الليرة التركية تواجه الضغوط السلبية في ظل عدم الاستقرار

jawad ali

عضو نشيط
المشاركات
1,064
الإقامة
Turkey
LYNXMPEE780Q6_L.jpg

سجل زوج الدولار/الليرة التركية (USD/TRY) قمة تاريخية جديدة عند مستوى 38.7125، اليوم الجمعة، مع تحقيق ارتفاع بنسبة 1% خلال تعاملات اليوم.

وفي الوقت نفسه، أظهرت المؤشرات الفنية التي وفرتها منصة WarrenAI، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 75 وإشارات الشراء القوية عبر جميع المتوسطات المتحركة، أن الاتجاه الصاعد لا يزال مسيطراً، وإن كانت إشارات التشبع الشرائي ترفع احتمالية حدوث تصحيح سعري على المدى القصير.

يأتي ذلك بالتزامن مع اعتماد محافظ البنك المركزي التركي أسلوباً حازماً في تبرير قرار البنك بيع عشرات المليارات من الدولارات من احتياطياته لدعم استقرار سعر صرف الليرة التركية خلال الأسابيع الأخيرة، متجاهلاً الانتقادات السياسية الموجهة لهذه السياسات.

وأكد المحافظ فاتح قرة خان، خلال حديثه أمام نواب البرلمان في أنقرة هذا الأسبوع، أن هذه الإجراءات كانت ضرورية "لمنع التقلبات المفرطة في أسعار الصرف"، مقدماً بذلك اعترافاً علنياً نادراً بالتدخل المباشر في سوق العملات الأجنبية، ومُلمحاً إلى إمكانية استمرار مثل هذه التدخلات لاحقاً.

وأوضح قرة خان قائلاً: "قمنا مؤخراً بالتدخل، وما زلنا نتدخل عبر عمليات بيع، في الأوقات التي يشهد فيها السوق طلباً مرتفعاً على العملات الأجنبية مقابل ضعف العرض".

في ظل التقلبات الحادة لليرة التركية ووصول زوج USD/TRY إلى مستويات قياسية، تمنحك منصة WarrenAI أدوات تحليلية فريدة لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. مع تحليلات فورية لمؤشرات مثل RSI والمتوسطات المتحركة، وتوقعات ذكية بناءً على نماذج الذكاء الاصطناعي، ستتمكن من تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى. اشترك الآن واحصل على ميزة التحليل الاحترافي الذي يضعك دائمًا خطوة أمام السوق!

بيع 50 مليار دولار لدعم العملة المحلية

رغم التزام البنك المركزي بالإعلان عن أي مبيعات مباشرة للدولار، فقد لجأ في السنوات الماضية إلى استخدام البنوك الحكومية كوسيط غير معلن في عمليات شراء الليرة، مما سمح له بتنفيذ تحركات غير مكشوفة أمام الأسواق.

وخلال شهر مارس فقط، أنفق البنك نحو 50 مليار دولار بهدف كبح الانخفاض الحاد في قيمة الليرة، وهي الفترة التي شهدت أيضاً اعتقال أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول والمعارض البارز للرئيس رجب طيب أردوغان، في إطار اتهامات بالفساد ينفيها إمام أوغلو.

وفي 19 مارس، تحديداً يوم احتجاز إمام أوغلو، سجلت الليرة انخفاضاً بنسبة 12% مقابل الدولار، مما دفع البنك إلى التدخل بشكل عاجل للحد من الخسائر. بالإضافة إلى ذلك، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة واتخذ تدابير إضافية لدعم الليرة، في ظل موجة ضغوط عالمية ناجمة عن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة.

ردود على اتهامات المعارضة بانعدام الشفافية

واجه البنك المركزي اتهامات من المعارضة بانعدام الشفافية في إدارته لسوق العملات، وهي تهم أنكرها المحافظ فاتح قرة خان بشدة. فقد أشار سعد الله كيساجك، نائب عن حزب الديمقراطية والتقدم "ديفا"، إلى أن البنك يتبع فعلياً "نظام سعر صرف مربوط" بدلاً من نظام التعويم الحر.

