم وجعل خلالها أنهارا والمراد وخلق فى يابسها عيونا للماء العذب وجعل لها رواسى والمراد وخلق لها مثبتات هى الجبال وجعل بين البحرين حاجزا والمراد وخلق بين الماء العذب والماء المالح برزخا أى سدا مصداق لقوله بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان"أم من لا يخلق شىء؟والغرض من السؤال هو إخبارهم الله الخالق أفضل من الآلهة المزعومة التى لا وجود لها كآلهة والتى لا تخلق شيئا ،ويسأل أإله مع الله والمراد أيوجد رب مع الله ؟والغرض من السؤال إخبار الكل أن لا رب سوى الله ،بل أكثرهم لا يعلمون والمراد أن أغلب الناس لا يشكرون مصداق لقوله بسورة يونس"ولكن أكثرهم لا يشكرون "
وفى هذا قال تعالى :
"أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسى وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون "
وبين الله للناس أنه هو الذى جعل لهم الأرض قرارا والمراد الذى خلق لهم الأرض مهادا أى مسكنا فى الدنيا مصداق لقوله بسورة النبأ"ألم نجعل الأرض مهادا"وخلق لهم السماء بناء أى سقفا يحمل فوقه طبقات السماء وهو الذى صورهم فأحسن صورهم والمراد الذى خلقهم فأبدع خلقتهم أى أتقنها وهو الذى رزقهم من الطيبات والمراد وأعطاهم من المنافع المتعددة فى الدنيا وذلكم أى الجاعل المصور الرازق هو الله ربهم أى خالقهم ويقول فتبارك الله رب العالمين والمراد فدام جزاء الله إله الكل وهذه دعوة بدوام الجنة والنار
وفى هذا قال تعالى :
"الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين "
جريان الشمس لمستقر :
بين الله لنبيه (ص)أن الشمس تجرى لمستقر لها والمراد أن الشمس تتحرك لمسكن تقف فيه فى زمن ومكان معين وذلك هو تقدير العزيز العليم أى حساب حسبه القاهر الخبير لها وفى هذا قال تعالى:
"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم "
أخذ ميثاق النبيين(ص):
بين الله لنا أنه أخذ ميثاق النبيين والمراد فرض عهد على الرسل(ص)وهذا العهد تم أخذه على كل رسول فى عصره ولم يؤخذ جماعيا لإختلاف عصور الرسل(ص) والعهد المأخوذ هو أن الله سألهم هل إذا أتيتكم أى أعطيتكم الكتاب وهو الحكمة وهو الوحى ثم أتاكم رسول مصدق والمراد مؤمن بما معكم أى مؤمن بما عندكم من الوحى هل ستؤمنون به وتنصرونه أى هل ستصدقون برسالته وتؤيدونه؟وقد سأل الله على لسان الملائكة كل بمفرده فى عصره :هل اعترفتم ورضيتم على الإيمان به ونصره فى ميثاقى ؟فأجابوا :أقررنا أى وافقنا أى اعترفنا أى رضينا بذلك وهذا يعنى أن كل الرسل(ص)صدقوا برسالة محمد(ص)أى آمنوا به قبل بعثته وهذا يعنى أن محمد(ص)مذكور فى كل كتب الوحى منذ أول كتاب نزل على أدم(ص)،وبين الله لنا أنه طلب من الرسل(ص)الشهادة وهى الإقرار بالعلم بأمر محمد(ص)ثم بين لهم أنه من الشاهدين أى العلماء بالأمر معهم
وفى هذا قال تعالى :
"وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "
الجنين في القرار المتين:
بين الله أنه خلق الإنسان من سلالة من طين والمراد أنشأ البشر من قطعة من عجين التراب مصداق لقوله بسورة الحج "فإنا خلقناكم من تراب "وبعد ذلك تحولت قطعة الطين الذى منه طعام الإنسان إلى ماء مهين هو النطفة أى المنى مصداق لقوله بسورة السجدة "ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين "وهذه النطفة أى الجزء من المنى أصبح فى قرار مكين أى رحم حافظ له من الأخطار
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين "
