رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 3,043
- الإقامة
- مصر
نقد سفر رؤيا مانيتون السمنودي
الجبتانا كتاب ينسب إلى مانيتون السمنودى وهو رجل معروف أنه مؤرخ وصلت عن طريقه كما يقال تاريخ الأسر التى يسمونها كذبا الأسر الفرعونية الثلاثين
الغريب أن المشهور ما يسمى زورا بالحضارة الفرعونية عمرها سبعة آلاف عام بينما مانيتون في سفر الرؤيا هذا يقول ان تاريخ تلك الأسر يمتد لأحد عشر ألف عاما
والكتاب الذى نتحدث عنه وهو الجبتانا وهو ما يسمى أسفار التكوين الفرعونية أو المصرية هو كتاب وصل إلينا كما يقال عن طريق الروايات حيث كان آباء القساوسة ومن تحت أيديهم في كنيسة مصر يحفظون الكتاب لبعضهم البعض وكل واحد يحفظه لبعض الجدد في الكنيسة والكتاب الذى بين أيدينا كما يقول على الألفى الذى جمعه وسمعه من الرواية الأخير أبيب النقادى هو نتاج أكثر من خمسين جيلا من المصريين الذين روى بعضهم عن بعض ولم يتبق منهم في القرن الأخير سوى أبيب النقادى وشخص أخر مات بعده بعقود أسماه على الألفى البباوى
طريقة مريبة لكى يصل كتاب إلينا بنفس طريقة وصول الأحاديث والتى لم تكن معروفة في مصر أو غيرها قبل دخول الإسلام الأخير لها فيما نعرفه من كتب التاريخ المزورة فالكتب التى وصلت لنا من العهود المعروفة الاغريقى والرومانى وقبلهم الفرعونى في العهود السابقة كانت نسخ من كتب أصول أو مسجلة كما يقال على جدران المعابد والآثار
إذا كتاب الجبتانا وصلنا بطريقة الرواية الحديثية أو العربية وهو ما يؤكد أن هناك مصيبة وراء هذا الكتاب وهو أنه من تأليف بعض من الرهبان في العصر الحديث كما هو حال السير الشعبية التى انتشرت في مصر ومن حولها مثل السيرة الهلالية والزير سالم والظاهر بيبرس وكلها تصب في خانة واحدة وهى :
اشاعة الخرافة والجهل في المجتمع
الكتاب رغم عدم قراءتى إلا لبعضه فإنه نتاج معارف أبيب النقادى للتراث الإسلامى واليهودى والنصرانى وغيرهم فالرجل ألف هذا الكتاب ليكون شبيها بالكتب المزورة في الأديان الثلاثة فاستهل كتابه بسفر الرؤيا على عكس الكتاب المقدس الذى يضم العهدين القديم والجديد والذى ينتهى بسفر الرؤيا وفى سفر الرؤيا اقتبس من التراث المزور رحلة الإسراء مع تحويرها واقتبس من سفر الرؤيا نفسه كرسى العرش وفى الأسفار التالية نقل من هنا وهناك ما يشبه سفر التكوين في العهد القديم مع تحويرات واضافات
ويبدو أن أبيب النقادى عاصر بداية ما يسمونه علم المصريات وأحب أن يسهم فيه بكتابة هذه الكتاب :
سفر رؤيا مانيتون والذى يستهل بتأكيد الكاتب مانيتون أنه ابن من أبناء الآلهة المفتراة وأن الوحى آتاه وفى هذا قال :
"أنا مانيتون السمنودي لا أعرف عن طفولتي إلا ما سمعته من معلمي وأبى بالروح كاهن معبد مدينة منديس قص ذلك الكاهن الأب على قصة طفولتي فقال: سلمك إلي وأنت في الخامسة من عمرك فلاح من منطقة البحيرات الشمالية فى أرض النحلة، وكانت تبدو عليك ملامح الذكاء والنجابة ولما سألت ذلك الفلاح عنك روى لنا أن الإله حورس زاره وسلمك له، وأوصاه أن يرعاك حتى الخامسة ثم يسلمك لناً في اًلمعبد ٠٠٠أصبحت يا مانيتون- ابنا لي بالروح وعلمتك القراءة والكتابة بعدة لغات كما علمتك -وأنت تعرف الكهانة والطب والسحر
عرفت أنك ابن من أبناء الآلهة , كنت أحيانا أصحو من نومي على أصوات وترنيمات تأتينى من حجرتك واكتشفت أن حورس وإيزيس وأوزوريس ورع وآمون وبقية التاسوع المقدس, كانوا يزورونك ويضعون في قلبك الأسرار المقدسة,والأسماء السحرية التى تجعلك قادر, على تجاوز عالمنا إلى عالم الآلهة "
ومقولة كونه من أبناء الآلهة تشابه مقولة في العهد القديم في سفر المزامير " أنا قلت أنكم آلهة وأبناء العلى كلكم "
وزيارة التاسوع وهم الملائكة للوضع في قلبه كما يقال تذكرنا بحديث شق الصدر لوضع الإيمان والحكمة في قلب خاتم النبيين (ص) مع الفوارق ومن رواياته:
"عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه" رواه مسلم
ونجد مانيتون المزعوم يقول أنه كتب تاريخ حكم مصر وهو تاريخ الأسرات بأمر من حكام البطالمة فقال :
" كتبت بأمر من الملوك البطالمة تلخيصا كاملا لحكام مصر وآلهتها وأسراتها منذ عحا المحارب والملقب بنعرمر حتى وصل الإسكندر إن تلك القوائم للآلهة والملوك المصريين العظام التى لخصتها فانتشرت من الإسكندرية وهليوبوليس وطيبة, فصارت توجد نسخ منها في هاران وببلوس وفي فينقيا ومعابد الأدوميين والعبريين والفلسطينيين"