رداً على ذلك، قال قرة خان إن مبيعات الأجانب يوم 19 مارس تجاوزت بكثير المستويات التاريخية المعتادة، مؤكداً التزام البنك بنشر بيانات مالية دقيقة: "نقوم بنشر الميزانيات التحليلية يومياً بشكل مفصل، ما يسمح للجميع بحساب التغيرات في صافي مركز العملات الأجنبية يومياً. لا أرى وجود مشكلة فيما يتعلق بالشفافية".


وأضاف أن البنك المركزي سيعمل على إعادة بناء احتياطاته بأقصى ما يمكن، مستفيداً من التحسن الملحوظ في حجم الاحتياطيات على مدار العامين الماضيين نتيجة رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.

تشديد القواعد على العملات الأجنبية

ورغم استقرار الأسواق التركية نسبياً منذ منتصف أبريل، مع تراجع الإقبال المحلي والأجنبي على الدولار، إلا أن البنك المركزي لا يزال يتعامل بحذر. إذ أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن لوائح جديدة تهدف إلى تقييد شراء العملات الأجنبية، من بينها فرض تكاليف إضافية على البنوك التي تحتفظ بأصول غير مقومة بالليرة.

وبقي سعر صرف الليرة مستقراً صباح الخميس عند 38.6 ليرة لكل دولار، مع تسجيل العملة تراجعاً نسبته 8.5% منذ بداية العام الجاري.

وأشار قرة خان إلى استمرار الإجراءات الداعمة لليرة قائلاً: "سنواصل تنفيذ التدابير التي تشجع على استخدام الليرة التركية، وفي الوقت ذاته، سنستمر في دعم الاحتياطيات".

مخاوف المستثمرين من عدم الاستقرار السياسي

لكن وفقاً لغرانت ويبستر، مدير الأموال لدى "ناينتي ون" (Ninety One) في لندن، والتي تدير أصولاً بقيمة 170 مليار دولار، فإن جهود إعادة بناء الاحتياطيات لن تكون سهلة نظراً لاستمرار القلق لدى المستثمرين بسبب الخسائر التي تعرضوا لها في مارس.

ولفت ويبستر إلى أن اعتقال إمام أوغلو، الذي كانت المعارضة تعول عليه كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية لعام 2028، زاد من حالة عدم اليقين السياسي، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مخاطرهم.

وقال: "ليس من المرجح أن نرى تدفقات مالية على المحافظ الاستثمارية بنفس الحجم الذي شهدته تركيا عام 2024". مضيفاً: "لقد دخل كثير من المستثمرين الذين عادة ما يتجنبون السوق التركي، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد أن شهدوا تراجعاً حاداً للعملة وزيادة في التقلبات. كما أن تسارع الجدول السياسي نحو انتخابات 2028 يتطلب حذراً أكبر من جانب المستثمرين".


ضغوط مستمرة

وفقاً لتحليلات WarrenAI المعتمدة على البيانات اللحظية والنماذج الذكية، يستمر الضغط على الليرة التركية في ظل قفزة التضخم السنوي إلى 37.86%، ومخاوف من الاستقرار السياسي بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول. وعلى الرغم من قيام البنك المركزي برفع الفائدة إلى 49% وبيع ما يقارب 50 مليار دولار من الاحتياطات لدعم العملة، فقد واصل الدولار مكاسبه أمام الليرة مدعوماً بعزوف المستثمرين عن المخاطر.

في مقارنة إقليمية دقيقة وفرتها منصة WarrenAI، تبيّن أن الليرة التركية سجلت أحد أسوأ أداءات العملات الناشئة خلال الفترة الأخيرة، متخلفة عن عملات أخرى مثل الدولار التايواني والزلوتي البولندي. ويعود هذا الأداء الضعيف إلى عوامل داخلية خاصة بتركيا، حيث فشلت السياسة النقدية حتى الآن في تهدئة الأسواق، رغم التراجع العالمي في قوة الدولار.

بفضل أدواتها المتقدمة وتقاريرها الفورية، تتيح منصة WarrenAI للمستثمرين نظرة استباقية دقيقة على تحركات الأسواق، معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الكمي العميق. وتشير التوقعات التي أعدتها المنصة إلى استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير، مع احتمالية تصحيحات مؤقتة بسبب التشبع الفني، بينما يبقى الاستقرار على المدى المتوسط مرهوناً بتحسن الثقة السياسية والتدخلات النقدية المستمرة.
 
عودة
أعلى