وسأل الله ألم نخلقكم من ماء مهين أى ألم ننشأكم "من ماء دافق"كما قال بسورة الطارق فجعلناه فى قرار مكين والمراد فأسكناه فى رحم حامى له إلى قدر معلوم والمراد إلى موعد محدد عندنا فقدرنا فنعم القادرون فحددنا الموعد فحسن المحددون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بأن أصلهم هو الماء المتدفق الذى يسكن الرحم لمدة حددها الله وحده ولا يعرفها سواه بالثانية والدقيقة والساعة واليوم وفى هذا قال تعالى :
"ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه فى قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين"
العذاب المستقر لقوم لوط(ص):
بين الله لنبيه (ص)أن قوم وهم شعب لوط(ص) راودوه عن ضيفه والمراد ولقد حدثوه عن الزنى بزواره وهذا يعنى أنهم طالبوه بأن ينيكوا الضيوف فكانت العقوبة أن طمسنا أعينهم والمراد أن أعمينا أبصارهم وهذا يعنى أن الله أعمى عيونهم قبل العذاب المهلك لهم وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد فاعلموا عقابى أى عذابى ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر والمراد ولقد أصابهم نهارا عقاب عظيم وهذا يعنى أن العقاب المهلك أصابهم وقت النهار وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد ادخلوا نارى أى عقابى وفى هذا قال تعالى
"ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر "
اقرار بنو إسرائيل بالميثاق:
قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم "يفسره قوله بسورة المائدة "من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "فتحريم سفك الدماء هو تحريم قتل النفس دون قتلها لنفس أو فسادها والمعنى وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ،وقوله "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم "يفسره قوله بسورة البقرة "وهو محرم عليكم إخراجهم"فالله حرم إخراج القوم بعضهم البعض من ديارهم والمعنى ولا تطردون بعضكم البعض من بيوتكم وهذا معناه أن الله حرم على القوم إخراج أنفسهم أى طرد بعضهم البعض من ديارهم بأنفسهم أو عن طريق مساعدة الغير عليهم وقوله "ثم أقررتم وأنتم تشهدون"يعنى ثم اعترفتم وأنتم ترون وهذا معناه أن القوم أقروا أى اعترفوا بوجوب طاعتهم للوحى وهم يشهدون أى يرون الجبل فوقهم والله يفرضه عليهم ومعنى الآية وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ولا تطردون بعضكم البعض من بلادكم ثم اعترفتم به وأنتم ترون الجبل فوقكم، وفى هذا قال تعالى :
"وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون "
الآخرة دار القرار :
بين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه :يا قوم أى يا شعبى اتبعون أهدكم سبيل الرشاد والمراد أطيعوا أمرى أعرفكم دين الحق وهذا يعنى أنه كان يريد أن يعلمهم الإسلام وقال إنما هذه الحياة الدنيا متاع والمراد إنما هذه المعيشة الأولى نفع قليل وإن الآخرة هى دار القرار والمراد وإن الجنة هى مكان الخلود ،من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها والمراد من صنع كفرا فلا يعاقب إلا عقاب الكفر وهو النار ومن عمل صالحا أى ومن صنع حسنا من ذكر أى رجل أو أنثى أى امرأة وهو مؤمن أى مصدق بحكم الله فأولئك يدخلون الجنة والمراد فأولئك يسكنون الحديقة يرزقون فيها بغير حساب والمراد يعطون فيها بدون عقاب وهذا يعنى أن العطاء المعطى لهم كله خير وليس فيه أى شر .