وهو ما يناقض أنه كتبها بتوجيهات رع رب الأرباب عنده في نهاية الإصحاح الخامس في قوله:
"بدأت كتابة الجبتانا ملتزما بتوجيهات رع ومسجلا أسفار التكوين المصرية باللغة المصرية بخطوطها الثلاثة الشائعة بعد الإسكندر الخط الهيراطيقي والديموطيقي والجبتي مع عدة نسخ بالإغريقية تكتبت أسفار التكوين المصرية الجبتانا وكتب تلاميذي في معبد سمنود تتابع عدة نسخ، بعضها سنرسله إلى هليوبوليس وإلى معبد الإله سيراببس في الإسكندرية, وإلى معبد مدينة الثن الأولى في طيبة, وإلى معابد ببلوس" و"فينيقيا" ومجدو" وابابروت" و"أورشاليم" وهاران"
أقر بأن الجبتانا هي التاريخ الحقيقي للسلالة المصرية ألهة وأبناء آلهه وملوكاً ابتداء من بدء التكوين وظهور أتم أول الآلهة وانتهاء بالملك عحا المحارب نعرمر ومرورا بالتوحيد الأول للأرضين على يد أوزيريس الناسوتي، الذي عاد بعد أن فداًه حورس بعينه إلى اوزيريس اللاهوتي باعث الخضرة في مصر والمشرف على طريق الراحلين إلى الغرب"
وفى الإصحاح الثانى يناقض ما قاله أنه من وضع تاريخ الأسرات وحده بأنه كتب قوائم الحكام بالاشتراك مع كهنة طيبة في القول التالى :
" الإصحاح الثاني
زرت جميع معابد الجنوب: زرت معبد طيبا وطينا ، والفونتين وميتيت ٠
والكرنك وهيراكونبوليس وأبيدوس وبانوبوليس وغيرها اشتركت مع كهنة طيبة فى وضع القوائم الشهيرة لملوك الأرضين الذين حكموا أرض الآلهة "
العجيب هو أن الرجل الذى يدعى كونه ابن لإله كان محكوما من البطالمة الذين ليسوا من الآلهة أو أبناءها وهو كلام عجيب
وكلامه قائم على مقولة تعدد الآلهة وأنهم ينجبون أبناء ويتزوجون وهو ما يذكرنا بأقوال في العهدين عن أبناء العلى وابن الإنسان الذى هو ابن الله كما يزعمون من امرأة هى مريم ومن كلامه في هذا في الإصحاح الثانى :
"وضع القوائم الشهيرة لملوك الأرضين لملوك الأرضين الذين حكموا أرض الآلهة بعد أن كانت الآلهة تحكم بنفسها أرض مصر ثم تركت الآلهة الأرض ورحلواً إلى السماء حيث استقلت الآلهة بحكم السماء، واستقل أبناء الآلهة بحكم الأرض
وسلسلة أبناء الآلهة تبدأ عندنا بإيزيس وأوزويس وحورس ثم تبدأ سلسلة أبناء أبناء الآلهة بالملك الاله عحا المحارب اًلذي هو نعرمر وإلملوك المصريون الآلهة - وأبناء آلهة - وأبناء أبناء الآلهة يبلغ ثلاثمائة وواحد وأربعون ملكا سيطرواً على ثلاثمائة وواحد وأربعين جيل من الناس وبما ان كل ثلاثة أجيال تكون قرنا من الزمان"
ويحدد الرجل عمر التاريخ في مصر بعدد هو 11341 سنة قائلا:
"إذن فالتاريخ المصري كله آلهة - وأبناء آلهة وأبناء أبناء آلهة يبلغ أحد عشر ألف عام وثلاثمائة وأربعين عاما وأول ملك كان من أبناء أبناء الآلهة وهو عحا المحارب أو نعرمر يعود تاريخه إلى سنة أربعة آلاف عام قبل الاسكندر وقبل ذلك كان حكم أبناء الآلهة ، وحكم الآلهة ,
هذا المختصر لحكام مصر وضعت منه نسخ في جامعة !لإسكندرية وفي معبدها وفى الأروقة الملحقة بعمود بومبى حيث يتم التكريس للإله سيرابيس المصري الإغريقي الذي يعبد وتقدم له القرابين والطقوس"
وبعد هذا الكلام يبين كيفية حدوث رحلة المعراج للسماء حيث أكل ثم شرب خمرا مع الكهنة وحاشية الملك ثم نام في حجرة كبير الكهنة وذكر ما شاهده من الأحداث وهو قوله :
"الآن في كاتاكوما حللت أنا مانيتون السمنودي عبد الإله أوزيريس في العام الأول من حكم ثاني البطالمة ضيفا على معبد سيرابيس القريب من عمود بومبى, وبعد قداس المساء وصلاة أول الليل دعاني المقربون من أتباع الملك, والمبجلون من كهنة المعبد إلى وليمة القرابين المقدسة, وشربنا مع الوليمة أباريق من نبيذ البلح والعنب مقدمة إلى المعبد سكائب قربان وما إن وضعت رأسي على الوسادة في حجرة نوم كبير الكهنة -والتي تركها لي حيت سافر إلى عين شمس حتى انتبهت من نومى مذعورا"
وهذا الجزء يذكرنا برحلة أردا فيراف الزرادشتى حيث أكل وشرب خمرا هو الأخر ونام مدة وهو الجزء التالى من كتاب رحلة أردا فيراف :
" وبعد ذلك، اختار هؤلاء المشرعون، في مسكن الروح، مكانًا على بعد ثلاثين خطوة من الخير. (25) وغسل فيراف رأسه وجسده ولبس ثيابًا جديدة. (26)" ..."وأعطوا كأسًا لفيراف مكتوبًا عليه كلمة "حسن الحكم" والكوب الثاني مكتوبًا عليه كلمة "حسن القول" والكأس الثالثة مكتوبًا عليها كلمة "حسن العمل الصالح" (31) وابتلع الخمر والمخدر، وقال نعمة وهو مستيقظ، ونام على البساط."
