- المشاركات
- 2,428
- الإقامة
- البحيره

كيف بنى لاري إليسون إمبراطوريته من البرمجيات إلى الجزر الخاصة؟
رجل بدأ حياته من لا شيء، ترك الجامعة، وذهب يبحث عن فرصة. لكن بدلًا من أن يصبح موظفًا عاديًا، بنى واحدة من أضخم شركات التكنولوجيا في العالم — "أوراكل". اليوم، لاري إليسون، الملياردير الأميركي، يمتلك ثروة تقدّر بأكثر من مئتين وخمسين مليار دولار، جعلته يتفوق على أسماء مثل مارك زوكربيرغ، ويقترب من قمة قائمة أغنى أغنياء العالم، خلف إيلون ماسك مباشرة.
لكن كيف صنع هذه الثروة الضخمة؟ وكيف يموّل نمط حياته الفاخر؟ ولماذا يشعر سكان هاواي بالانزعاج منه؟
من جنوب شيكاغو إلى وادي السيليكون
نشأ لاري إليسون في بيئة متواضعة، وتم تبنيه منذ أن كان رضيعًا. ترك الدراسة الجامعية أكثر من مرة، لكنه وجد نفسه في عالم البرمجة. عمل لدى شركة صغيرة، حيث ساهم في تطوير مشروع لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية، وهو ما كان بداية لفكرة "أوراكل".
وفي عام سبعة وسبعين، أسس إليسون شركته الخاصة مع شريكين، واليوم أصبحت "أوراكل" لاعبًا رئيسيًا في سوق البرمجيات، خصوصًا قواعد البيانات التي تستخدمها آلاف الشركات والمؤسسات الحكومية حول العالم.
البرمجيات وحدها لا تكفي
على مدى السنوات، لم يكتف إليسون بالاعتماد على منتجات "أوراكل" فحسب، بل حوّل الشركة إلى منافس قوي في سوق الحوسبة السحابية. استثمر المليارات في مراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي. مؤخرًا، عقدت شركته صفقة ضخمة مع "أوبن إيه آي" لاستئجار طاقة حوسبية هائلة، وهو ما عزز من قيمة السهم وأدى إلى مضاعفة سعره تقريبًا منذ أواخر ألفين واثنين وعشرين.
استفاد إليسون أيضًا من الزخم الذي تشهده تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على الخدمات السحابية، وتخفيف القيود الأميركية على صادرات الرقائق إلى الصين، مما أعطى دفعة قوية لأسهم الشركات المرتبطة بالتقنية.
تمويل حياة فارهة... عن طريق الديون!
رغم أن ثروته ضخمة، فإن إليسون يعتمد في تمويل حياته الخاصة على مزيج من بيع الأسهم وتوزيعات الأرباح، بالإضافة إلى الاقتراض من البنوك، وهي وسيلة يستخدمها كثير من المليارديرات لتجنّب دفع ضرائب مباشرة على الثروة.
ومعروف عنه عشقه للحياة المترفة: يخوت فخمة، طائرات خاصة، عقارات في أكثر المواقع رفاهية في أميركا، وحتى جزيرة شبه كاملة في هاواي. هذا النمط من الحياة كان محط جدل، خاصة عندما نصحه أحد المحاسبين في رسالة قديمة بضرورة وضع "ميزانية"، لأن إنفاقه فاق التوقعات!
جزيرة اشتراها... وجدل أشعله
في عام ألفين واثني عشر، اشترى إليسون نسبة ثمانية وتسعين في المئة من جزيرة لاناي في هاواي مقابل ثلاثمئة مليون دولار. حوّلها إلى ملاذ للأثرياء، وأقام فيها منتجعات فاخرة بالتعاون مع طبيب صديقه الراحل ستيف جوبز. استقطب إلى الجزيرة شخصيات مثل إيلون ماسك وتوم كروز وحتى مسؤولين سياسيين كبار.
لكن هذه الاستثمارات لم تكن مرحبًا بها من الجميع. بعض السكان المحليين يعتبرون أن الجزيرة فقدت طابعها العائلي والهادئ، وأصبحت نخبوية تخدم فقط الأثرياء، مما خلق حالة من الاستياء المحلي.
بين السياسة والرياضة والعمل الخيري
يُعرف عن إليسون قربه من الحزب الجمهوري وعلاقته بالرئيس دونالد ترمب، حيث دعم مشروعات تقنية كبرى بدعم سياسي واضح. كما دخل عالم الرياضة، عبر فريق سباقات بحرية فاز بكأس أميركا، وبطولة تنس عالمية، وهو أحد الأعضاء البارزين في مبادرة "تعهد العطاء"، التي تهدف إلى التبرع بجزء كبير من ثروات الأثرياء للعمل الخيري.
#عرب_اف_اكس_طريقك_نحو_التداول_بنجاح