وفى هذا قال تعالى :
"وقال الذى آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكرا أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب "
استقرار العرش عند سليمان(ص):
بين الله لرسوله (ص)أن الذى عنده علم من الكتاب وهو الذى لديه معرفة ببعض الوحى الإلهى وهو جبريل(ص)قال أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك والمراد أنا أحضره لك قبل أن يعود إليك بصرك وهذا يعنى أن جبريل(ص)أحضره فى زمن أقل من الزمن الذى يغمض فيه الإنسان عينه ثم يفتحها مرة أخرى وهى سرعة قياسية لا نعرف لها مثيلا حاليا ،ولما أغمض سليمان (ص)عينيه ثم فتحهما رأى العرش وهو كرسى الملك مستقرا عنده أى موجودا أمام بصره فقال :هذا من فضل ربى أى هذا من رحمة إلهى بى ليبلونى أأشكر أم أكفر والمراد ليختبرنى أأطيع حكمه أم أعصى حكمه وهذا يعنى أن الخير بلاء هو الآخر كما قال تعالى بسورة الأنبياء"ونبلوكم بالخير والشر فتنة،وقال ومن شكر فإنما يشكر لنفسه والمراد ومن أطاع فلمنفعته وهذا يعنى أن من يطيع حكم الله فإنما يطيعه من أجل منفعته وهى نصره فى الدنيا والآخرة،وقال ومن كفر فإن ربى غنى كريم والمراد ومن خالف حكم الله فإن خالقى واسع عظيم وهذا يعنى أن الكفر لا ينقص من غنى الله وهو ملكه شيئا ومن ثم يعاقب الكافر بإدخاله النار وفى هذا قال تعالى :
"قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم "
النبأ المستقر:
بين الله لنبيه(ص)أن القوم وهم الناس فى عصره كذبوا به والمراد كفروا بالقرآن وهو الحق أى العدل من ربهم ،ويطلب منه أن يقول لهم لست عليكم بوكيل أى "وما أنا عليكم بحفيظ"كما قال بسورة الأنعام وهذا يعنى أنه ليس حامى لهم من عذاب الله،لكل نبأ مستقر والمراد لكل أمر وقت ومكان وقوع وسوف تعلمون والمراد وسوف تعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه "كما قال بسورة هود ومن هو على الحق وفى هذا قال تعالى :"وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون "
الأمر المستقر:
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر والمراد إن يعلموا حكما يكفروا ويقولوا مكر دائم والمراد لا يؤمنوا به مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها "
وفى هذا قال تعالى
"وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر "
الشجرة الخبيثة بلا قرار :
بين الله لنبيه(ص)أن الكلمة الخبيثة وهى الكلام الباطل يشبه الشجرة الخبيثة وهى النبات الضار الذى اجتث من فوق الأرض أى الذى اقتلع من على الأرض ما لها من قرار أى ثبات أى دوام ،والتشابه هو الكلمة الخبيثة هى الشجرة الخبيثة والإقتلاع من على الأرض يشبه أن أديان الباطل مأخوذة من كل قولة على الأرض قيلت من أى إنسان وكما أن الشجرة ليس لها قرار أى دوام فإن أديان الباطل متغيرة هالكة
وفى هذا قال تعالى :
"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار "
الربوة ذات القرار :
بين الله للنبى(ص) أنه جعل ابن مريم وأمه آية والمراد أنه خلق عيسى ولد مريم (ص)ووالدته مريم (ص)معجزة للناس حتى يؤمنوا وبعد ذلك أواهما إلى ربوة ذات قرار ومعين والمراد أسكنهما بعد الموت فى جنة ذات دوام ومتاع والمراد أدخلهم فى جنة الخلود والنعيم
وفى هذا قال تعالى :
"وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "
بئس القرار للكفار :
سأل الله رسوله(ص)ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله والمراد هل لم تعرف بالذين تركوا حكم الله وأحلوا قومهم دار البوار والمراد وأدخلوا شعبهم مكان العذاب جهنم وهى النار يصلونها أى يذوقونها وبئس القرار أى وقبح المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران "وبئس المهاد"والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)وكل مسلم أن الكفار تركوا طاعة نعمة أى حكم الله وعملوا بالكفر وهو الباطل فكان عقابهم هو دخولهم مع أهلهم النار حيث العذاب المستمر .