وبعد هذا أضاف مانيتون أو قل أبيب النقادى اضافات من عنده وهى :
"أيقظنى الإله حورس فى هيئة الصقر مستخدما أجنحته المصوغة من الذهب والياقوت والزمرد, وكانت ترافقه الأم الآلهة إيزيس التى كانت تلبس رداء أرجوانيا أبهى من زنابق الحقول ومن زهور اللوتس وابتسمت لى الربة الآلهة وربتت على كتفى كذلك ابتسم لى الإله أوزيريس وطمأننى بأنه لم يأتى ليأخذني معه إلى الغرب"
ثم بدأ الرحلة بمعاونة جبار الذى هو جبريل(ص) في حديث الإسراء برواياته الذى اعطاه أجنحته ليكمل الرحلة وحده بعد أن كان معه في بعضها وهو قول السفر :
" وقدم لي جبار أحد معاوني رع رب الأرباب؛ الذي يسميه الكنعانيون والأدوميون الله والذي تسميه القبائل العبرانية والسامية ألوهيم
اختفى الثالوث المقدس وحملني جبار على ظهره الذي يشبه ظهر الحصان, وطار بي مستخدما أجنحته الذهبية صاعدا إلى السماء, وتوقف جبار عند الجميزتين السماويتين المقدستين اللتين تقفان شامختين عند مدخل طريق النور المؤدي إلى العرش السماوي وخلع ”جبار" اجنحته الذهبية وركبها في كتفي، وأشار لي أن أواصل الطريق إلى عرش رب الأرباب وفهمت منه أنه لا يستطيع تجاوز الجميزتين المقدستين وإلا احترق "
ونلاحظ هنا تحول شجرة السدر في روايات الإسراء والمعراج إلى شجرتين من شجر الجميز
ونلاحظ سقطة من سقطات أبيب في تزويره للسفر وهى القول :
"رع رب الأرباب؛ الذي يسميه الكنعانيون والأدوميون الله والذي تسميه القبائل العبرانية والسامية ألوهيم"
فلم يكن لتلك القبائل وجود في تلك العصور إلا نادرا خاصة العبرانيون الذين ظهروا متأخرا في تاريخ الأسرات كما يزعم الزاعمون أنهم كانوا في عهد رمسيس الثانى أو مرنبتاح
ويكمل الرجل السفر بالوصول للعرش الإلهى مثبتا كونه كرسى مزين بتماثيل الحيوانات فيقول :
"وجدتنى أطير بأجنحة جبار دون إرادة منى واقتربت من قدس الأقداس ففتحت الأبواب النحاسية السبعة بابا بعد باب، وأخيرا فتحت الأبواب الذهبية, وأخيرا فتح الباب الزمردي الذي يقع خلفه سر الأسرار؛ فإذا عرش عظيم مصوغ من النور والياقوت والعقيق وتفيض عنه- بين لحظة وأخرى أضواء وألوان تشبه قوس المطر فيضاء قدس الأقداس وعرش الجالس على الكروبيم وكلما أشرقت الأنوار وكلما فاض عن بنبن أضواؤه وأنواره يظهر الجالس على عرش الكون وكأنه الذهب ممزوجا بالياقوت واليشب والزبرجد ساعتئذ لم تجد عيناي القدرة على النظر إلى الجالس على العرش؛ ووجدتني ساجدا أمام عرش سيد الأكوان
حول العرش العظيم "
وهو ما يشابه مع فوارق قول سفر الرؤيا ليوحنا :
"وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3 وَكَانَ الْجَالِسُ، فِي الْمَنْظَرِ، شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ، فِي الْمَنْظَرِ، شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. 4"
ويكرر أبيب نفس التناقضات حول الألوهية والربوبية خاصة في العهد الجديد فيقول :
"رأيت تاسوع الأرباب والملائكة متسربلين بثياب بيض جالسون على عروش صغيرة تكون دائرة حول العرش العظيم, ويردد تاسوع الأرباب والملائكة رافعين أياديهم إلى رب الأرباب: المجد لرع رب الأرباب، والذي كان أتوم أول الخلق والآلهة , والذي صار اتون وآمون والذي تحول إلى توت والأب بالروح لأوزيريس وحورس وإيزيس المجد لرع الذي سمح لنا بأن نكون معه في الأعالي, ٠٠ والذي بالكلمة -التي هي ذاته-خلق نفسه بنفسه وخلق كل الأشياء والموجودات والدباًبات"
هنا رع رب الأرباب أصبح مخلوق هو أتوم " أول الخلق والألهة "وهو كلام جنونى فكيف يكون إله ومخلوق ؟
ويصف العرش الإلهى فيقول :
"أمام عرش رع وعروش الأرباب والملائكة الذين يكونون التاسوع, رأيت سبع شموس تتلألأ أنوارها تنطق وتسبح بعظمة رع, في كل زاوية من الزوايا الأربع المحيطة بقدس الأقداس يقف حيوان ضخم في حجم جبل مهول؛ فبدت هذه الحيوانات محيطة بالمكان حتى أن عيني عجزتا عن الإحاطة التامة بأجرام تلك الحيوانات,حتى بدا لي الحيوان الأول كأنه أسد عملاق في وجهه عيون كثيرة تبرق وتلمع والحيوان الثاني في شكل قريب من فرس النهر والحيوان الثالث هو أبو الهول بجسمه الحيواني ووجهه الإنساني وتلمع في وجهه أعداد من العيون لا تحصى والحيوان الرابع هو نسر الكروبيم المجنح
فى وجوه تلك الحيوانات عيون كثيرة تبرق وتلمع, ومن أفواه تلك الحيوانات تتردد تمجيدات وترنيمات لرع قائلة- قدوس قدوس قدوس قدوس هو الرب الإله الأزلى القادرعلى كل شيء القدوس هو الرب الإله ذو الصيرورة الدائمة منذ الأزل والى الأبد"
وهو ما يشابه مع فوارق قول سفر الرؤيا ليوحنا :
6" وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِى وَسَطِ الْعَرْشِ، وَحَوْلَ الْعَرْشِ، أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ. 7 وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْلٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ. 8 وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلًا قَائِلَةً: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِى يَأْتِى.» 9 وَحِينَمَا تُعْطِى الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَىِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ"
