رغم سلبيات البيانات الدولار يسجل تعافيا واضحا.فما هى أسباب صعوده؟

[Dr yara Mahmoud]

   

 

 

شهد الدولار الأمريكي تعافيا واضحا خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع، يوم الجمعة، وتمكن من محو خسائره التي تكبدها خلال التعاملات المبكرة من الفترة الأسيوية، ليتمكن بعدها من التحول نحو تحقيق أرباح هامشية، ثم يرتفع بشكل أكبر بعد ذلك عقب صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية منذ قليل، رغم سلبيتها

أسباب صعود الدولار اليوم

استطاع الدولار الأمريكي تحقيق بعض الأرباح خلال تعاملات اليوم، ولكنه لا يزال لم يتمكن حتى الآن من محو جميع خسائره التي تكبدها منذ بداية الأسبوع، والتي تبلغ 0.72% حتى الآن، بعدما تعرض الدولار الأمريكي لضغوطات هبوطية قوية طوال هذا الأسبوع، دفعته نحو تسجيل أدنى مستوياته منذ 25 أبريل من العام الماضي، والذي لامسه في وقت مبكر من الجلسة، بعد أسبوع حافل بالبيانات التي أثرت على تحركاته سلبا بشكل كبير

وكانت آخر تلك البيانات هي تلك الصادرة اليوم بشأن مبيعات التجزئة الأمريكية، والتي رغم أنها جاءت سلبية وأسوأ من المتوقع، إلا أن الدولار لاقى إقبالا كبيرا، على خلفية قيام مكتب الإحصاء الأمريكي بمراجعة القراءة السابقة للمؤشر على نحو مرتفع، وهو ما أعطى بعض التفاؤل للمستثمرين ودفع الدولار نحو توسيع أرباحه اليوم.

ومع ذلك، فقد سجل مؤشر مبيعات التجزئة الصادر عن شهر مارس الماضي انكماشا بنسبة 1.0%، بما يفوق التوقعات البالغة انكماشه بنسبة 0.4% فقط، ولكن في نفس الوقت، تمت مراجعة القراءة السابقة لسهر فبراير على نحو مرتفع لتسجل انكماشا بواقع 0.2% فقط، بدلا من 0.4%.

واستطاع الدولار الأمريكي الاستفادة من تلك المراجعة بشكل كبير، خاصة في ظل البيانات الإيجابية للغاية الصادرة لسوق العمل الأمريكي يوم الجعة الماضية، والتي أوضحت استمرار الاقتصاد الأمريكي بإضافة عددا من الوظائف يفوق التوقعات، وهو ما زاد رهانات المستثمرين على رفع آخر للفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي باجتماع مايو المقبل، وعزز بالمقابل صعود الدولار.

وبالتطرق إلى الرهانات على أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فقد أصبحت أداة متابعة سعر الفائدة الفيدرالية FEDWATCH تشير الآن إلى ارتفاع احتمالية قيام البنك المركزي للولايات المتحدة برفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس إلى 82.1%، بعدما كانت أعلى بشكل طفيف للغاية من 50% الأسبوع الماضي.

واستمرت تلك الرهانات بالتزايد بشكل تدريجي خلال الأسبوع، بعد بيانات التضخم الأمريكية، والتي رغم أنها أظهرت تباطؤ التضخم العام بما يفوق توقعات الأسواق ليسجل 5.0%، إلا أنها أظهرت كذلك استمرار مقاومة معدل التضخم الأساسي لجهود الفيدرالي الأمريكي لخفضه، حيث جاء مطابقا للتوقعات بفارق طفيف للغاية عن القراءة السابقة، ليسجل 0.4%.

وأدى هذا ، جنبا إلى جنب مع تصريحات بعض أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى زيادة التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يقوم برفع آخر لترويض معدل التضخم الأساسي الذي لا يزال مرتفعا، والذي أبدى بعض مسؤولي البنك قلقهم حياله، مما أفسح المجال أمام الدولار لتنفس الصعداء والتحول لتحقيق الأرباح.

وفي نفس الوقت، عززت تلك الرهانات أيضا صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية بقوة خلال تعاملات اليوم، لترتفع عائدات السندات لأجل 10 سنوات بواقع 1.4%، لتسجل 3.50%، وهو أعلى مستوياتها في نحو 10 أيام، وهو ما قدم كذلك دعما كبيرا للدولار بعد صدور تلك البيانات.

هذا وقد صرح عضو الفيدرالي الأمريكي بولاية أتلانتا رفاييل بويستيك في وقت سابق من اليوم، بأن البيانات الأخيرة تدعم بالفعل سيناريو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس بالاجتماع المقبل، ثم التوقف بعضها وعمل إعادة تقييم لآثار قراراته منذ العام الماضي على الاقتصاد، والذي بدأ يظهر الآن فقط علامات على بدء تأثره بالتشديد المستمر للفائدة منذ العام الماضي.

الدولار الآن

وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – خلال تعاملات اليوم بنحو 0.25% ليسجل 101.260 نقطة.

وبالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، فقد تراجع اليورو مقابل الدولار بواقع 0.21% ليسجل 1.1022 دولارا، كما انخفض الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.47% إلى 1.2463 دولارا.

وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.47% ليصل إلى 133.17 ين، كما صعد الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.26%؛ مسجلا 0.8919 فرنك.

أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد تراجع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.39% إلى 0.6756 دولار أمريكي، وكذلك تراجع الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.71% إلى 0.6253 دولار أمريكي، بينما استقر الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي عند 1.3341 دولار كندي.
​