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار "
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار يقولون للكفار هذا فوج مقتحم أى هذا جمع قادم لدخول النار لا مرحبا بهم أى لا أهلا أى لا رحمة لهم إنهم صالوا النار أى إنهم لذائقوا أى لساكنو الجحيم مصداق لقوله بسورة المطففين "إنهم لصالوا الجحيم" فيقولوا لهم بل أنتم لا مرحبا أى لا أهلا بكم أى لا رحمة لكم أنتم قدمتموه لنا أى أنتم حسنتموه لنا والمراد أنتم زينتم لنا النار عندما زينتم لنا الكفر فى الدنيا فبئس القرار أى فساء المهاد مصداق لقوله بنفس السورة "فبئس المهاد"
وفى هذا قال تعالى :
"هذا فوج مقتحم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار"
الجنة خير مستقر:
بين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة يومئذ أى فى يوم القيامة خير مستقرا أى أحسن مقيلا والمراد أفضل مقاما أى أحسن مكانا مصداق لقوله بنفس السورة "حسنت مستقرا ومقاما"
وفى هذا قال تعالى:
" أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا "
الجنة مستقر حسن :
بين الله أن عباد الرحمن يجزون الغرفة بما صبروا والمراد يدخلون الجنة بما أطاعوا حكم الله مصداق لقوله بسورة الإنسان "وجزاهم بما صبروا جنة "وهم يلقون فيها تحية أى سلاما والمراد يجدون فيها خيرا أى نفعا لهم وهى قد حسنت مستقرا أى مقاما والمراد وهى قد حببت لهم مسكنا أى مقاما أى ثوابا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "نعم الثواب وحسنت مرتفقا وفى هذا قال تعالى:
"أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما "
جهنم أسوأ مستقر :
بين الله أن عباد الرحمن هم الذين يقولون أى يدعون :ربنا اصرف عنا عذاب جهنم والمراد ابعد عنا أى قنا عذاب النار مصداق لقوله بسورة البقرة "وقنا عذاب النار "إن عذابها كان غراما والمراد إن عقابها كان ثقيلا أى مستمرا مصداق لقوله بسورة الإنسان "ويذرون وراءهم يوما ثقيلا "أى طويلا ،إنها ساءت أى بغضت مستقرا أى مقاما أى مكانا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "وساءت مرتفقا "فهى مكان مكروه
وفى هذا قال تعالى:
"والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما "
المستقر عند الرب:
بين الله لنبيه (ص)أن كلا وهى الحقيقة هى لا وزر أى لا ظلم فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة غافر"لا ظلم اليوم" إلى ربك يومئذ المستقر والمراد إلى إلهك يوم القيامة الأمر وهو الحكم مصداق لقوله بسورة الإنفطار "والأمر يومئذ لله"،ينبؤا الإنسان بما قدم وأخر والمراد يخبر الفرد بالذى أحسن وهو الخير وبما أخر أى وبالذى أساء وهو الشر مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"وفى هذا قال تعالى:
"كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر "
القر فى الحديث :
وردت المشتقات قليلا فى الأحاديث ومنها :
"إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوى فيها 70 عاما ما تفضى إلى قرارها فأكثروا ذكر النار 0000وفى رواية 000هذا حجر رمى به فى النار منذ سبعين خريفا فهو يهوى فى النار حتى انتهى إلى قعرها "رواه الترمذى ومسلم ونلاحظ تناقضا فى الروايات فالحجر فى الأولى لم يبلغ القعر فى 70 عاما وفى الثانية بلغها فى 70 عاما وهو تناقض والخطأ هنا هو كثرة ذكر النار وهو يتعارض مع أن المطلوب من المسلمين هو ذكر الله كثيرا وفى هذا قال تعالى "واذكروا الله ذكرا كثيرا"
"لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها 000وفى رواية ثلاث إذا خرجن لا تنفع نفس إيمانها000طلوع الشمس من مغربها 000وفى رواية أن النبى قال يوما أتدرون أين تذهب الشمس 000قال مستقرها تحت العرش 000أصبحى طالعة من مغربك 000ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها مسلم والخطأ هو طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة وهو تخريف لأن الشمس تكور أى تنفجر مصداق لقوله تعالى بسورة التكوير "إذا الشمس كورت "وهذا الإنفجار يؤدى لجمعها مع القمر مصداق لقوله بسورة القيامة "وجمع الشمس والقمر "