ونلاحظ في فقرة سابقة أن رع وهو أتوم خلق نفسه بنفسه في القول :
والذي بالكلمة -التي هي ذاته-خلق نفسه بنفسه " ومع هذا يناقض الرجل نفسه بأنه خلق من بيضة وماء في القول التالى :
"قدوس قدوس هو الرب الإله الذي خلق نفسه بنفسه، منذ أن كان هو أتوم الذي خرج من البيضة الطافية على سطح المياه الأزلية نون ومنه كان تشوا وتفنوت اللذان أنجبا نوت سيدة السماء؛ وجب جسد الأرض ويسجد الأرباب وملائكة التاسوع ويطرحون أكاليلهم"
ونلاحظ تكرار أقوال العهدين في السفر مثل :
" ويقولون لرع: لك المجد في الأعالي لأنك أنت القدرة التي تقف خلف كل ما كان: وما هو كائن وما سوف يكون "
وهو قول سفر لوقا :
" «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي"
وهى عبارة تكررت في عدة مواضع من العهدين
وفى الإصحاح الرابع نجد أبيب ينسب لمانيتون أن الله كلمه وأخبره أن المصريون هم شعبه المختار فيقول :
" الإصحاح الرابع
فجأة حرج صوت عميق عن صاحب العرش الأعظم وكانت السموات والأرضين تردد ذلك الصوت القدسي وسمعه -وسمع معي كل من في الأرض والسماء -صوت قدوس الكون يهتف بي: "أي مانيتون, أيها الكاهن العارف بالأسرار أيها الكاتب الذي يكتب بكل لسان شاءت إرادته أن يكون هناك في الأرض نهر عظيم، هو حابي أو النيل وحول ذلك النهر ينمو شعب عظيم هم الجبتيون أبناء جبتو مصرايم والجبتيون هم أقرب الشعوب إلى كما أنهم أقرب إلى الدماء الإلهية؛ ولهذا طرحوا عنهم حياة الغاب والحيوان وصاروا يقودون جنس البشر في مضمار الحضارة, إن أرض مصر هي أرض الآلهة "
نفس المقولة العنصرية التى تنسب لليهود وهى عند كل الأمم شعب الله المختار والله لم يختر شعبا إلا من يطيعه باتباع دينه فلم يقل أبدا أنهم سكان أرض معينة أو أولاد مخلوق معين
ونجد أن رع يطلب من مانيتون كتابة الجبتانا لأن الأثار والكتب قد تم تحريفها أو محوها فيقول :
"أي مانيتون؛ إن اثار الآلهة قد اندثرت, كذلك فإن الكثير من كتابات الأقدمين قد عفى عليها الزمان لقد فتحت القبور ونهبت وطمست مسلات كثيرة ومعابد عظيمة دمرت وسويت بالأرض وكذلك الكتب والبرديات بل إن كثيرين من الهمج الذين احتلوا مصر قد سرقوا الأهرامات والقبور ونهبوا كنوزها وأتلفوا مومياواتها، بزعم أن أكل الجثث المحنطة يطيل العمر أو لعله يهب الخلود وبعض من احتلواً مصر أذابوا البرديات وشربوها كأدوية شافية من الأمراض والسحر لهذا اخترتك يا مانيتون وكلفتك أن تكتب الجبتانا أنت يا مانيتون- مكلف من قبلي أن تكتب الجبتانا؛ حيث تدون فيها كل أسفار التكوين المصرية "
وفى نهاية السفر يخبرنا مانيتون أنه صحا من نومه ووجد أنها رؤية صحيحة حيث أن أدوات كتابة الجبتانا كانت جاهزة بجواره ليكتب الجبتانا وهو القول :
"الإصحاح الخامس
صحوت من نومي وعجبت وعدت -أنا مانيتون— من الرؤيا ولتكن ظلت تلك الرؤيا بقلبي وتأكد اعتقادي بأن ما يقوله الإغريق عنا نحن المصريين- صحيح فنحن عند الإغريق مدرسة ألعالم ومعبده ومنشأ القيم والضمير
وصحوت من نومي وعجبت إذ رأيت بجواري على الفراش مجموعة من الريشات المشذبة المعدة للكتابه ووعائين؛ أحدهما للمداد الأسود والأخر للمداد الأحمر وعدة إضمامات من البردي وتذكرت أن رع في آخر الرؤيا كلف أحد معاونيه من التاسوع بأن يعبي الأدوات الكافية لكتابة الجبتاناً"
وأخبرنا السفر بأن الرجل قام بتجميع مصادر الجبتانا من كل مكان قدر على الوصول إليه ثم كتب الكتاب
"رجعت —أنا مانيتون— إلى معبدي الهادىء ذي الأسوارالسبعة, معبد اسببنبتوس فى لغة الإغريق والتى هى سمنود فى لغتنا المصرية ورتبت ماً تجمع لدى من قطع الأستراكا ومن برديات كثيرة من متون الأهرام ومتون التوابيت ومن برديات ... وبعض سجلات المعابد القديمة ومتون العقائد الموروثة وأسفار الآلهة ، والألواح القديمة المسجل عليهاً شرائع الشعوب الغابرة,بدأت كتابة الجبتانا ملتزما بتوجيهات رع ومسجلا أسفار التكوين المصرية باللغة المصرية بخطوطها الثلاثة الشائعة بعد الإسكندر الخط الهيراطيقي والديموطيقي والجبتي مع عدة نسخ بالإغريقية تكتبت أسفار التكوين المصرية الجبتانا وكتب تلاميذي في معبد سمنود تتابع عدة نسخ، بعضها سنرسله إلى هليوبوليس وإلى معبد الإله سيراببس في الإسكندرية, وإلى معبد مدينة الثن الأولى في طيبة, وإلى معابد ببلوس" و"فينيقيا" ومجدو" وابابروت" و"أورشاليم" وهاران" "
وأقر الرجل أن الجبتانا هى التاريخ الحقيقى للسلالة المصرية فقال :
" أقر بأن "الجبتانا” هي التاريخ الحقيقي للسلالة المصرية ألهة وأبناء آلهه وملوكاً ابتداء من بدء التكوين وظهور أول الآلهة وانتهاء بالملك عحا المحارب نعرمر ومرورا بالتوحيد الأول للأرضين على يد أوزيريس الناسوتي، الذي عاد بعد أن فداًه حورس بعينه إلى اوزيريس اللاهوتي باعث الخضرة في مصر والمشرف على طريق الراحلين إلى الغرب انتهيت اليوم, الحادي عشر من نوت، من السنة الثالثة من حكم ثاني خلفاء الإسكندر من كتابة الجبتانا أسفار التكوين المصرية في ثلاث عشرة إضمامة من بردي أرض النحلة وثلاثين إضمامة من بردي تانيس"
ما قاله أبيب النقادى من وجود رؤيا مانيتون هو تزوير تاريخى معكوس قصد به تدمير الأديان السابقة بادعاء أنها مأخوذة من الديانات الوثنية الديانات التى تقر بتعدد الآلهة وتوالدهم وزواجهم
والأمر الذى يدعو للريبة والشك هو أن تلك الظاهرة لم تظهر إلا منذ قرنين أو أقل تقريبا مع احتلال الغرب للشرق وكأنهم من صنعوا آثار الدول المحتلة وهم من كتبوا ذلك التراث في كل الأديان دون استثناء ليكون متوافق مع بعضه ويظل الناس في دوامة من الحيرة لا تنتهى يبحثون في كتب وأثار لا أصل لها وكان الغرض منها هو :
شغل الناس عن الحق وهو العدل الذى يجب أن يسود بمقولات كثيرة جدا يبحث العديد من الناس عن اجابة لها ويموتون وهم تائهون لأنهم بعدوا عن أصل الموضوع وهو البحث عن العدل الإلهى وتطبيقه
الجبتانا كتاب ينسب إلى مانيتون السمنودى وهو رجل معروف أنه مؤرخ وصلت عن طريقه كما يقال تاريخ الأسر التى يسمونها كذبا الأسر الفرعونية الثلاثين
الغريب أن المشهور ما يسمى زورا بالحضارة الفرعونية عمرها سبعة آلاف عام بينما مانيتون في سفر الرؤيا هذا يقول ان تاريخ تلك الأسر يمتد لأحد عشر ألف عاما
والكتاب الذى نتحدث عنه وهو الجبتانا وهو ما يسمى أسفار التكوين الفرعونية أو المصرية هو كتاب وصل إلينا كما يقال عن طريق الروايات حيث كان آباء القساوسة ومن تحت أيديهم في كنيسة مصر يحفظون الكتاب لبعضهم البعض وكل واحد يحفظه لبعض الجدد في الكنيسة والكتاب الذى بين أيدينا كما يقول على الألفى الذى جمعه وسمعه من الرواية الأخير أبيب النقادى هو نتاج أكثر من خمسين جيلا من المصريين الذين روى بعضهم عن بعض ولم يتبق منهم في القرن الأخير سوى أبيب النقادى وشخص أخر مات بعده بعقود أسماه على الألفى البباوى
طريقة مريبة لكى يصل كتاب إلينا بنفس طريقة وصول الأحاديث والتى لم تكن معروفة في مصر أو غيرها قبل دخول الإسلام الأخير لها فيما نعرفه من كتب التاريخ المزورة فالكتب التى وصلت لنا من العهود المعروفة الاغريقى والرومانى وقبلهم الفرعونى في العهود السابقة كانت نسخ من كتب أصول أو مسجلة كما يقال على جدران المعابد والآثار
إذا كتاب الجبتانا وصلنا بطريقة الرواية الحديثية أو العربية وهو ما يؤكد أن هناك مصيبة وراء هذا الكتاب وهو أنه من تأليف بعض من الرهبان في العصر الحديث كما هو حال السير الشعبية التى انتشرت في مصر ومن حولها مثل السيرة الهلالية والزير سالم والظاهر بيبرس وكلها تصب في خانة واحدة وهى :
اشاعة الخرافة والجهل في المجتمع
الكتاب رغم عدم قراءتى إلا لبعضه فإنه نتاج معارف أبيب النقادى للتراث الإسلامى واليهودى والنصرانى وغيرهم فالرجل ألف هذا الكتاب ليكون شبيها بالكتب المزورة في الأديان الثلاثة فاستهل كتابه بسفر الرؤيا على عكس الكتاب المقدس الذى يضم العهدين القديم والجديد والذى ينتهى بسفر الرؤيا وفى سفر الرؤيا اقتبس من التراث المزور رحلة الإسراء مع تحويرها واقتبس من سفر الرؤيا نفسه كرسى العرش وفى الأسفار التالية نقل من هنا وهناك ما يشبه سفر التكوين في العهد القديم مع تحويرات واضافات
ويبدو أن أبيب النقادى عاصر بداية ما يسمونه علم المصريات وأحب أن يسهم فيه بكتابة هذه الكتاب :
سفر رؤيا مانيتون والذى يستهل بتأكيد الكاتب مانيتون أنه ابن من أبناء الآلهة المفتراة وأن الوحى آتاه وفى هذا قال :
"أنا مانيتون السمنودي لا أعرف عن طفولتي إلا ما سمعته من معلمي وأبى بالروح كاهن معبد مدينة منديس قص ذلك الكاهن الأب على قصة طفولتي فقال: سلمك إلي وأنت في الخامسة من عمرك فلاح من منطقة البحيرات الشمالية فى أرض النحلة، وكانت تبدو عليك ملامح الذكاء والنجابة ولما سألت ذلك الفلاح عنك روى لنا أن الإله حورس زاره وسلمك له، وأوصاه أن يرعاك حتى الخامسة ثم يسلمك لناً في اًلمعبد ٠٠٠أصبحت يا مانيتون- ابنا لي بالروح وعلمتك القراءة والكتابة بعدة لغات كما علمتك -وأنت تعرف الكهانة والطب والسحر
عرفت أنك ابن من أبناء الآلهة , كنت أحيانا أصحو من نومي على أصوات وترنيمات تأتينى من حجرتك واكتشفت أن حورس وإيزيس وأوزوريس ورع وآمون وبقية التاسوع المقدس, كانوا يزورونك ويضعون في قلبك الأسرار المقدسة,والأسماء السحرية التى تجعلك قادر, على تجاوز عالمنا إلى عالم الآلهة "
ومقولة كونه من أبناء الآلهة تشابه مقولة في العهد القديم في سفر المزامير " أنا قلت أنكم آلهة وأبناء العلى كلكم "
وزيارة التاسوع وهم الملائكة للوضع في قلبه كما يقال تذكرنا بحديث شق الصدر لوضع الإيمان والحكمة في قلب خاتم النبيين (ص) مع الفوارق ومن رواياته:
"عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه" رواه مسلم
ونجد مانيتون المزعوم يقول أنه كتب تاريخ حكم مصر وهو تاريخ الأسرات بأمر من حكام البطالمة فقال :
" كتبت بأمر من الملوك البطالمة تلخيصا كاملا لحكام مصر وآلهتها وأسراتها منذ عحا المحارب والملقب بنعرمر حتى وصل الإسكندر إن تلك القوائم للآلهة والملوك المصريين العظام التى لخصتها فانتشرت من الإسكندرية وهليوبوليس وطيبة, فصارت توجد نسخ منها في هاران وببلوس وفي فينقيا ومعابد الأدوميين والعبريين والفلسطينيين"
وهو ما يناقض أنه كتبها بتوجيهات رع رب الأرباب عنده في نهاية الإصحاح الخامس في قوله:
"بدأت كتابة الجبتانا ملتزما بتوجيهات رع ومسجلا أسفار التكوين المصرية باللغة المصرية بخطوطها الثلاثة الشائعة بعد الإسكندر الخط الهيراطيقي والديموطيقي والجبتي مع عدة نسخ بالإغريقية تكتبت أسفار التكوين المصرية الجبتانا وكتب تلاميذي في معبد سمنود تتابع عدة نسخ، بعضها سنرسله إلى هليوبوليس وإلى معبد الإله سيراببس في الإسكندرية, وإلى معبد مدينة الثن الأولى في طيبة, وإلى معابد ببلوس" و"فينيقيا" ومجدو" وابابروت" و"أورشاليم" وهاران"
أقر بأن الجبتانا هي التاريخ الحقيقي للسلالة المصرية ألهة وأبناء آلهه وملوكاً ابتداء من بدء التكوين وظهور أتم أول الآلهة وانتهاء بالملك عحا المحارب نعرمر ومرورا بالتوحيد الأول للأرضين على يد أوزيريس الناسوتي، الذي عاد بعد أن فداًه حورس بعينه إلى اوزيريس اللاهوتي باعث الخضرة في مصر والمشرف على طريق الراحلين إلى الغرب"
وفى الإصحاح الثانى يناقض ما قاله أنه من وضع تاريخ الأسرات وحده بأنه كتب قوائم الحكام بالاشتراك مع كهنة طيبة في القول التالى :
" الإصحاح الثاني
زرت جميع معابد الجنوب: زرت معبد طيبا وطينا ، والفونتين وميتيت ٠
والكرنك وهيراكونبوليس وأبيدوس وبانوبوليس وغيرها اشتركت مع كهنة طيبة فى وضع القوائم الشهيرة لملوك الأرضين الذين حكموا أرض الآلهة "
العجيب هو أن الرجل الذى يدعى كونه ابن لإله كان محكوما من البطالمة الذين ليسوا من الآلهة أو أبناءها وهو كلام عجيب
وكلامه قائم على مقولة تعدد الآلهة وأنهم ينجبون أبناء ويتزوجون وهو ما يذكرنا بأقوال في العهدين عن أبناء العلى وابن الإنسان الذى هو ابن الله كما يزعمون من امرأة هى مريم ومن كلامه في هذا في الإصحاح الثانى :
"وضع القوائم الشهيرة لملوك الأرضين لملوك الأرضين الذين حكموا أرض الآلهة بعد أن كانت الآلهة تحكم بنفسها أرض مصر ثم تركت الآلهة الأرض ورحلواً إلى السماء حيث استقلت الآلهة بحكم السماء، واستقل أبناء الآلهة بحكم الأرض
وسلسلة أبناء الآلهة تبدأ عندنا بإيزيس وأوزويس وحورس ثم تبدأ سلسلة أبناء أبناء الآلهة بالملك الاله عحا المحارب اًلذي هو نعرمر وإلملوك المصريون الآلهة - وأبناء آلهة - وأبناء أبناء الآلهة يبلغ ثلاثمائة وواحد وأربعون ملكا سيطرواً على ثلاثمائة وواحد وأربعين جيل من الناس وبما ان كل ثلاثة أجيال تكون قرنا من الزمان"
ويحدد الرجل عمر التاريخ في مصر بعدد هو 11341 سنة قائلا:
"إذن فالتاريخ المصري كله آلهة - وأبناء آلهة وأبناء أبناء آلهة يبلغ أحد عشر ألف عام وثلاثمائة وأربعين عاما وأول ملك كان من أبناء أبناء الآلهة وهو عحا المحارب أو نعرمر يعود تاريخه إلى سنة أربعة آلاف عام قبل الاسكندر وقبل ذلك كان حكم أبناء الآلهة ، وحكم الآلهة ,
هذا المختصر لحكام مصر وضعت منه نسخ في جامعة !لإسكندرية وفي معبدها وفى الأروقة الملحقة بعمود بومبى حيث يتم التكريس للإله سيرابيس المصري الإغريقي الذي يعبد وتقدم له القرابين والطقوس"
وبعد هذا الكلام يبين كيفية حدوث رحلة المعراج للسماء حيث أكل ثم شرب خمرا مع الكهنة وحاشية الملك ثم نام في حجرة كبير الكهنة وذكر ما شاهده من الأحداث وهو قوله :
"الآن في كاتاكوما حللت أنا مانيتون السمنودي عبد الإله أوزيريس في العام الأول من حكم ثاني البطالمة ضيفا على معبد سيرابيس القريب من عمود بومبى, وبعد قداس المساء وصلاة أول الليل دعاني المقربون من أتباع الملك, والمبجلون من كهنة المعبد إلى وليمة القرابين المقدسة, وشربنا مع الوليمة أباريق من نبيذ البلح والعنب مقدمة إلى المعبد سكائب قربان وما إن وضعت رأسي على الوسادة في حجرة نوم كبير الكهنة -والتي تركها لي حيت سافر إلى عين شمس حتى انتبهت من نومى مذعورا"
وهذا الجزء يذكرنا برحلة أردا فيراف الزرادشتى حيث أكل وشرب خمرا هو الأخر ونام مدة وهو الجزء التالى من كتاب رحلة أردا فيراف :
" وبعد ذلك، اختار هؤلاء المشرعون، في مسكن الروح، مكانًا على بعد ثلاثين خطوة من الخير. (25) وغسل فيراف رأسه وجسده ولبس ثيابًا جديدة. (26)" ..."وأعطوا كأسًا لفيراف مكتوبًا عليه كلمة "حسن الحكم" والكوب الثاني مكتوبًا عليه كلمة "حسن القول" والكأس الثالثة مكتوبًا عليها كلمة "حسن العمل الصالح" (31) وابتلع الخمر والمخدر، وقال نعمة وهو مستيقظ، ونام على البساط."
وبعد هذا أضاف مانيتون أو قل أبيب النقادى اضافات من عنده وهى :
"أيقظنى الإله حورس فى هيئة الصقر مستخدما أجنحته المصوغة من الذهب والياقوت والزمرد, وكانت ترافقه الأم الآلهة إيزيس التى كانت تلبس رداء أرجوانيا أبهى من زنابق الحقول ومن زهور اللوتس وابتسمت لى الربة الآلهة وربتت على كتفى كذلك ابتسم لى الإله أوزيريس وطمأننى بأنه لم يأتى ليأخذني معه إلى الغرب"
ثم بدأ الرحلة بمعاونة جبار الذى هو جبريل(ص) في حديث الإسراء برواياته الذى اعطاه أجنحته ليكمل الرحلة وحده بعد أن كان معه في بعضها وهو قول السفر :
" وقدم لي جبار أحد معاوني رع رب الأرباب؛ الذي يسميه الكنعانيون والأدوميون الله والذي تسميه القبائل العبرانية والسامية ألوهيم
اختفى الثالوث المقدس وحملني جبار على ظهره الذي يشبه ظهر الحصان, وطار بي مستخدما أجنحته الذهبية صاعدا إلى السماء, وتوقف جبار عند الجميزتين السماويتين المقدستين اللتين تقفان شامختين عند مدخل طريق النور المؤدي إلى العرش السماوي وخلع ”جبار" اجنحته الذهبية وركبها في كتفي، وأشار لي أن أواصل الطريق إلى عرش رب الأرباب وفهمت منه أنه لا يستطيع تجاوز الجميزتين المقدستين وإلا احترق "
ونلاحظ هنا تحول شجرة السدر في روايات الإسراء والمعراج إلى شجرتين من شجر الجميز
ونلاحظ سقطة من سقطات أبيب في تزويره للسفر وهى القول :
"رع رب الأرباب؛ الذي يسميه الكنعانيون والأدوميون الله والذي تسميه القبائل العبرانية والسامية ألوهيم"
فلم يكن لتلك القبائل وجود في تلك العصور إلا نادرا خاصة العبرانيون الذين ظهروا متأخرا في تاريخ الأسرات كما يزعم الزاعمون أنهم كانوا في عهد رمسيس الثانى أو مرنبتاح
ويكمل الرجل السفر بالوصول للعرش الإلهى مثبتا كونه كرسى مزين بتماثيل الحيوانات فيقول :
"وجدتنى أطير بأجنحة جبار دون إرادة منى واقتربت من قدس الأقداس ففتحت الأبواب النحاسية السبعة بابا بعد باب، وأخيرا فتحت الأبواب الذهبية, وأخيرا فتح الباب الزمردي الذي يقع خلفه سر الأسرار؛ فإذا عرش عظيم مصوغ من النور والياقوت والعقيق وتفيض عنه- بين لحظة وأخرى أضواء وألوان تشبه قوس المطر فيضاء قدس الأقداس وعرش الجالس على الكروبيم وكلما أشرقت الأنوار وكلما فاض عن بنبن أضواؤه وأنواره يظهر الجالس على عرش الكون وكأنه الذهب ممزوجا بالياقوت واليشب والزبرجد ساعتئذ لم تجد عيناي القدرة على النظر إلى الجالس على العرش؛ ووجدتني ساجدا أمام عرش سيد الأكوان
حول العرش العظيم "
وهو ما يشابه مع فوارق قول سفر الرؤيا ليوحنا :
"وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3 وَكَانَ الْجَالِسُ، فِي الْمَنْظَرِ، شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ، فِي الْمَنْظَرِ، شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. 4"
ويكرر أبيب نفس التناقضات حول الألوهية والربوبية خاصة في العهد الجديد فيقول :
"رأيت تاسوع الأرباب والملائكة متسربلين بثياب بيض جالسون على عروش صغيرة تكون دائرة حول العرش العظيم, ويردد تاسوع الأرباب والملائكة رافعين أياديهم إلى رب الأرباب: المجد لرع رب الأرباب، والذي كان أتوم أول الخلق والآلهة , والذي صار اتون وآمون والذي تحول إلى توت والأب بالروح لأوزيريس وحورس وإيزيس المجد لرع الذي سمح لنا بأن نكون معه في الأعالي, ٠٠ والذي بالكلمة -التي هي ذاته-خلق نفسه بنفسه وخلق كل الأشياء والموجودات والدباًبات"
هنا رع رب الأرباب أصبح مخلوق هو أتوم " أول الخلق والألهة "وهو كلام جنونى فكيف يكون إله ومخلوق ؟
ويصف العرش الإلهى فيقول :
"أمام عرش رع وعروش الأرباب والملائكة الذين يكونون التاسوع, رأيت سبع شموس تتلألأ أنوارها تنطق وتسبح بعظمة رع, في كل زاوية من الزوايا الأربع المحيطة بقدس الأقداس يقف حيوان ضخم في حجم جبل مهول؛ فبدت هذه الحيوانات محيطة بالمكان حتى أن عيني عجزتا عن الإحاطة التامة بأجرام تلك الحيوانات,حتى بدا لي الحيوان الأول كأنه أسد عملاق في وجهه عيون كثيرة تبرق وتلمع والحيوان الثاني في شكل قريب من فرس النهر والحيوان الثالث هو أبو الهول بجسمه الحيواني ووجهه الإنساني وتلمع في وجهه أعداد من العيون لا تحصى والحيوان الرابع هو نسر الكروبيم المجنح
فى وجوه تلك الحيوانات عيون كثيرة تبرق وتلمع, ومن أفواه تلك الحيوانات تتردد تمجيدات وترنيمات لرع قائلة- قدوس قدوس قدوس قدوس هو الرب الإله الأزلى القادرعلى كل شيء القدوس هو الرب الإله ذو الصيرورة الدائمة منذ الأزل والى الأبد"
وهو ما يشابه مع فوارق قول سفر الرؤيا ليوحنا :
6" وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِى وَسَطِ الْعَرْشِ، وَحَوْلَ الْعَرْشِ، أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ. 7 وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْلٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ. 8 وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلًا قَائِلَةً: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِى يَأْتِى.» 9 وَحِينَمَا تُعْطِى الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَىِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ"
ونلاحظ في فقرة سابقة أن رع وهو أتوم خلق نفسه بنفسه في القول :
والذي بالكلمة -التي هي ذاته-خلق نفسه بنفسه " ومع هذا يناقض الرجل نفسه بأنه خلق من بيضة وماء في القول التالى :
"قدوس قدوس هو الرب الإله الذي خلق نفسه بنفسه، منذ أن كان هو أتوم الذي خرج من البيضة الطافية على سطح المياه الأزلية نون ومنه كان تشوا وتفنوت اللذان أنجبا نوت سيدة السماء؛ وجب جسد الأرض ويسجد الأرباب وملائكة التاسوع ويطرحون أكاليلهم"
ونلاحظ تكرار أقوال العهدين في السفر مثل :
" ويقولون لرع: لك المجد في الأعالي لأنك أنت القدرة التي تقف خلف كل ما كان: وما هو كائن وما سوف يكون "
وهو قول سفر لوقا :
" «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي"
وهى عبارة تكررت في عدة مواضع من العهدين
وفى الإصحاح الرابع نجد أبيب ينسب لمانيتون أن الله كلمه وأخبره أن المصريون هم شعبه المختار فيقول :
" الإصحاح الرابع
فجأة حرج صوت عميق عن صاحب العرش الأعظم وكانت السموات والأرضين تردد ذلك الصوت القدسي وسمعه -وسمع معي كل من في الأرض والسماء -صوت قدوس الكون يهتف بي: "أي مانيتون, أيها الكاهن العارف بالأسرار أيها الكاتب الذي يكتب بكل لسان شاءت إرادته أن يكون هناك في الأرض نهر عظيم، هو حابي أو النيل وحول ذلك النهر ينمو شعب عظيم هم الجبتيون أبناء جبتو مصرايم والجبتيون هم أقرب الشعوب إلى كما أنهم أقرب إلى الدماء الإلهية؛ ولهذا طرحوا عنهم حياة الغاب والحيوان وصاروا يقودون جنس البشر في مضمار الحضارة, إن أرض مصر هي أرض الآلهة "
نفس المقولة العنصرية التى تنسب لليهود وهى عند كل الأمم شعب الله المختار والله لم يختر شعبا إلا من يطيعه باتباع دينه فلم يقل أبدا أنهم سكان أرض معينة أو أولاد مخلوق معين
ونجد أن رع يطلب من مانيتون كتابة الجبتانا لأن الأثار والكتب قد تم تحريفها أو محوها فيقول :
"أي مانيتون؛ إن اثار الآلهة قد اندثرت, كذلك فإن الكثير من كتابات الأقدمين قد عفى عليها الزمان لقد فتحت القبور ونهبت وطمست مسلات كثيرة ومعابد عظيمة دمرت وسويت بالأرض وكذلك الكتب والبرديات بل إن كثيرين من الهمج الذين احتلوا مصر قد سرقوا الأهرامات والقبور ونهبوا كنوزها وأتلفوا مومياواتها، بزعم أن أكل الجثث المحنطة يطيل العمر أو لعله يهب الخلود وبعض من احتلواً مصر أذابوا البرديات وشربوها كأدوية شافية من الأمراض والسحر لهذا اخترتك يا مانيتون وكلفتك أن تكتب الجبتانا أنت يا مانيتون- مكلف من قبلي أن تكتب الجبتانا؛ حيث تدون فيها كل أسفار التكوين المصرية "
وفى نهاية السفر يخبرنا مانيتون أنه صحا من نومه ووجد أنها رؤية صحيحة حيث أن أدوات كتابة الجبتانا كانت جاهزة بجواره ليكتب الجبتانا وهو القول :
"الإصحاح الخامس
صحوت من نومي وعجبت وعدت -أنا مانيتون— من الرؤيا ولتكن ظلت تلك الرؤيا بقلبي وتأكد اعتقادي بأن ما يقوله الإغريق عنا نحن المصريين- صحيح فنحن عند الإغريق مدرسة ألعالم ومعبده ومنشأ القيم والضمير
وصحوت من نومي وعجبت إذ رأيت بجواري على الفراش مجموعة من الريشات المشذبة المعدة للكتابه ووعائين؛ أحدهما للمداد الأسود والأخر للمداد الأحمر وعدة إضمامات من البردي وتذكرت أن رع في آخر الرؤيا كلف أحد معاونيه من التاسوع بأن يعبي الأدوات الكافية لكتابة الجبتاناً"
وأخبرنا السفر بأن الرجل قام بتجميع مصادر الجبتانا من كل مكان قدر على الوصول إليه ثم كتب الكتاب
"رجعت —أنا مانيتون— إلى معبدي الهادىء ذي الأسوارالسبعة, معبد اسببنبتوس فى لغة الإغريق والتى هى سمنود فى لغتنا المصرية ورتبت ماً تجمع لدى من قطع الأستراكا ومن برديات كثيرة من متون الأهرام ومتون التوابيت ومن برديات ... وبعض سجلات المعابد القديمة ومتون العقائد الموروثة وأسفار الآلهة ، والألواح القديمة المسجل عليهاً شرائع الشعوب الغابرة,بدأت كتابة الجبتانا ملتزما بتوجيهات رع ومسجلا أسفار التكوين المصرية باللغة المصرية بخطوطها الثلاثة الشائعة بعد الإسكندر الخط الهيراطيقي والديموطيقي والجبتي مع عدة نسخ بالإغريقية تكتبت أسفار التكوين المصرية الجبتانا وكتب تلاميذي في معبد سمنود تتابع عدة نسخ، بعضها سنرسله إلى هليوبوليس وإلى معبد الإله سيراببس في الإسكندرية, وإلى معبد مدينة الثن الأولى في طيبة, وإلى معابد ببلوس" و"فينيقيا" ومجدو" وابابروت" و"أورشاليم" وهاران" "
وأقر الرجل أن الجبتانا هى التاريخ الحقيقى للسلالة المصرية فقال :
" أقر بأن "الجبتانا” هي التاريخ الحقيقي للسلالة المصرية ألهة وأبناء آلهه وملوكاً ابتداء من بدء التكوين وظهور أول الآلهة وانتهاء بالملك عحا المحارب نعرمر ومرورا بالتوحيد الأول للأرضين على يد أوزيريس الناسوتي، الذي عاد بعد أن فداًه حورس بعينه إلى اوزيريس اللاهوتي باعث الخضرة في مصر والمشرف على طريق الراحلين إلى الغرب انتهيت اليوم, الحادي عشر من نوت، من السنة الثالثة من حكم ثاني خلفاء الإسكندر من كتابة الجبتانا أسفار التكوين المصرية في ثلاث عشرة إضمامة من بردي أرض النحلة وثلاثين إضمامة من بردي تانيس"
ما قاله أبيب النقادى من وجود رؤيا مانيتون هو تزوير تاريخى معكوس قصد به تدمير الأديان السابقة بادعاء أنها مأخوذة من الديانات الوثنية الديانات التى تقر بتعدد الآلهة وتوالدهم وزواجهم
والأمر الذى يدعو للريبة والشك هو أن تلك الظاهرة لم تظهر إلا منذ قرنين أو أقل تقريبا مع احتلال الغرب للشرق وكأنهم من صنعوا آثار الدول المحتلة وهم من كتبوا ذلك التراث في كل الأديان دون استثناء ليكون متوافق مع بعضه ويظل الناس في دوامة من الحيرة لا تنتهى يبحثون في كتب وأثار لا أصل لها وكان الغرض منها هو :
شغل الناس عن الحق وهو العدل الذى يجب أن يسود بمقولات كثيرة جدا يبحث العديد من الناس عن اجابة لها ويموتون وهم تائهون لأنهم بعدوا عن أصل الموضوع وهو البحث عن العدل الإلهى وتطبيقه